تصعيد روسي – سوري وتعزيزات تركية في إدلب عشية «أستانة»

Osman24 أبريل 2019آخر تحديث : الأربعاء 24 أبريل 2019 - 1:10 مساءً
تصعيد روسي – سوري وتعزيزات تركية في إدلب عشية «أستانة»

تركيا بالعربي

في موازاة تصعيد عسكري روسي على آخر معقل للمعارضة شمال غربي سوريا، ومواصلة الجانب التركي تعزيز مواقع قواته لفرض سياسة الأمر الواقع فيما يخص أولوياته في ادلب، وتعزيز عامل الاستقرار فيها، تجري الدول الضامنة لاتفاق «أستانة» اتصالات وزيارات رسمية مكثفة، تحضيراً لمرحلة جديدة من اللقاءات الخاصة بالملف السوري في العاصمة الكازاخية، نور سلطان، يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الجاري، وسط استعداد واضح تبديه المعارضة السورية للحل السياسي حسب ما صرح رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري، حيث قال «نحن مستعدون للحل السياسي في سوريا وكنا نحتاج إلى الدعم الدولي»، مؤكداً من أن اللجنة الدستورية سترى النور قريباً برعاية الأمم المتحدة.

نصر الحريري: سوريا على موعد مع انفراجة في «اللجنة الدستورية»

ومن المنتظر حسب التصريحات الرسمية احداث انفراجة باللجنة الدستورية والعملية السياسية عموماً، «بدءاً من مفتاحها، المتمثل في القرار 1254 وفق إجماع دولي» حيث يشغل الملف السوري وتحديداً مصير اللجنة الدستورية، محور الاتصالات واللقاءات الرفيعة المستوى، في ظل مساعٍ لاحياء خطوات بناء الثقة بين النظام السوري والمعارضة.

وأعلنت وزارة خارجية كازاخستان أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، أكد مشاركته في جولة مفاوضات «أستانة» التي تُعقد في العاصمة الكازاخية نور سلطان حسب المرصد السوري. وقال مدير دائرة آسيا وأفريقيا في الوزارة أيدربك توماتوف، إن بيدرسن أعلن عزمه المشاركة، مضيفاً أن المعارضة السورية أعلنت بدورها نيتها حضور الجولة المقبلة، ووفقاً لمعلومات الخارجية الكازاخية فإن وفد المعارضة سيضم 14 شخصاً، لكن لم يتم تحديد هوية رئيس الوفد.

تحريك العملية السياسية

وينتظر أن تركز الجولة الجديدة من المفاوضات على «سبل تحريك العملية السياسية بهدف إنهاء العمل على تشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية، بالإضافة إلى مسألة انضمام المراقبين الجدد للعملية وإطلاق سراح المعتقلين والرهائن وتسليم ج. ثث القتلى».

وبينما يجري التحضير لمباحثات سياسية مقبلة، لا يفوّت النظام السوري فرصة الاعتماد على الجوانب العسكرية، حيث استهدفت مدفعيته، والطيران الحربي الروسي، بالقذائف والصواريخ الشديدة الانفجار مناطق متفرقة في ريف إدلب شمال غربي سوريا، أودت بحياة مدني وجرحت عدد آخر. وقال الدفاع المدني السوري ان الطيران الحربي استهدف بتسع غارات جوية بعد منتصف الليل مزارع عدة غربي مدينة إدلب، ما أدى لوقوع أضرار مادية لحقت بالمزارع والممتلكات، حيث عملت فرق الدفاع المدني على تفقد الأماكن المستهدفة وتأكدت من خلوها من الإصابات البشرية.

