تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى الوضع في منطقة الحدود الجنوبية لسوريا، مشيرة إلى اعتقاد دمشق بأن القوات الخاصة للولايات المتحدة وبريطانيا والأردن ستجتاز قريبا الحدود إلى محافظة درعا.
جاء في مقال الصحيفة:
يخشى النظام السوري دخول القوات الخاصة للولايات المتحدة وبريطانيا والأردن إلى الأراضي السورية بذريعة محاربة الإرهاب. هذا ما صرح به لـ “إيزفيستيا” مصدر في الأجهزة الأمنية السورية. والخبراء من جانبهم يقولون إن المهم للولايات المتحدة ضمان وجودها في هذه المنطقة الاستراتيجية، وكذلك إنشاء منطقة عازلة تفصل بين سوريا وهضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل. وهذا سيكون حافزا جديدا للمعارضة المسلحة، التي لم تعد بعد الهجمة الصاروخية الأمريكية بحاجة إلى البحث عن تسوية سلمية للأزمة السورية.
ويضيف المصدر أن “دمشق تفترض اجتياز القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والأردنية الحدود ودخولها إلى محافظة درعا، وخاصة أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن الاستعدادات والتحضيرات تُجرى لمثل هذه هذا الغزو بحجة محاربة “داعش”.
ويذكر أن ما يسمى “الجبهة الجنوبية”، التي شكلت عام 2014، وتتألف من اتحاد للمجموعات المعارضة المسلحة، تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة درعا. ويشارك ممثلو هذه الجبهة في مفاوضات أستانا بشأن تسوية الأزمة السورية. وتحصل على احتياجاتها من الأسلحة والذخيرة من الأردن، التي أنشئت فيها معسكرات لتدريب مسلحي المعارضة، يعمل فيها مستشارون عسكريون من الدول الغربية. وإضافة إلى هذا، ينشط في محافظة درعا إرهابيو “داعش”، كما تسيطر القوات الحكومية السورية على بعض مناطقها.
وينظر المدير العام لمعهد القضايا الإقليمية دميتري جورافليوف إلى تدخل القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والأردنية ضمن سياق محاربة سلطات دمشق. فلقد “بينت الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات، التي وُجهت بعد استخدام السلطات السورية المزعوم السلاح الكيميائي في خان شيخون، أن بشار الأسد يشكل المشكلة الرئيسة لواشنطن. لذلك على الأمريكيين التحول الآن إلى مرحلة الوجود العسكري في جنوب. وهذا سيكون إعلانا عن فتح جبهة جديدة إضافة إلى الوجود التركي في شمال سوريا؛ ما سيمنح المعارضة المسلحة القوة والثقة، على أقل تقدير.
من جانبه، يثق العميد السوري المتقاعد علي مقصود بأن الوجود العسكري الأمريكي في جنوب البلاد ضروري لواشنطن لكي تتمكن من حماية تل أبيب حليفتها الرئيسة في المنطقة. والحديث هنا يدور عن إنشاء منطقة عازلة تفصل سوريا عن هضبة الجولان السورية، التي تحتلها إسرائيل، وبهذا ينتهي أي حديث عن عودتها إلى سوريا.
كما أشار مقصود إلى أن واشنطن عمليا لوت ذراع الأردن. لأنه ليس من مصلحتها المشاركة في أي عمليات حربية لها علاقة بإطاحة بشار الأسد، ولا سيما أن تصعيد الوضع مع سوريا لن يساهم في الحفاظ على الأمن في المملكة نفسها. ولكن القيادة الأردنية مضطرة إلى المشاركة فيها بسبب وجود “خلايا نائمة” إرهابية على أراضيها، والتي ستعلن عن نفسها فور صدور الأوامر لها من الخارج.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=12617