أصدرت وزارة التعليم الوطني التركية مؤخراً قراراً يقضي بافتتاح مصلى وموضأ ضمن المدارس الموجودة في تركيا اعتباراً من العام الدراسي الجديد 2017-2018.
ويأتي هذا القرار لتلبية رغبة المسلمين من المعلمين والطلبة الأتراك والأجانب المداومين ضمن مدارس الدولة التركية، والذين يشكلون النسبة العظمى من مواطنيها وقاطنيها. حيث يحتاجون إلى أداء فريضة الصلاة داخل المدرسة وخاصة صلاة يوم الجمعة التي تتقاطع مع دوام الطلاب والمعلمين فيها، وكذلك لطول فترة الدوام في أيام الأسبوع التي تتجاوز، في بعض المدارس، الساعة الرابعة مساءً، مما يقتضي أداء صلاتي الظهر والعصر فيها أيضاً خلال فترات الفرص بين الحصص الدرسية.
وفي سياق آخر غير منفصل عن الوزارة، أكد مدير مجلس التربية والتعليم في وزارة التعليم التركية “ألب أرسلان دورموش” أن الوحدة الخاصة في نظرية “التطور” ضمن منهج علم الأحياء للمرحلة الثانوية لن تكون موجودة في العام الدراسي المقبل.
وأضاف “دورموش” في مداخلة موجهة إلى المعلمين والمعلمات عبر شبكة المعلوماتية الخاصة بالوزارة قائلاً: “عملنا من خلال التعديلات الجديدة في المناهج التخلص من المواضيع التي تتحدث عن التاريخ من وجهة النظر الأوروبية، وعملنا على التركيز على مساهمات العلماء المسلمين والأتراك، أمثال ابن سينا وابن خلدون”.
إعلان
وأثار إلغاء تدريس نظرية “داروين” التطورية تفاوتاً في آراء الشارع التركي بين الترحيب والرفض، وخاصة عند مدرّسي المادة من أصحاب التوجّهات الفكرية والعلمية والدينية.
وقد صرّح وزير التعليم التركي “عصمت يلماز” في وقت سابق: “إن نطرية داروين نتيجتها كانت نشوء نظرية التطور، مثل الفيزياء التي بدورها أنشأت نظرية الانفجار العظيم، لذلك هذه المواضيع لا بد من نقاشها خارج إطار المنهج المدرسي بشكل منفصل ومركز”.
وتنصّ نظرية “النشوء والارتقاء” على أن كل الكائنات الحية على مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة، وقام دارون باقتراح نظرية تتضمن أن هذه الأنماط المتفرعة من عملية التطور ناتجة لعملية وصفها بالانتقاء (الانتخاب) الطبيعي، وكذلك الصراع من أجل البقاء له نفس تأثير الاختيار الصناعي المساهم في التكاثر الانتقائي للكائنات الحية. ومن خلال ملاحظاته للأحياء قام داروين بدراسة التحول في الكائنات الحية عن طريق الطفرات وطوّر نظريته الشهيرة في الانتخاب الطبيعي عام 1838م.
إعلان
وبفعل عملية الانتقاء أو “الاصطفاء الطبيعي” ادعى “تشارلز دارون”، من خلال إلقاء الضوء على أصل الإنسان، بأن أصله يعود إلى القرد، بناءً على بقايا الآثار. إلا أن نظريته تلك قوبلت مباشرة بالازدراء والرفض من محيطه الإنكليزي ثم بقية المجامع العلمية والدينية، لتناقضها مع العلم من جهة ومع الدين من جهة أخرى، لا سيما الدين الإسلامي الحنيف.
وبعد تطور علوم الوراثة والتشريح والجينات في المئة سنة الأخيرة أثبت العلماء عدم صحة تلك النظرية ودحضها.
إعلان
ورغم ذلك بقيت النظرية تُدرّس في بعض الجامعات والمدارس حول العالم حتى اليوم.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=18749