تناول تقرير لشبكة الجزيرة القطرية أسباب التركيز الكبير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الانتخابات المحلية المقررة يوم الأحد 31 مارس/ آذار الجاري.
وأكّدت الشبكة القطرية أن الانتخابات المحلية تأتي بُعيد الانتخابات الرئاسية التي فاز بها أردوغان العام الماضي، “مما يجعلها استفتاء على شعبيته وتعبيدًا لطريق استمرار حزبه بالفوز بالانتخابات كافة”.
وقالت الجزيرة إن تركيا تستعد لدخول سباق الانتخابات المحلية نهاية الشهر الحالي، بعدما أكملت الأحزاب المتنافسة استعداداتها وأعلن مرشحوها لرئاسة البلديات برامجهم الانتخابية.
ورأت أن الانتخابات تعد فرصة جديدة لحزب الشعب الجمهوري المعارض لتحقيق أي إنجاز، خاصة أنه لم يتمكن من الانتصار على حزب العدالة والتنمية بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية.
وأشارت إلى أن انتخابات البلديات المرتقبة تختلف عن سابقاتها كونها تجرى بين تكتلين سياسيين كبيرين يقود أردوغان (زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم) وشريكه الجديد رئيس حزب الحركة القومية (دولت بهجلي) التيار الأول فيه تحت شعار “اتفاق الجمهور”.
في المقابل يتحرك الطرف المعارض الآخر الذي يجمع حزب الشعب الجمهوري اليساري الأتاتوركي والحزب الجيد اليميني القومي تحت عنوان عريض هو “تحالف الأمة”.
وفي هذا الإطار، يقول الكاتب التركي الشهير عبد القادر سيلفي في مقال له بصحيفة حرييت، إن “الأحزاب التي ستستطيع أن تقنع ناخبها بالذهاب إلى صناديق الاقتراع هي التي من المحتمل أن تكسب الانتخابات”.
ونقلت الجزيرة عن رسول توسون، القيادي البارز بحزب العدالة والتنمية الحاكم والنائب السابق في البرلمان، قوله إن الانتخابات البلدية القادمة تعد “مصيرية”، لأن المعارضة حولتها إلى استفتاء عام على أردوغان.
ولفت توسون إلى أن المعارضة تستهدف تراجع أصوات حزب العدالة والتنمية لتقول إن شعبية أردوغان تراجعت والشعب فقد ثقته به، وبالتالي سيقومون بإثارة الشارع عبر المظاهرات والاحتجاجات للإطاحة به.
وفي خضم انشغاله بالدعاية الانتخابية لحزبه بمدينة أنقرة، صرح توسون إن نسبة الإقبال على الاقتراع ستكون مرتفعة، وتحالف الجمهور سيفوز بالانتخابات، لكنه أرجع نسبة الفوز إلى دعم قواعد حزب الحركة القومية لتحالف الجمهور، مبينا أنهم “إذا صوتوا لصالح تحالفنا فسنفوز بفارق كبير”.
وقال توسون “أردوغان الذي يتجول بين المحافظات ويلقي خطابات انتخابية حيث وصل به الحال إلى أن يلقي أكثر من خطاب في أكثر من مدينة يوميا هو الأكثر شعبية بين رؤساء الأحزاب السياسية، وهذه الشعبية الواسعة تشكل عاملا يعزز حظوظ مرشحي حزب العدالة والتنمية”.
وأِشار إلى أنه في ظل النجاح الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان منذ توليه الحكم يميل الناخبون إلى هذا الحزب ويرجِّحون كفته، حتى لو كانت لديهم بعض الملاحظات والتحفظات على سياساته، لأنهم يعتقدون أن الأحزاب الأخرى لا يمكن أن تحقق ذاك النجاح.
وتمثل الانتخابات البلدية أهمية كبرى لدى أردوغان -حسب مراقبين- كونه يراهن دوما على الصناديق للحصول على مزيد من الدعم السياسي لبعض القرارات المثيرة التي دأب على اتخاذها، كما أنه إذا حصل العدالة والتنمية على الأغلبية فإن ذلك سيساعد النظام الرئاسي الجديد بقيادته على إنفاذ سياساته العامة وبرنامجه بسهولة.
بدوره يقول المستشار الإعلامي التركي نزار حرباوي، إن “أردوغان يستشعر حساسية الظرف الذي تمر به تركيا كما يستشعر حساسية الانتخابات البلدية على مشروعاته الخارجية في المحيط الإقليمي والدولي، لا سيما طبيعة الخلافات الحادة بين تركيا والولايات المتحدة، وهذا معناه أن التفويض الشعبي الواسع له في الانتخابات البلدية يمكن أن يكون وسيلة لطرح قوي في المسائل الدولية الملتهبة”.
وتوقع حرباوي إقبال الأتراك بكثافة على صناديق الاقتراع، مرجعا ذلك إلى النظام الخدماتي التواصلي الحيوي الذي يمس الحياة اليومية للمواطن “وبالتالي تتعانق مصلحة المواطن في اختيار ممثليه مع مصلحة تركيا في إظهار الحالة الانتخابية السليمة والنزيهة والتي يرقب العالم نتائجها بكل اهتمام”.
وأوضح المستشار الإعلامي أن تركيز بعض التيارات السياسية التركية -لا سيما الليبرالية واليسارية منها- على قضية اللاجئين السوريين في دعايتها الانتخابية، هو ضرب من التخبط السياسي والإفلاس الانتخابي في طرح بديل منافس لطرح التيارات الأخرى، ومحاولة يائسة لصرف نظر المواطن عن البرامج الخدمية التي بإمكانهم تقديمها له من خلال فوزهم في البلديات.
وكان وزير الداخلية سليمان صويلو قال -في كلمة خلال اجتماع حول أمن الانتخابات المحلية عقد بولاية ماردين جنوب شرقي البلاد- إن 53 ألف سوري حصلوا على الجنسية يستطيعون التصويت في الانتخابات المحلية، مشددا على أن من حصلوا على الجنسية هم فقط من يحق لهم التصويت وليس كل الموجودين في تركيا.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=94234