وكانت أمس وحسب المصدر فقد اودت مدفعية النظام بحياة مدني، واصابت ثلاثة اشخاص بصفوف المدنيين، جراء استهداف سوق مدينة سراقب، بصواريخ شديدة الانفجار مصدرها المدفعية المتمركزة في مناطق النظام،.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد منتصف الليل، تنفيذ سرب من الطائرات الروسية نحو 12 ضربة جوية استهدفت مناطق في محيط سجن إدلب المركزي وبلدات فليون وكورين وبكفلون على الأطراف الغربية من مدينة إدلب، ما تسببت بحدوث دمار وأضرار مادية في بعض المزارع، حيث جرى الاستهداف بعد تحليق مكثف من قبل طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق امس، سقوط صواريخ أطلقتها قوات النظام على بلدة سراقب الواقعة بالقطاع الشرقي من ريف ادلب، متسببة بخسائر بشرية جديدة، وبذلك يرتفع عدد الذين قتلوا بعد تطبيق اتفاق سوتشي المبرم بين الرئيسين الروسي والتركي، إلى 653 على الأقل، بينهم 321 مدنياً و103 أطفال و71 سيدة قضى معظمهم في قصف قوات النظام والمسلحين الموالين لها واستهدافات نارية وقصف من الطائرات الحربية، إضافة إلى 135 قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح، و197 جندياً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

فيما قالت وكالة سبوتنيك، ان الطيران الحربي الروسي شن سلسلة غارات جوية، الثلاثاء أهدافاً عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) في محيط مدينة إدلب، ونقلت الوكالة الروسية عن مصدر عسكري قوله ان الطيران الحربي نفذ عبر المقاتلات الروسية 18 غارة جوية تركزت على بلدات كورين وفيلون وبكفلون بمحيط مدينة إدلب ومحيط سجن إدلب المركزي، زاعما ان تلك الضربات قد دمرت «عدة آليات للمسلحين بالإضافة إلى تدمير 3 مستودعات ذخيرة وأسلحة، وإفشال عملية نقل العتاد والذخيرة إلى المحاور المستهدفة». وكشفت ان الطيران الحربي الروسي شن منتصف شهر أبريل/ نيسان الجاري، 14 غارة ليلية على مواقع ومستودعات ذخيرة تابعة لهيئة تحرير الشام في ريف إدلب، حيث اكد المصدر العسكري «تدمير عدة آليات ..ومقتل وإصابة عدد من المسلحين» حسب زعمها.

تعزيزات تركية

وفي ظل التصعيد على مقاطعة إدلب، تواصل تركيا تعزيز قواتها المنتشرة شمال غربي سوريا، محاولة فرض مراعاة محاذيرها، على روسيا، حيث دخل رتل عسكري تركي مؤلف من 19 آلية من نقطة خربة الجوز الحدودية مع لواء اسكندرون نحو النقطة التركية في بلدة اشتبرق بريف جسر الشغور، وأكدت مصادر متقاطعة أن الرتل لوجستي لعمليات تبديل العناصر والإمداد بالذخيرة والغذاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان القوات التركية تسير دورياتها العسكرية بين نقاطها الـ 12 المنتشرة في الشمال السوري، حيث فعلت دورية عسكرية تركية جديدة عملها انطلاقاً من نقطة المراقبة التركية في بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، وصولاً إلى نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك بريف حماة الشمالي.
وأكد المرصد السوري تسيير دورية عسكرية تركية من نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك في ريف حماة الشمالي نحو نقطة المراقبة التركية في قرية شير مغار بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وسط تحليق لطائرات حربية في سماء المنطقة، كما اتجهت دورية أخرى قبل أيام تضم نحو 15 آلية من النقطة التركية في مورك في ريف حماة الشمالي، نحو نقطة المراقبة التابعة لها في شير مغار في ريف حماة الغربي.

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي التركي حمزة تكين لـ»القدس العربي» ان تركيا تعزز اتفاق ادلب بالرغم من الخروقات التي ينفذها النظام السوري بضوء أخضر من روسيا، مشيراً إلى ان حكومة بلاده «تسعى من اجل إيجاد حل سياسي لمنطقة شمال غربي سوريا، واحداث تقدم بملف هيئة تحرير الشام والتنظيمات الجهادية الأخرى عبر دمج القوات السورية بالفصائل المعتدلة، ونقل المنطقة إلى مرحلة الاستقرار والهدوء».

المصدر: القدس العربي

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.