ألمحت تركيا، بمسؤولية إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في ظهور تنظيم “الدولة” في المنطقة، مستنكرة تلميحات مسؤول عسكري أمريكي حول صلة أنقرة بـ”تنظيمات إرهابية” في محافظة إدلب، معتبرة في الوقت نفسه أن اتفاق “خفض التوتر” جاء نتيجة انسداد عملية جنيف لإيجاد حل للأزمة السورية.
تركيا لا تسيطر على إدلب
واستنكر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، تلميحات المبعوث الأمريكي لمكافحة تنظيم الدولة بريت ماكغورك، بشأن “صلة تركيا بتنظيمات إرهابية” في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
ووصف “قالن” في لقاء تلفزيوني، تلميحات المبعوث الأمريكي بأنها “غير مقبولة”، لافتاً إلى أن “ماكغورك يعتبر أحد الوجوه المتبقية من عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وقد نشرت الصحافة العديد من الصور له خلال زيارات أجراها لمعاقل مليشيا الوحدات الكردية”.
إعلان
وقال قالن إن “تركيا لا تسيطر على إدلب السورية، ولا تتحكم بها، فالقوى التي لها وجود هناك ولها قوات على مقربة من المنطقة هي أمريكا وروسيا، فضلاً عن قوات الأسد”، وفق وكالة الأناضول.
وأضاف “أما المناطق القريبة من الحدود مع تركيا فيقيم فيها عدد كبير من اللاجئين، لا سيما من تم إجلاؤهم من حلب، وتركيا عملت ولا تزال على تقديم المساعدات الإنسانية لهم”.
وأشار قالن إلى أن “المنطقة المحاذية للحدود السورية التركية داخل الأراضي السورية، تحتضن ما بين مليون ونصف المليون إلى مليوني لاجئ، بعضهم يتمكن من دخول تركيا”.
إعلان
و شهدت المناطق المحررة في إدلب وحلب وحماة خلال الأسابيع الماضية، اقتتالاً عنيفاً بين حركة “أحرار الشام” الإسلامية وهيئة “تحرير الشام”، خلف عشرات القتلى والجرحى والأسرى في صفوف الجانبين، وسيطرت “تحرير الشام” على مدن وبلدات، أبرزها مدينة إدلب.
أخطاء جوهرية في استراتيجية محاربة تنظيم الدولة
إعلان
وذكر المسؤول التركي أن “عمر الأزمة السورية التي اندلعت عام 2011 بلغ ست سنوات، وثمة أخطاء جوهرية في استراتيجية محاربة تنظيم الدولة الذي لم يكن له وجود في سوريا حتى منتصف 2014”.
واستطرد في السياق ذاته “حتى ذلك التاريخ لم يكن هناك أحد بسوريا سوى نظام بشار الأسد، والمعارضة، ولم تشهد البلاد حرباً بالوكالة آنذاك كما هو الحال الآن”.
أوباما يتحمل مسؤولية ظهور تنظيم “الدولة” في سوريا
وأكد أن بلاده “طالبت في تلك المرحلة بإحداث تغيير في إطار المطالب المشروعة للشعب السوري، وتنفيذ عملية انتقال سياسي في البلاد، إلا أن فشل إدارة أوباما في وضع استراتيجية بشأن سوريا، عن قصد أو غير قصد، دفع الأمور في المنطقة إلى وضع بالغ التعقيد، وأدى إلى ظهور تنظيم الدولة”.
وشدد قالن على أن “عدم إيجاد صيغة لحل الأزمة السورية، دفع العناصر المتشددة إلى التوافد على ذلك البلد قادمة من العراق، ومن أماكن أخرى، مثل أوروبا، والقوقاز، وآسيا الوسطى”.
وأوضح أن تركيا “حذرت في تلك الفترة من أن استمرار سير الأزمة في هذا الاتجاه، أمر من شأنه أن يجعلها قضية عالمية”.
سوريا تعيش وضعاً مجزّأ
وعن مناطق خفض التوتر، قال قالن إن “هذه المرحلة جاءت، وسوريا تعيش وضعاً مجزّأ، ووفرت تلك المناطق بديلا في ظل انسداد عملية جنيف لإيجاد حل للأزمة السورية”، مؤكداً أن “الاتفاق الروسي التركي حول تلك المناطق لا يشكل بديلا لجنيف بل مرحلة مكملة لها”.
في مطلع شهر أيار الماضي وقعت (روسيا، إيران، وتركيا) على مذكرة تفاهم بشأن إقامة مناطق “آمنة” في سوريا، وذلك خلال الجولة الرابعة من محادثات العاصمة الكازاخية أستانا حول سوريا، وتشمل مناطق “خفض التوتر” أو “تخفيف التصعيد”، محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، إضافة إلى أجزاء شاسعة من محافظات حماة وحمص واللاذقية، وكذلك الغوطة الشرقية الواقعة في ضواحي دمشق، إلى جانب جنوب سوريا، وذلك بهدف وقف الأعمال العسكرية في هذه المناطق وضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة وإدخال المساعدات إلى هذه المناطق دون عوائق.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=22432