في اسوأ سيناريو ينتظر المنطقة شمال غرب سوريا والتي تعتبر المعقل الأخير لمعارضي نظام الأسد، فقد شهدت جبهات محافظة إدلب محاولات تسلل متكررة من قبل قوات الأسد على مواقع فصائل المعارضة، رغم سريان اتفاق “سوتشي” الموقع بين روسيا وتركيا، أيلول الماضي.
وتترافق المحاولات مع قصف مدفعي وصاروخي مستمر على الريف الجنوبي والشرقي لإدلب، وخاصةً على مدينة جرجناز والقرى المحيطة بها، والتي نزح جميع ساكنيها إلى المناطق الأكثر أمانًا.
فصيل “جيش العزة” العامل في ريف حماة أعلن اليوم، الجمعة 7 من كانون الأول، صد محاولة تسلل لقوات الأسد على محور جنوب مدينة اللطامنة في ريف حماة بالقرب من نقطة المعصرة شمال قرية المصاصنة.
وقال في بيان له “تم على الفور شن هجوم معاكس واعادة السيطرة على النقطة”.
وتتزامن المحاولات الحالية مع تعزيزات عسكرية استقدمتها قوات الأسد إلى محيط إدلب، في خطوة لشن عملية عسكرية في الأيام المقبلة، بحسب ما قالت شبكات موالية.
وأشارت الشبكات في الأيام الماضية إلى أن التعزيزات تركزت بشكل أساسي في ريف اللاذقية الشمالي، والريف الشمالي لحماة.
وقال الناطق الرسمي باسم “جيش العزة”، العقيد مصطفى بكور، إن نقطة المعصرة التي تسللت لها قوات الأسد لا يوجد فيها “مرابطون”، بل تقع في وسط منطقة المواجهة على مسافة قريبة من نقاط تمركز “جيش العزة”.
وأضاف لصحيفة عنب بلدي أن عمليات التسلل التي يقوم بها النظام والاستطلاع “نعتقد أنها لجس النبض في إطار التحضير لعمليات عسكرية مقبلة يمكن أن تكون بحجم أكبر وأوسع”.
وأوضح بكور أن أهداف النظام من عمليات التسلل متعددة، أولها أن النظام وإيران غير راضين عن الاتفاق الروسي- التركي، ويسعيان إلى إفشاله.
والهدف الثاني هو محاولة قوات الأسد خلق حالة من البلبلة في صفوف المدنيين الذين عادوا إلى المنطقة منزوعة السلاح وخاصة ريف حماة الشمالي.
وتأتي محاولة تسلل قوات الأسد إلى نقاط “جيش العزة” بعد يوم من التسلل على نقاط الفصائل العسكرية في محور تل الطوقان بريف إدلب الشرقي.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في “هيئة تحرير الشام”، خالد وضاح إن قوات فصيله تصدت لمحاولة تسلل لقوات الأسد، أمس الخميس، على محور تل الطوقان بريف إدلب الشرقي.
وأضاف “استمرت الاشتباكات لعدة ساعات قبل أن تنسحب المجموعات المتسللة”.
وأوضح وضاح لعنب بلدي أن هذا النوع من الهجمات هدفه استطلاع المواقع والجبهات ومعرفة نقاط القوة والضعف فيها، مشيرًا “نتعامل مع قوات العدو على هذا الأساس فلن يحقق غايته من هذه الهجمات”.
وكانت “الجبهة الوطنية للتحرير” قد رفعت جاهزيتها، في الأيام الماضية، على الجبهات العسكرية الفاصلة مع قوات الأسد في محافظة إدلب، بعد استقدام الأخيرة تعزيزات إلى محيط المنطقة.
ونشر الناطق الرسمي باسم “الجبهة الوطنية”، ناجي المصطفى بيانًا، الأربعاء 5 من كانون الأول، قال فيه إنه تم التأكيد على جميع مكونات الفصيل العسكري برفع الجاهزية على خطوط جبهات قوات الأسد، بعد ورود معلومات عن استقدام حشود إلى المنطقة.
