أعلن الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، عن توصلهما لتأسيس “آلية مشتركة” تخصّ المنطقة في محافظة إدلب وما حولها، بالتزامن مع إعلان روسيا وإيران عدم وجود أيّ عمل عسكريّ في ادلب.
وحسب ما أوضحه الرئيسان الروسي والتركي، فإن هذه الآلية تعتمد على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق ما بين 15 و 20 كم من كلا الطرفين (النظام والمعارضة)، وانسحاب جزئي للميليشيات والفصائل من هذه المنطقة، مع تسيير دوريات مشتركة من الجانبين الروسي والتركي على أطراف المنطقة العازلة.
ترسيم الحدود
ومن جانبه، قال الخبير العسكري والضابط المنشقّ (عبد المجيد الدبس) لأورينت نت، “إن الآلية المشتركة التي اتفق عليها الرئيسان أردوغان وبوتين تهدف لإنشاء منطقة عازلة بعمق 20 كم تقريباً، 10 كم تقريباً من جانب سيطرة نظام الأسد، و 10 كم من جانب سيطرة الثوار، وبالتالي أصبحت هذه المنطقة أشبه بترسيم الحدود بين دولتين”.
إعلان
وأضاف (الدبس)، “تمتد المنطقة العازلة من شمال غرب حلب بالقرب من بلدة نبّل الموالية شمالاً وحتى بلدة صوران شمال حماة جنوباً، وتلامس المنطقة العازلة هنا حدود مدينة حلب ومعظم الأوتوستراد الدولي (حلب-دمشق) المار بالمناطق المحررة، وثم تمتد المنطقة العازلة من بلدة صوران شرقاً وحتى السقيلبية غرباً وتسمى هذه المنطقة بالطّار والطار الغربي، وكانت روسيا قد وعدت تركيا بإعادتها لسيطرة الثوار سابقاً ولكنها تراجعت فيما بعد، وأما الحدود الغربية للمنطقة العازلة فتمتد على طول سهل الغاب الأوسط وحتى جبل التركمان، وكذلك شهدت هذه المنطقة بناء مخافر روسية حدث على إثرها خلافات حادة مع الشبيحة في سهل الغاب”.
ونوّه (الدبس) إلى أنّ هذه الحدود الراسمة للمنطقة العازلة ومحافظة إدلب، سيتخللها فتح اوتوستراد حماة-حلب، وكذلك فتح اوتوستراد حلب-اللاذقية، وجعلهما تحت المراقبة المشتركة.
وكذلك أكّد الشرعي العام لفيلق الشام والجبهة الوطنية للتحرير، الشيخ (عمر حذيفة) لأورينت نت بأنّ هذا الاتفاق بمثابة ترسيم حدود مرحلي، حيث قال (حذيفة)، “يبدو أن أمر ترسيم المنطقة العازلة هو حل مرحلي وليس نهائي، ريثما تعود الحياة إلى نصابها ويتم تحديد شكل الدولة المستقبلية، ولذلك فإن الدخول التركي للمناطق المحررة بحدودها الآنية هو قرار دولي ولن يتم الانسحاب إلا بقرار دولي آخر، وأعتقد أن هذا لن يكون على المدى المنظور حالياً”، حسب قول (حذيفة).
إعلان
مصير بلدات المنطقة العازلة
حسب المنطقة العازلة المُتفق عليها خلال اجتماع الرئيسين التركي والروسي، تحتوي هذه المنطقة على عشرات البلدات منها خاضعة لسيطرة النظام وغالبيتها خالية من أهاليها، والبعض الآخر خاضعة لسيطرة الفصائل الثورية ولكنها تُعتبر على خط جبهات القتال.
إعلان
وعن مصير هذه البلدات، يقول لأورينت نت، (زكريا الموسى) وهو أحد وجهاء بلدات ريف حماة المحتلة من ميليشيات أسد الطائفية، “تم تكليف بعض الوجهاء سابقاً لمناقشة الجانب التركي حول عودة أهالي بلدات الطّار كالجبّين وتل ملح، بالإضافة لحلفايا وطيبة الإمام وصوران، وكان الرد التركي لنا بأن روسيا ستوافق على إعادة الأهالي لهذه المدن حسب اتفاق أستانا، ولذلك يبدو أن الوقت قد حان لعودة بعض الأهالي الراغبين لبلداتهم التي ستقع ضمن المنطقة العازلة وكانت تُسيطر عليها ميليشيات النظام، طالما هناك ضامن تركي وروسي”.
وأشار (الموسى) خلال حديثه إلى أنّ عشرات القرى والبلدات الواقعة بالريف الشرقي لإدلب وحماة وكذلك في سهل الغاب، ستعمل هذه القرى على تشكيل وفود مدنية لزيارة النقاط التركية القريبة منها، والسعي لعودة الأهالي ولكن وفق ضمانة الجانب التركي أكثر من الجانب الروسي، لأن الأخير لا يؤمن جانبه، حسب كلام (الموسى).
النقاط العسكرية ستبقى
أشار بوتين إلى ضرورة سحب السلاح الثقيل من كافة الفصائل المتواجدة داخل المنطقة العازلة، دون التنويه إلى بقاء الوجود العسكري فيها.
وأما النقيب (ناجي مصطفى) المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير، فقال لأورينت نت، “ستبقى النقاط العسكرية التابعة لفصائل الثوار تحت سيطرتها، وبكامل جاهزيتها لأن نظام الأسد لا يلتزم بالعهود والمواثيق، ولكن هناك بعض النقاط التي ذُكرت باجتماع سوتشي سنحتاج لبعض التفاصيل لأخذ القرار الصحيح، وإفشال كل مشروع روسي يهدف للسيطرة على ادلب”.
وكذلك أكّد المتحدث باسم جيش العزة، العقيد الطيّار (مصطفى بكور) لأورينت نت أن، “جميع نقاط جيش العزة توجد ضمن المنطقة العازلة، ولكنه ما زال وسيبقى بنقاطه العسكرية، وأي قرار بشأن سحب السلاح الثقيل أو تسليم النقاط سيُحدد لاحقاً خلال اجتماع مجلس الشورى الخاص بالجيش وبما يتناسب مع مصلحة الثورة”.
المصدر: عنب بلدي
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=68871