من المخطط أن تنتقل تلة “أرسلان تبه”، التركية من القائمة المؤقتة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للتراث الثقافي العالمي، إلى “الدائمة”.
وتقع التلة على الضفة الغربية لنهر الفرات، على بعد 7 كيلو مترات من مركز ولاية مالاطيا، وتتميز بخصوبة أراضيها، وكثرة المساحات المروية، وبنيتها التي تحميها من فيضانات النهر، ما جعلها ملاذًا لبني البشر منذ آلاف السنين.
وتحتوي “أرسلان تبه” على بقايا أثرية قديمة يعود تاريخها إلى العصرين البرونزي، والحديدي، وكل من الحضارات الحثية، والرومانية، والبيزنطية.
وأفضت أعمال التنقيب والحفريات إلى العثور على تماثيل لأسد وملك، تعود إلى العصر الحثّي، كما يضم القصر فيها حوالي ألفي ختم، ما يدل على وجود واحدة من أقدم الدول في منطقة الأناضول في هذه التلة.
إعلان
وفي لقاء مع الأناضول، قال مدير الثقافة والسياحة في مالاطيا، جيتين شيشمان، إن تلة “أرسلان تبه” تعد واحدة من أكبر التلال الموجودة في منطقة الأناضول.
وأضاف شيشمان أن التلة تتضمن أثارًا كثيرة تعود إلى عدة حضارات بدءًا من العصر النحاسي.
وأشار إلى أنه تم العثور على آثار مهمة للغاية نتيجة أعمال التنقيب فيها، مؤكدًا على أنها تتميز عن سواها من التلال الأثرية باحتوائها على أقدم قصر مشيّد من (الطوب) اللِبن.
إعلان
وتابع: “أعمال التنقيب الأولى في المنطقة أفضت إلى العثور على المعبد، ومن ثم تم العثور على القصر، ما ساهم في ازدياد أهمية التلة، كما يمكننا القول بأن السيوف المعدنية التي وُجدت هنا، تعتبر من أقدم السيوف حول العالم”.
وأوضح أن الميزات التاريخية التي تتضمنها التلة، تضفي أهمية زائدة للمخزون التاريخي والثقافي الذي تذخر به تركيا عمومًا، ما دفع اليونسكو لإدراج “أرسلان تبه” ضمن القائمة المؤقتة للتراث الثقافي عام 2014.
إعلان
ولفت شيشمان إلى ضرورة تنفيذ عدد من الخطوات بهدف ضم التلة إلى القائمة الدائمة للتراث العالمي.
ونوّه إلى أن وزارة الثقافة والسياحة التركية، وقّعت اتفاقًا مع بلدية “بطال غازي”، عام 2016، بهدف التعاون لنقل التلة من القائمة المؤقتة إلى الدائمة.
وأفاد أن المديرية خصصت نحو مليون ليرة تركية (نحو 166 ألف دولار)، لإنشاء مركز استقبال في التلة، حيث سيحظى السياح بالاستقبال على أكمل وجه، وسيتمكنون من إجراء رحلة عبر التاريخ تمتد لأكثر من 5 آلاف عام.
وذكر أنهم يواصلون العمل لإدراج التلة ضمن القائمة الدائمة للتراث العالمي، وأنهم سيتقدمون بطلب رسمي في هذا الشأن بحلول شهر فبراير/ شباط عام 2019.
من جانبه، قال السائح التركي الوافد من إسطنبول، أوميت كوريك، إنه تأثر جدًا بالمزايا التاريخية للتلة.
وأضاف في حديث للأناضول، أنه يزور التلة برفقة ابنته ذات الـ11 عامًا، لاعتقاده بأن الرحلة ستساهم في إثراء معلوماتها التاريخية والتعليمية.
وتابع: “لقد أعجبتني التلة بشكل أكبر مما كنت أتوقعه، إذ تعد طرقات السير في المنطقة رائعة للغاية، وكذلك الرسومات الموجودة على الجدران”.
وأردف: “كما يمكنكم الشعور هنا بأنكم خارجون في رحلة عبر التاريخ تمتد لـ5 آلاف عام، وإنه لشعور جميل ومثير جداً”.
بدوره، أعرب السائح القادم من مركز الولاية، إكين بولوط، عن بالغ شكره وامتنانه للمسؤولين؛ جراء المشاريع القائمة في المنطقة.
وأبدى في لقاء مع الأناضول بالغ إعجابه بالتلة، لما تذخر به من آثار تاريخية قيّمة للغاية.