ولا يقتصر رفع الجاهزية في إدلب على “الجبهة الوطنية”، بل أعلنت “تحرير الشام” أيضًا رفع جاهزيتها في الأيام الماضية.
وقال مدير العلاقات الإعلامية لـ”تحرير الشام”، عماد الدين مجاهد، إن “تحرير الشام” رفعت الجاهزية فقط على مختلف جبهات إدلب، إلى جانب جبهات ريف اللاذقية الشمالي.
وأضاف مجاهد لعنب بلدي أن رفع الجاهزية يأتي بعد استقدام تعزيزات من جانب قوات الأسد، والتي لم تتضح غايتها حتى اليوم سواء لعمل عسكري أو لأمر آخر.
ومنذ توقيع الاتفاق بين روسيا وتركيا حول إدلب، أيلول الماضي، أكدت تصريحات النظام السوري على ضرورة الدخول إلى إدلب، واعتبرت أن الاتفاق مؤقت وسيتبعه عمل عسكري للدخول إلى المحافظة.
ضباط أتراك يحذرون
من جهتهم حذر ضباط أتراك السوريين في إدلب من خطورة الوضع قائلين خلال اجتماع مع أعضاء من المجلس المحلي لمدينة جرجناز في ريف إدلب، اجتماعًا بنقطة المراقبة التركية في الصرمان بالريف الشرقي للمحافظة أن الخروقات والقصف المستمر من قِبَل “قوات الأسد” على المنطقة شكل تطور خطير.
بدورهم أبلغ أعضاء من المجلس المحلي لمدينة جرجناز قيادتهم بما يحصل في ريف إدلب.
وقال أحد الضباط، إن النظام السوري والإيرانيين غير مهتمين بالاتفاق وغير راضين عنه، ويتذرعون بالخروقات لإفشاله، بحسب ما ذكر أعضاء بمجلس جرجناز.
وأضاف: أن رد الجانب الروسي عن القصف هو قيام فصائل المعارضة بقصف مواقع عسكرية لـ”قوات الأسد”، وزعم أن طيران الاستطلاع رصد فصيل “صقور الشام” في أثناء قصفه ثلاثة صواريخ.
وبحسب الضباط في النقطة التركية، لا يوجد أي اجتياح بري لمحافظة إدلب أو لقصف للطائرات الحربية طالما نقاط المراقبة التركية موجودة حتى اليوم، وأكدوا أن “القيادة التركية” تعمل على إنهاء خروقات النظام السوري.
وتعرضت مدينة جرجناز في الأيام الماضية لقصف صاروخي ومدفعي؛ مما أدى إلى مقتل عددٍ من المدنيين، آخرهم في مدرسة الخنساء، فيما تعيش الجبهات العسكرية في إدلب بين النظام والفصائل حالة من التوتر بسبب خروقات الأول.
تصريح هام للرئيس أردوغان حول مصير مدينة إدلب
من جهته أكد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن تركيا وروسيا تحاولان إنشاء منطقة منزوعة السلاح مُستدَامة في إدلب.
وقال “أردوغان” في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال جولته في أمريكا اللاتينية والتي نشرتها وسائل الإعلام التركية يوم أمس: إنه ليس لدى تركيا وروسيا مشكلة خطيرة فيما يتعلق بمحافظة إدلب أو اتفاق سوتشي الموقَّع في أيلول الماضي.
وأشار “أردوغان” إلى أن الأجهزة ذات الصلة بملف إدلب في البلدين على اتصال دائم، وأن تركيا ألقت بثقلها هناك من خلال نشر جنودها وقواتها الأمنية، لافتاً إلى أن عدم خروج عناصر “هيئة تحرير الشام” من “إدلب” أثار نوعاً من عدم الارتياح لدى الروس.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي اقترح على نظيره الروسي عَقْد قمة جديدة لمناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها بما يخص محافظة إدلب، فيما كشف مساعد الرئيس الروسي عن اتفاق لعقد اجتماع بين روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا حول سوريا دون الإفصاح عن مكانها أو موعدها.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=79123