توفر تركيا الحماية لأكثر من 4 ملايين لاجئ، بينهم أكثر من 3.5 ملايين سوري، وتدعم تقديم الخدمات لهم على نطاق واسع دون تمييز، بدءا من الصحة مرورا بالتعليم وصولا إلى المشاريع الاجتماعية وسوق العمل.
هذه الحقيقة، دفعت المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا)، جان لارك، للتأكيد على أنّ تركيا تعد النموذج الأمثل للدول، للاقتداء بها في استضافة اللاجئين من مناطق مختلفة من العالم.
وفي حديث خاص للأناضول قال لارك :”الأمم المتحدة أقرت بمساعدة تركيا للاجئين بمستوى عالٍ جدا، وإيواء عشرات الآلاف من كافة أنحاء العالم، وفي المقدمة سوريا”.
وتابع “ونحن نعرب عن امتنانا الكبير لتركيا، ونعتبرها مثالا يحتذى به في الكرم لبقية دول العالم، وبدورنا نشكر الشعب التركي وحكومته على الجهود التي بذلتها تجاه اللاجئين”.
إعلان
وانتقد المسؤول الأممي الدول الأوروبية بسبب سياساتها في استقبال اللاجئين، داعيا إياها للوقوف إلى جانب الدول التي تستقبل اللاجئين وعلى رأسها تركيا ودعم الجهود التي تبذلها.
وذكّر لارك بأن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يدير نشاطه في سوريا من مكتبه بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، متوجها بالشكر لكل من يشاركهم أهدافهم من السكان المحليين في المنطقة ولكل هيئات الإغاثة الإنسانية.
**ملايين بحاجة للإيواء
إعلان
وأشار لارك إلى وجود ملايين البشر حول العالم بحاجة للإيواء واللجوء في العديد من الدول وعلى رأسها اليمن بسبب استمرار الحرب الأهلية هناك.
وقال :”إن ثلاثة أرباع اليمنيين في الوقت الراهن بحاجة لمساعدات إنسانية”.
إعلان
وأضاف: “نوجه رسالة للعالم بأسره أن المدنيين ليسوا هدفا في الحروب، بالعديد من المناطق التي تشهد اشتباكات حيث يُستهدف المدنيون على وجه الخصوص، ويجب على أطراف النزاع احترام القوانين الدولية وعدم المساس بالمدنيين، ونحن شهود على ما يحدث في سوريا واليمن”.
**مخاطر تهدد العاملين بالمجال الإنساني
ولفت لارك إلى المخاطر التي يتعرض لها موظفو المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى مقتل 139 شخصا من العاملين بالمجال الإنساني في 22 دولة العام الماضي فقط، وإصابة 102 بجروح، واختطاف 72 آخرين.
وبحسب المسؤول الأممي، تأتي دولة جنوب السودان في المرتبة الأولى من حيث الخطورة على موظفي المساعدات الإنسانية، ثم إفريقيا الوسطى ثم سوريا، مبينا أن 90 بالمئة منهم سقطوا في هذه الدول الثلاثة.
**إدلب والكارثة
ودعا المسؤول الأممي للعمل من أجل وقف الهجمات العسكرية لنظام الأسد على إدلب شمال غربي سوريا، محذرا من حدوث كارثة إنسانية فيها بسبب إيوائها لعدد كبير من المدنيين القادمين من مناطق كانت تسيطر عليها المعارضة”.
وقال لارك:” إذا شن هجوم عسكري كبير على إدلب، فلا مفر من معاناة كبيرة ستلحق بالمدنيين”.
وطالب الدول التي لها تأثير على نظام الأسد بمنع شنّ أي هجوم عسكري على إدلب، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأمم المتحدة اتخذت كافة الاستعدادات تحسبا لوقع الهجوم عليها.
وفي ختام مقابلته وجه المسؤول الأمم رسالة لكافة الحكومات قائلاً :”اللاجئون والنازحون بشرٌ مثلنا، لا يمكن لومهم على الأوضاع التي هم فيها. فهم بحاجة لإنسانيتنا من أجل إخراجهم من الآلام التي يعيشونها”.