تركيا بالعربي / م. خالد عماد عبد الرحمن
ليس هناك حدود للعقل يقف عندها، سوى تلك التي اقتنعنا بوجودها. -نابليون هيل.
– بادئة ببدء قد يسأل الإنسان نفسه السؤال المشروع والذي يطرح نفسه بكل صدق ومشروعية ما هو النجاح ؟؟ وماذا يعني للفرد ؟؟ وكيف يشعر الإنسان أنه ناجح بحق ؟؟, فأنت إن سألت أي إنسان عن مفهومة أو تعريفه للنجاح فستجد تعريفات لا حصر لها فكل شخص ينظر للنجاح من زاويته ومن المكان الذي يعنيه وفي الزمان الذي يهمه ويجني الفوائد منه , إلا أنه وأيا كانت مفاهيم وحقيقة النجاح فانه هناك شبه إجماع أنه الثمرة والنتيجة والمحصلة التي يشعر من خلالها الفرد بأنه راض عنه نفسه وحقق ذاته ( إشباع الذات ) وتمنحه شعور بالنشوة والارتياح والسعادة والأمل المتجدد والنجاح بصفة عامة متواصل ومستمر فلا يسمى النجاح نجاحا إلا إذا كان ضمن سلسلة متعاقبة من النجاحات المتتالية, وأيا كانت زاوية النجاح سواء كان ماديا ( كامتلاك سيارة أو فيلا أو قطعة أرض أو مصنع … الخ) أو كان النجاح معنويا وروحيا (فتشعر بلذة العبادة والقرب من الله , وحب الناس لك , والإخلاص في العمل , والوفاء والأمانة …الخ) فان بوصلة النجاح الحقيقي لابد وأن تأخذ في عين الاعتبار الاتزان في كل شي فلا يمكن إهمال متطلبات الحياة وشئون الدنيا ولا يمكن أن تهمل مطلقا علاقتك مع الله وقربك إليك والتوكل عليه في كل صغيرة وكبيرة من الأمور سواء كانت معنوية أو مادية , لك مصلحة فيها أو تهم أسرتك وعائلتك ومجتمعك , ونقطة الاتزان هذه والتوفيق بين هذه الأمور مجتمعة تمنحك جوهر السعادة وحقيقتها ومكنونها وسرها فاحرص على الوصول إليها ما استطعت سبيلا .
– وحتى تنجح بحق فلابد أن يكون عقلك الواعي واللاوعي على انسجام كامل , فلا بد أن تغذي عقلك الباطن بأنك إنسان ناجح وقادر على النجاح في أي وقت وأي مكان , في عملك ووظيفتك , في عائلتك ومجتمعك , في أنشطتك واهتماماتك , وهنا تحفز طاقاتك الكامنة كي تمدك بسبل النجاح فتمدك بقوة خارقة وعطاء متواصل وصبر بلا حدود وتسخر إمكانياتك وقدراتك لتحقيق أهدافك وما تصبو وتتطلع إليه , وهنا تكمن القوة الخارقة التي يسخرها لك عقلك الباطن فأحسن استخدامها وازرعها أملا وجهدا وعطاءا ووردا فستنمو وتزهر وتحصد ما زرعت من خير وحب وعمل ونجاح ترتضيه وتطيب نفسك به ويسعد من حولك ومريديك به فأي نجاح ذاك ؟؟ وأي مذاق حلو يمتاز به ؟؟ وأي طاقة يفيض من حولك بالإيجاب والبذل والتفاؤل والأمل !!
– ومن أسرار النجاح المثابرة في العمل والإخلاص في بذل الجهد ومواصلة السعي , فلا تركن إلى الخمول أو التأجيل أو التسويف أو تطلب إجازة أو توقف عن العمل وذلك عند أول مطب أو مشكلة تواجهها بل لابد من التسلح بالعزيمة والإصرار وكم من إنسان اقترب من النجاح الباهر والمدوي ولكنه وللأسف تراجع قبل أن يكمله ولم ينعم بثماره وأضاع جهده ووقته , فلا تقنع أن أردت النجاح أن الأمر سهلا ويسيرا وبسيطا , لكنه ليس بالمستحيل وليس بالصعب والميئوس منه في نفس الوقت , فكل صعب يتحول سهلا وكل تعب وجهد تبذله ينقلب راحة وسعادة وأنت تقطف ثمار نجاحك وعملك الدءوب .
– ومن أسرار النجاح دوما النظر إلى القمة , والى أصحاب الهمة العالية , إلى الناجحين والمبدعين , إلى أصحاب الفكر السديد والعقل الرشيد , إلى أصحاب الانجاز والإبداع , إلى من هم في قمة الهرم وليس في قاعدته , فأغلب الناس من أصحاب الفكر العادي ومن القاعدة العامة ومن متوسطي المهارة والقدرات على أفضل تعديل ناهيك عن قاعدة القعود والركن إلى السكون والجمود , فابتعد عن هؤلاء جميعا , ان القرين الى المقارن ينسب فكن من المتميزين ومعهم ومن الناجحين ومنهم ومع المبدعين ومنهم فتلك بيئة تجذبك الى الصعود والقمة وذاك مغناطيس النجاح والقوة .
– كن وعلى الدوام مستعدا للتغير نحو الأفضل , فالنجاح يحتاج التغيير بل ان التغيير من متطلبات النجاح الضرورية , فلا تتمسك بعادة تعيقك عن النجاح ولا تتمسك بمفاهيم عقيمة تقف أمام نجاحك وصعودك , غير من ذاتك ومن داخلك نحو الأفضل والإيجاب , نحو المرونة والتكيف مع المتغيرات فتصبح مستعدا لمواجهة كل مطب أو موقف , متمسكا بقوتك الداخلية وطاقتك الايجابية المستمدة من معية الله والتوكل عليه في كل الأمور والمواقف وهذه الطاقة هي سر الإبداع وطريق النجاح والتميز فاحرص عليها دوما والله الموفق والمستعان .
م . خالد عماد عبد الرحمن
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=28109