قال وزير خارجية السودان إبراهيم غندور، الخميس، إن “فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طرح إعادة ترميم منطقة سواكن (الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان) واعتبار جزيرتها للمنفعة المشتركة سياحيا، وليس صحيحا على الإطلاق أنها ستكون قاعدة عسكرية”.
جاء ذلك ردا على سؤال لإعلامية مصرية بشأن احتمالية تحويل تركيا جزيرة سواكن لقاعدة عسكرية، وذلك في مؤتمر صحفي عقد بالقاهرة اليوم، بين وزير خارجية مصر سامح شكري ونظيره السوداني، عقب اجتماع رباعي ضم وزيري خارجية ورئيسي مخابرات البلدين لبحث قضايا عالقة.
وقال غندور: “تطرقنا إلى أهمية التنسيق بخصوص أمن البحر الأحمر، ويمكن أن يكون ثنائيا أو ثلاثيا بين أطراف وأشقاء على شاطئي البحر الأحمر (لم يسمهم)، وهذه منطقة هامة جدا”.
وأشار إلى أنه يود أن يقدم معلومات صحيحة حول ما أثير بشأن جزيرة سواكن، موضحا أن سواكن ليست جزيرة، بل مدينة وميناء قديمان جدا، ولها امتداد في البحر الأحمر مساحته لا تزيد على 4 كم، وهي الجزيرة المعنية بالحديث.
وأضاف: “هذه الجزيرة كانت مقرا لقيادة ورئاسة المحافظة في عهد الإمبراطورية العثمانية، وكان يقيم بها المحافظ وبها مبان ومسجدان، وهذه المنطقة لو نظرت لها بأي صور فضائية ستجد عدد المنازل والمباني لا يقل عن 400، وليس فيها سنتيمتر واحد لأي شيء بخلاف السكن، وتهدمت بفعل الزمن والمعارك إبان الاستعمار البريطاني”.
وتابع: “الجانب التركي قرر إعادة (إعمار) بعض المباني إلى حالتها الأولى، وبدأ بمباني الجمارك والمسجدين، وفخامة الرئيس التركي عندما زار السودان زار هذه الجزيرة، وطرح ترميم كل المباني، وعرض أن تستخدم كجزيرة سياحية للمنفعة المشتركة، وكانت تستخدم في القدم كميناء لحجاج إفريقيا”.
وأكد أنه “لم يكن هناك خلال الزيارة (زيارة أردوغان) أي حديث للتعاون العسكري، ولم يكن هناك أي حديث عن قاعدة عسكرية تركية في الجزيرة أو في غيرها بأي مكان بالسودان”، متمنيا تصحيح هذه المعلومة من قبل الإعلام المصري.
وأمس الأربعاء، أعلن الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب متلفز، بختام فعاليات النسخة الـ 11 من مهرجان السياحة والتسوق لولاية البحر الأحمر (شرق)، أن الرئيس أردوغان بدأ تنفيذ وعده بإعادة إعمار جزيرة سواكن.
وقال الرئيس السوداني إن “جزيرة سواكن بعد إعادة إعمارها ستكون معلما سياحيا، وقبلة للسياح من داخل البلاد وخارجها”.
بدوره، اعتبر وزير السياحة السوداني محمد مصطفى أبوزيد، قرار منح جزيرة سواكن لتركيا لإعادة إعمارها من “القرارات المهمة التي ستغير مسار السياحة في البلاد”.
والشهر الماضي، أعلن السفير التركي لدى الخرطوم عرفان نذير أغلو، وصول ثلاثين متخصصا تركيا في علم الآثار إلى جزيرة سواكن، لبدء إعادة تأهيل المنطقة سياحيا.
وعلى هامش زيارته إلى السودان في ديسمبر / كانون الأول الماضي، تجول الرئيس أردوغان بجزيرة سواكن، وتعهد بإعادة إعمارها.
وتقع سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وتبعد عن الخرطوم حوالي 560 كيلومترا، وقرابة 70 كيلومترا عن مدينة بورتسودان، ميناء السودان الرئيس، وتم استخدام الجزيرة ميناء للحجاج من جميع أنحاء إفريقيا لعدة قرون.
وعقب الزيارة، وجه الإعلام المصري انتقادات إلى الجانب السوداني بشأن الجزيرة، وهو ما ردت عليه السلطات السودانية بتأكيد أهمية الدور التركي، والعلاقات الثنائية بين البلدين.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=42517