تركيا بالعربي
انتهت يوم الثلاثاء الماضي المفاوضات بين تركيا وروسيا برفض اﻷخيرة إعادة ميليشياتها إلى الحدود المتفق عليها في أستانا سلماً، وبعد ذلك بساعات فتحت الفصائل الثورية معركة واسعة في الريف الشمالي لحماة وتمكنت خلال وقت قصير من تحرير منطقة هامة.
وقد رفضت تركيا والفصائل الثورية على حد سواء الطلب الروسي بإقامة هدنة مؤقتة بغية تثبيت المكاسب الميدانية الهشة بعد تكبد الميليشيات خسائر فادحة جراء المقاومة العنيفة وجراء عجزها عن السيطرة على التلال الحاكمة ما جعلها تحت مرمى الصواريخ المضادة للدروع.
ولعبت تلك الصواريخ التي يبدو أن الفصائل تزودت بعدد كبير منها دوراً محورياً في لجم الهجوم الروسي، ومن غير المعروف على وجه الدقة من هي الجهة التي أمنت هذا العدد من الصواريخ إلا أنه من المؤكد دخولها من تركيا.
وقد حشدت أنقرة موقفاً غربياً ودولياً مسانداً لها ولرؤيتها في الشمال السوري ساهم في تكوين جبهة رافضة للعدوان الروسي مدفوعة بالخوف الغربي من موجات اللجوء الجديدة، وهو ما انعكس على المشهد السياسي حيث بادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى بحث “وقف إطلاق النار” في إدلب مع كل من المستشارة اﻷلمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك بعد ساعات من انطلاق الهجوم الذي وصفه اﻹعلام الروسي بالكبير في ريف حماة الشمالي.
وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في تصريح له أمس أن النقاط التابعة لجيش بلاده لن تنسحب بسبب الهجوم الذي اتهم نظام اﻷسد بالوقوف خلفه مشيراً إلى أن اﻷخير يبذل ما في وسعه للإخلال باتفاق خفض التصعيد، مستخدماً في ذلك البراميل المتفجرة والهجمات البرية والقصف الجوي موضحاً أن “القوات المسلحة التركية لن تتراجع من مكان تمركزها.. لن يحدث ذلك بالتأكيد”.
ومضى “أكار” بالقول إنه تمت الحيلولة دون وقوع مأساة جديدة وإنه بحث مع وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” درء حدوث موجة جديدة من اللاجئين إلى داخل تركيا.
ومن الخطوات التي تم اتخاذها للجم الهجوم الروسي توجه مؤازرات غير قليلة من فصائل الجيش الوطني السوري من ريف حلب الشمالي إلى جبهات إدلب وحماة.
غياب شبه تام للطيران الروسي
رغم ارتكاب الطائرات الروسية مجازر إلا أن مستوى نشاطها انخفض بشكل كبير منذ إعلان الروس عن هدنة مؤقتة مدتها 72 ساعة وانقضائها، وما يزال الوضع كذلك حتى مع شن الفصائل الثورية عملها العسكري الواسع أمس في ريف حماة.
وشهدت أجواء إدلب والأرياف المتصلة بها في حماة وحلب واللاذقية تحليقاً متقطعاً للطائرات الروسية إلا أنها لم تتدخل في سير المعركة واقتصر ذلك على طيران النظام السوري.
وبرزت أسئلة عديدة حول سبب هذا الغياب، حاول العقيد عبد الباسط طويل اﻹجابة عنها مؤكداً أن هناك “عصاً غليظة قد أُشهرت” من أجل “لجم حركة الطيران الروسي” وترك الميليشيات مكشوفة للصواريخ المضادة للدروع مشيراً إلى أنه “ليس هناك معلومات تدل على جنسية أو خلفية العصا” حسب وصفه.
وشنت الطائرات المروحية التابعة للنظام السوري باﻹضافة إلى طائرات السوخوي غارات مكثفة على المدن والقرى وعلى الجبهات بالبراميل المتفجرة ومختلف أنواع الصواريخ إلا أن ذلك لم يجد نفعاً في منع تقدم الفصائل الثورية.
