أعدّت صحيفة حرييت المعارضة تقريرا تطرّقت فيه إلى البرنامج الجديد المُتّبع من قبل وزارة التعليم التركية، والذي يهدف إلى دمج الطلاب السوريين في المدارس التركية، أوردت فيه رأي المعلمين حول ذلك، واستطلعت مدى تمكّن الطلاب السوريين من الحديث باللغة التركية، بالإضافة إلى الأجواء العامة التي يتلقّى فيها الطلاب السوريون تعليمهم، وآلية تعامل ذويهم الأتراك معهم.
625 طالبا سوريا من أصل 1638
ولفتت زينب بيلغي هان معدّة التقرير من مدرسة “شهيد قره يلان” في ولاية غازي عينتاب التي ينتشر فيها السوريون بأعداد كبيرة، إلى أنّ عدد الطلاب السوريين الذين يتلقون تعليمهم إلى جانب الطلاب الأتراك بلغ 625 طالبا من أصل 1638.
وبحسب التقرير “علي رضا غونديمير” الذي استلم إدارة المدرسة كنائب بالوكالة عن مدير المدرسة الرئيس، والذي يشرف في الوقت الحالي على سير التعليم في مدينة الباب السورية، أشار إلى أنّ العائلات السورية في الولاية رحّبوا بإرسال أطفالهم إلى المدارس التركية، بهدف دمج أبنائهم مع أقرانهم الأتراك”.
إعلان
لم نشهد أيّا من المشاكل
وأضاف غونديمير في هذا الإطار: “لم نشهد حتى الآن أيّا من المشاكل فيما يتعلق بالطلاب السوريين، مع قدوم السوريين ارتفع عدد الطلاب في الصف الواحد من 23 حتى 45 طالبا، هناك حالات فردية من الشكاوى التي قدّمها بعض أولياء الأمور بسبب ارتفاع عدد الطلاب في الصف الواحد، إلا أننا لم نشهد حالات عدم انسجام بين الطلاب، كما أنّنا لم نواجه مشاكل متعلقة بالحضور فيما يخص الطلاب السوريين”.
ثقافتان في مقعد درسيّ واحد
إعلان
وعن مشاهداتها في المدرسة نقلت بيلغي هان ما يلي:
“بينما نتجوّل بين الصفوف تقع عيني على مقعد في الصف الثالث تجلس فيه “دعاء قمر” السورية إلى جانب “زلال توزلو” التركية، على الرغم من كون دعاء وزلال تنتميان إلى مدينتين وثقافتين مختلفتين عن بعضهما البعض، إلا أنّهما في الوقت الحالي يجلسان على مقعد واحد، دعاء تتحدث التركية بطلاقة، ولذلك تتفاهم مع زلال بسهولة، كما أنّ زلال تساعد دعاء في دروسها”.
مساعدة من صديق تركماني
إعلان
وأشارت بيلغي هان إلى أنّ بعضا من الطلاب لم يتعلّموا التركية بعد، مثل “إبراهيم وأخته عائشة” اللذين يحلمان بأن يصبحا طبيبين في المستقبل، إلا أنّ صديقهما محمد الذي يجلس إلى جوارهما، وهو سوري من أصول تركمانية يهبّ لنجدتهما، ليكون صلة وصل بينهما وبين الطلاب الأتراك.
وذكرت بيلغي هان أنّ المدرسة تُسيّر دروس تعلّم اللغة التركية على قدم وساق، موضحة أنّ عدد الحصص الدرسية الخاصة باللغة التركية يبلغ 15 درسا.
الطلاب السوريون سيصبحون جزءا من المجتمع
مدرسة اللغة التركية بشرى أركان التي بدأت حياتها المهنية منذ أسبوعين فقط، نقلت انطباعها حول فكرة دمج الطلاب السوريين بذويهم الأتراك، بقولها: “تعليم اللغة التركية للطلاب السوريين الذين يتحدّثون في منازلهم اللغة العربية فقط أمر في غاية الصعوبة، ولكن على الرغم من ذلك فأنا أحب عملي إلى حدّ كبير، الطلاب السوريون سيصبحون جزءا من هذا المجتمع في المستقبل، ورغبت بالانضمام إلى فريق التعليم لأنني أحب أن أنشئ جيلا ذا فائدة في المستقبل، فالطفل يبقى طفلا وإن كان ينتمي إلى ثقافة مختلفة”.
كلّما تعلّمت التركية أكثر زاد عدد أصدقائي الأتراك
الطفل السوري محمد تحدّث عن تجربته مع اللغة التركية في مدرسة تركية بقوله: قدمنا إلى هنا بسبب الظروف، الجميع كان يتحدث اللغة التركية، ولم نتمكن من التفاهم معهم في بداية الأمر، وفيما بعد بدأت بتعلّم اللغة التركية عبر الممارسة، وكلّما تعلّمت اللغة التركية أكثر زاد عدد أصدقائي الأتراك.
لا توجد أي مشاكل باستثناء اللغة
“جنكيز ميتيه” مدير التربية والتعليم في ولاية غازي عينتاب ذكر أنّ عدد الطلاب السوريين الذي يتلقون تعليمهم في المدراس الحكومية التركية الموجودة في الولاية يبلغ 38 ألف و850، مردفا: “لا توجد في المدارس أي مشاكل باستثناء اللغة، وقد تم توظيف 720 مدرسا للغة التركية في سبيل تعليم الطلاب السوريين اللغة التركية وكما تمّ توظيف 61 مرشدا نفسيا فقط في سبيل الاهتمام بالطلاب السوريين، إلا أننا بتنا بحاجة إلى 3200 قاعة درسية جديدة في الولاية لاستيعاب الطلاب السوريين الذين تزداد أعدادهم يوما بعد يوم”.
جدير بالذكر أنّ عدد الطلاب السوريين الذين يتلقون تعليمهم في تركيا بحسب “حرييت” يبلغ 618 ألف و138 طالبا، 344 ألف و156 منهم يرتادون المدارس الحكومية، 265 ألف و414 يتلقون تعليمهم في المدارس السورية المؤقتة، أمّا الباقي فيواصلون التعليم عن بعد”.
أورينت نيوز
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=31409