تغريدة عبر موقع “تويتر”، كتبها مواطن تركي يدعى أبو بكر بجاكجي، غيّرت قدر مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، وشكّلت منعطفا بمساره.
ففي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كتب بجاكجي، إن “المطار يمكن أن يكون متنفسا لإسطنبول”، في تعليق يبدو أنه جاء تعقيبا عن ما تداولته وسائل الإعلام المحلية، حينها، عن رغبة الحكومة بالمحافظة على المطار إثر افتتاح مطار ثالث، لتأمين رحلات الشحن الجوي.
بجاكجي لفت أيضا إلى أنّ مساحة المطار تبلغ أربعة أضعاف مساحة “سنترال بارك” في ولاية نيويورك الأمريكية.
** في قلب النقاش الحكومي
إعلان
بعد فترة قصيرة من نشرها، بدأ التفاعل مع التغريدة، وجرى تداولها أياما بأكملها، لتتحول في وقت قياسي إلى موضوع للجدل العام، قبل أن يبلغ صداه حكومة البلاد، وتصبح محل نقاشات عديدة شارك بها وزراء ومسؤولون.
ولاقت التغريدة رواجا واسعا بالبلاد، حيث حظيت بنحو 4.5 مليون مشاهدة، فضلا عن عشرات الآلاف من إعادة التغريد والإعجاب.
وقبل أيام، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن وجود خطة حكومية، بعد افتتاح المطار الثالث بإسطنبول، لتحويل مطار أتاتورك إلى “منتزه الشعب”، الأمر الذي أعاد للأذهان تغريدة “بجاكجي”.
إعلان
وعن سرّ وخلفيات هذه التغريدة التي قلبت مسار مطار أكبر مطارات تركيا، قال بجاكجي: “عشت في نيويورك لمدّة 4 سنوات، ولفترة قصيرة في كل من طوكيو (اليابان) ولندن (بريطانيا)”.
وأضاف، في مقابلة مع الأناضول: “خلال إقامتي في نيويورك، كنت أتوجّه مرتين أو ثلاثة أسبوعيا، إلى منتزه سنترال بارك؛ للهروب من ضغط المدينة”.
إعلان
مساحة منفتحة تشكّل مهربا من زحمة المدينة، ومنفذا يخلص السكان من ضغوط الحياة اليومية، جعل بجاكجي يتخيّل وجود منتزه مماثل في إسطنبول.
“كنت دائما أتخيل أن تكون هناك حديقة كبيرة في إسطنبول”، يتابع، و”في اليوم الذي كتبت فيه التغريدة، كان وزير المواصلات أحمد أرسلان يتحدث على التلفاز، حيث سُئل عن مصير مطار أتاتورك بعد انتقاله إلى المطار الجديد”.
الوزير أجاب، حينها، أن “المدارج ستبقى بمطار أتاتورك، وسيتم استخدامها لطائرات الشحن الجوي”.
إجابة كانت كافية لتمنح الرجل فكرة إمكانية تنفيذ مشاريع أكثر جدية، أولها مشروع مشابه لمنتزه “سنترال بارك”.
ولفت إلى أن “هذه الفكرة التي ظلت مخفية بداخلي كل هذه السنوات، خرجت للسطح، إذ توقعت أن تصبح حديقة كبيرة في تركيا”.
ومستدركا: “ولكن لم أكن أعلم مساحة المطار، وما إن كانت بقدر مساحة سنترال بارك، ولكني عرفت أن المطار أكبر بثلاثة أضعاف ونصف، فتحمست أكثر، وقلت إنه من الممكن إنجاز حديقة أكبر وأجمل، وهو ما ضمّنته تغريدتي تلك”.
** الافتراضي يغيّر الواقع
وعن مضمون التغريدة والتفاعل معها، قال بجاكجي: “كتبت أن مطار أتاتورك أكبر بأربعة أضعاف من سنترال بارك، وبعد انتقال المطار، يمكن أن يتحوّل الأول إلى رئة لإسطنبول، أي إلى منطقة خضراء، ولم أكن أتوقع أن الناس مهتمين بهذا الأمر”.
وأردف: “بعد 4 أيام فقط، شاهد التغريدة 4.5 مليون شخص، فضلا عن عشرات الآلاف ممن أعادوا تغريدها”.
وتابع بجاكجي: “بناء على ذلك التفاعل، لمست مشاطرة الناس لرغبتي وفكرتي، تلاه اهتمام بها من قبل نائب رئيس الوزراء محمد شيمشك، وبعض النواب والبيرقراطيين، وهذا ما أسعدني كثيرا، لأني شعرت أن الفكرة باتت في قلب النقاش العام”.
وحول المناقشات التي جرت، أوضح: “حظيت التغريدة بآلاف التعليقات، وأجمع معظم الناس على أن الفكرة تختزل مشروعا رائعا غير أنه من الصعب تنفيذه، ولكن، ورغم ذلك، سعدت بإخراج رغبة الناس للعلن، وأنا لم أفقد الأمل أبدا” في إمكانية تفعيل الفكرة.
“قدمت فكرة”، يضيف، و”موضوع تحويل المطار لمشروع أمر تقني، إلاّ أني حوّلت ما يجب أن يكون في مثل هذه المنتزهات، استنادا لما شهدته، إلى رؤية تناولت فيها حاجة الناس وحبهم لهذه الحديقة، وأرسلت الرؤية لقيادات حزب العدالة والتنمية، عبر عدة قنوات”.
إعلان
وفي النهاية، “وبعد أن أعلن الرئيس أردوغان عن الحديقة قبل أيام، أيقنت أن الرؤية وصلت”، على حد قوله.
إعلان
إعلان
** حديقة فراشات ومراكز فنية وثقافية
إعلان
وبخصوص أهم ما يجب أن يتضمنه المنتزه، قال بجاكجي: “يجب أن يضمّ حوضا كبيرا في منتصفه، كما لا بد من توفّر مجموعة من المقترحات لتشجيع السياحة، منها حديقة الفراشات والحديقة الطبيعية وميادين الألعاب، لتشجيع الناس على ارتياده شتاء، كما يمكن إنشاء قاعة كبيرة للتزلج على الجليد”.
واعتبر أن حديقة الفراشات موجودة في كل العالم، ويمكن هنا (إسطنبول) بناء أكبر حديقة فراشات بالعالم، وأيضا مراكز فنية وثقافية، وبعد إعلان أردوغان عن المشروع، كشف أنه مشروع كبير، وأجمل مما فكرت فيه، وآمل أن يتحقق كل شيء”.
أما عن مشاعره عقب سماعه بالمشروع، قال بجاكجي: “سعدت جدا وشاركت بذلك زوجتي، أنا لم أيأس، وأردوغان أعلن عن تنفيذ المشروع، الأمر الذي زاد من حماستي. سعدت كثيرا كما جميع الأتراك”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=56882