وتعيد أحداث اليوم إلى اﻷذهان توقف الحملة العسكرية الروسية على ريف إدلب الشرقي عندما حاولت الميليشيات تجاوز الحدود المتفق عليها في “أستانا” حيث قام “مجهولون” بإسقاط طائرة روسية بصاروخ حراري ما أدى إلى توقف الهجوم على الفور.
وختاماً تثبت اﻷحداث الجارية اليوم أن الفصائل الثورية تستطيع قلب الطاولة على روسيا وميليشياتها وإفشال خططها خصوصاً إذا حظيت بموقف تركي ودولي داعم، كما أنه يكشف مدى هشاشة السيطرة الروسية في سوريا ومدى ارتهان الروس لمواقف اللاعبين الأساسيين وعدم قدرتهم على تجاوز دورهم الوظيفي.
بقلم فريق التحرير المصدر نداء سوريا + وكالات
تركيا بالعربي
بالفيديو.. جيش العزة يقدم هدية لفيصل القاسم.. ١٦ صاروخاً اغتنمها من جيش الأسد
أعلنت الجيش السوري الحر اليوم عبر تشكيل “جيش العزة” أحد ابرز التشكيلات العسكرية العاملة وسط سوريا، عن سيطرته عن 16 صاروخ مضاد للدروع كانوا بحوزة النظام السوري في مدينة كفرنبودة بريف حماة.
وفي شريط فيديو مصور نشره أحد مقاتلي جيش العزة، أظهرت اللقطات صواريخ مضادة للدروع، فيما أهدى العنصر في جيش العزة تلك الصواريخ للإعلامي السوري والعالمي الشهير د. فيصل قاسم.
أطلقت فصائل المعارضة شمال غرب حماة، ظهر اليوم الأربعاء، المرحلة الثانية من عملية الهجوم المعاكس على المواقع التي سيطرت عليها ميليشيات النظام وميليشيات حميميم مؤخراً.
وقال مراسل بلدي نيوز في حماة؛ إن فصائل المعارضة بدأت ظهراً، تمهيداً مدفعياً عنيفاً على مواقع النظام في قرى “المستريحة والشيخ إدريس والجابرية وتل هواش وبعض المزارع غرب بلدة كفرنبودة” بريف حماة.
ووفق موقع بلدي ؛ فإن فصائل المعارضة استطاعت تدمير دبابتين وعربة بي إم بي وثلاثة قواعد م.د في المنطقة الواقعة بين “تل هواش وبلدة كفرنبودة” بعد استهدافها بصواريخ مضادة للدروع، بالإضافة إلى مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام والميليشيات الموالية.
هذا وتجري الآن عملية تمشيط وملاحقة لميليشيات النظام التي تحاول الانسحاب من قرية “تل هواش ومزارع كفرنبودة” إلى قرية “الجنابرة”.
وكانت قد تمكنت فصائل المعارضة، الليلة الماضية، من إعادة السيطرة بلدة كفرنبودة عقب اشتباكات عنيفة مع ميليشيات النظام استمرت لأكثر من عشرة ساعات.
كررت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان خارجيتها وكذلك بريطانيا، تهديدها بمعاقبة النظام السوري في حال استخدم السلاح الكيماوي لمرة جديدة ضد المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته،
مع إعلانها عن وجود مؤشرات على استخدامه مجدداً، في إشارة إلى القصف بغاز الكلور السام في منطقة الكبينة بريف اللاذقية قبل أيام.
وجاءت تهديدات واشنطن ضد النظام السوري في الوقت الذي تشتد فيها المعارك والقصف على ريفي إدلب وحماة آخر مناطق لخفض التصعيد في شمال سوريا،
حيث تكتفي واشنطن بالتحذير من استخدام السلاح الكيماوي والذي تعتبره خطاً أحمر، في وقت تغض الطرف كما كل المجتمع الدولي عن القصف الجوي الروسي وقصف النظام بشتى أنواع الأسلحة التدميرية، وتكتفي بالتعبير عن قلقها والدعوة للتهدئة.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=101364