أصبحت تركيا إحدى الوجهات التي يقصدها الطلاب الأجانب، لما توفره من فرص تعليمية هائلة.
وخلال السنوات الأخيرة، برزت أهمية تركيا الاقتصادية والسياسية، وأعلنت الحكومة رؤيتها لاستقدام نحو نصف مليون طالب أجنبي عبر منح دراسية جذابة.
وبحسب مجلس التعليم العالي، يدرس نحو 115 ألف طالب أجنبي حاليا في الجامعات التركية، ما يضع الدولة ضمن قائمة الدول العشر الأولى الجاذبة للطلاب.
ويقدم برنامج “المنح التركية” إلى نحو 5 آلاف طالب من جميع أنحاء العالم، منحا دراسية لمساعدتهم على متابعة دراستهم في المراحل الجامعية الأولى، إضافة إلى الماجستير والدكتوراه في الجامعات التركية.
وبالإضافة إلى المنح الدراسية ومستوى التعليم العالمي، يختار الطلاب أيضا تركيا لتمتعها بحياة اجتماعية نابضة، ومجتمع متعدد الثقافات، ذي خلفيات تاريخية غنية.
وقال فايز بن علي، ماليزي تخرج من جامعة إسطنبول للتجارة، للأناضول، إن اختياره تركيا للدراسة كان بسبب “تمتعها بثقافة مذهلة، وكونها مركزا للتجارة”.
** الوجهة – الحلم
من جهته، أفاد نوشاد إم كيه، الأستاذ المساعد في قسم اللغة التركية، بالجامعة الملية الإسلامية في العاصمة الهندية نيودلهي، أن تركيا “كانت وجهة أحلامه”، بسبب أهميتها الاجتماعية والثقافية والتاريخية والسياسية.
وأكمل نوشاد دراسته في جامعة إسطنبول عام 2012، ثم عاد إلى الهند بعد تحقيق “حلمه التعليمي والشخصي”، على حد قوله.
وقال للأناضول: “أدهشني ثراء تركيا الثقافي والتاريخي، وهذا كافٍ لجعلها بيتي الثاني”، مضيفا أن الشعب التركي لا يعامل الهنود على أنهم من دول العالم الثالث.
وأوضح أن الدراسة في تركيا وسّعت رؤيته، وفتحت أمامه مجالات العمل في بلده.
** عاصمة الحضارات
بدوره، قال محسن كيرتيس، وهو مقدوني درس الاقتصاد القياسي بجامعة مرمرة في إسطنبول، للأناضول، إن تركيا تتمتع بجميع خصائص الحضارة الشرقية، ما دفعه إلى اختيارها لاستكمال دراساته العليا.
وأضاف: “أشعر كأنني أعيش في وطني الأم (…) شرف لي الدراسة في بلد يعد مهدا للحضارة”، مشيرا أن تركيا مزدحمة بالنشاطات الاجتماعية، والفعاليات الشبابية.
في المقابل، لفت “كيرتيس” إلى مواجهته بعض المشاكل في استخراج إقامته المؤقتة، لكنها سرعان ما حُلّت مع تأسيس المديرية العامة لإدارة الهجرة عام 2013.
من جهته، قال فنان محمد بشير، طالب إثيوبي تخرج من جامعة إسطنبول التقنية، إنه أكمل دراسته ضمن أكثر من جامعة داخل تركيا.
وأوضح للأناضول أن الميزات المقدمة للطلاب الأجانب تسمح لهم بالتخرج من أكثر من جامعة.
وذكر أن الطلاب يحصلون على معرفة تتجاوز نطاق تعليمهم التقليدي، مشددا على أن الدراسة في تركيا “تستحق التجربة”.
وأردف الطالب الإثيوبي: “حصلت على ثروة من الخبرة خارج دراستي الرسمية التقليدية، بسبب الخصائص النابضة للمجتمع التركي”.
** نصيحة قيمة
ونصح الطلاب الأجانب المحتمل قدومهم إلى تركيا للدراسة، بإقامة حوار عميق مع المجتمع والتفاعل معه، من أجل اغتنام أوقاتهم بشكل صحيح.
وأضاف “إذا فهم الطالب المجتمع التركي بشكل جيد، يمكنه التكيف بسهولة مع الحياة فيها”.
واختتم بشير نصيحته للطلاب الأجانب قائلا: “حياتك الجامعية يجب أن لاتقتصر على المدرسة والكتب والمكتبة، يجب أن تخرج، وتنغمس في المجتمع التركي”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=90949