“من تحت الدلف إلى تحت المزراب”، يبدأ أسامة الحسن حديثه غاضباً بعد أن تعرض منزله للسرقة بمنطقة الفاتح في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية، واصفاً كيف فر من مدينته خان شيخون بريف إدلب هرباً من القصف وغياب الأمان، لينتقل إلى واقع ليس أفضل حالاً، بعد أن تعرض منزله في اسطنبول للسرقة للمرة الثانية على التوالي خلال شهر، ليكون واحداً من بين الكثير من السوريين في تركيا الذين تعرضوا لحالات سرقة واحتيال.
وقال أسامة الحسن لـــ سوريتنا: “قبل شهرين خرجت مع عائلتي في نزهة وحين عدت إلى البيت تفاجأت أن أموالي ومجوهرات زوجتي التي كانت في البيت قد سُرقت، فاكتشفت أن السارق استخدم الممر الموجود ضمن البناء (المنور)، وقفز من خلاله عبر نافذة المطبخ، وسرق ما خف وزنه وغلا ثمنه ولاذ بالفرار”.
وأضاف أسامة “ذهبت مباشرة إلى مخفر الشرطة وأخبرتهم بما حدث، فجاؤوا إلى البيت واستفسروا عن تفاصيل الحادثة وأخذوا البصمات ومعلومات عني، وأخبروني أنه حين يستجد معهم أي طارئ سيتصلون بي، وبعد شهر تعرضت للسرقة مجدداً وبنفس الطريقة، فقررت ترك المنزل والانتقال الى غيره”.
احتيال وخدع لسرقة البيوت
إعلان
حالات السرقة لم تكن فقط عبر الطريقة السابقة، بل تعرض السوريون لحيل عديدة، وتحدثت أم قتيبة وهوب، المقيمة في اسنيورت بإسطنبول عن احدى الحيل التي تعرضت لها قائلةً “طرق الباب عليّ أحد الأشخاص وأخبرني أنه من البلدية ويوزع معونات على بيوت السوريين، فأسرعت لفتح الباب له، فقام فجأة بدفعي ووضع بخاخ في وجهي فسقطت على الأرض مغمياً عليّ، واستيقظت بعد نصف ساعة لأتفاجأ أنه سرق أثاث المنزل”.
وتروي أم قتيبة حادثة سرقة أخرى جرت مع صديقتها التي تقيم في ذات المنطقة قائلةً: “طرقت امرأة الباب على صديقتي وأخبرتها أنها من فريق تلقيح الأطفال، وحين فتحت صديقتي الباب دفعتها المرأة للداخل وكان معها شخص مختبئ خلف الباب، وقاما أيضاً بوضع البخاخ في وجهها وتخديرها وسرقة المنزل”، وتضيف “المرأة التي سرقت صديقتي كانت تتحدث بلهجة عربية غير واضحة، أما الشخص الذي سرقني كان يتحدث بلهجة سورية”.
وتنوعت طرق سرقة البيوت في كافة المناطق التركية، وروى محمود ماغوني المقيم في أنطاكية كيف سُرق منزله قائلاً: “خرجت مع زوجتي وأغلقت باب البيت دون أن أقفله بالمفتاح، وحين عودتي وجدت أن أموالي وبعض الأشياء الثمينة سُرقت، فاستدعيت الشرطة مباشرة، وبعد التحري ضمن البيت أخبروني أن السرقة تمت عبر بطاقة توضع عند قفل الباب فيفتح بسهولة، وخاصةً أن الباب غير مقفل”.
إعلان
وأضاف ماغوني أن “جاره تعرض للسرقة أيضاً بعد أن أستأجر البيت من شخص غريب، فقام الأخير بسرقة البيت عقب أسبوع، بعد أن راقب صاحب البيت واستغل عدم وجوده وسرق البيت، مستخدماً ذات المفتاح الذي كان يملكه حينما كان مقيماً في البيت”.
وتابع ماغوني “الخطأ الذي وقع فيه جاري هو أنه لم يقوم بتغيير قفل الباب بعد استئجاره للمنزل، أما أنا أخطأت حين خرجت دون إقفال الباب، لذلك أنصح الجميع بتغيير قفل الباب عند استئجار بيت جديد، وكذلك قفل الباب دائماً”.
إعلان
الشكاوي ليست كافية
من جهة أخرى لم يحصل الأشخاص الذين قدموا شكاوى لدى مخافر الشرطة على أي نتيجة، وكان دائماً مركز الشرطة يخبرهم أنه سيتصل بهم حين ورود أي معلومات، وحول ذلك قال عضو تجمع المحامين السوريين الأحرار حسام السرحان إن “تقديم الشخص شكوى في قسم الشرطة غير كافٍ، وإنما يجب عليه متابعتها، وهنا يُفضّل أن يقوم الشخص بتوكيل محامي تركي يتابع له الموضوع وخاصةً في حال كان حجم السرقة التي تعرض لها كبير”.
وأضاف السرحان “في حال قدّم الشخص شكوى فقط لدى المخفر، فإن الأخير يقوم بتدوين المعلومات التي حصل عليها من المدّعي ضمن ضبط بعد الكشف على المنزل، ومن ثم يُرسل الضبط إلى المحكمة التي تدونه ضد مجهول طالما أنه لا توجد أي متابعة من المدّعي، أما في حال قام المدّعي بتوكيل محامي، فإن الأخير يتابع القضية في محكمة الجزاء، عندها سيُلزم المحامي المحكمة بمتابعة التحقيقات في الموضوع، كون هناك شخص يتابع القضية ويحضر جلسات المحكمة”.
المصدر: موقع سوريتنا
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=31803