نشرت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية تقريرا، تناولت فيه آخر اكتشافات الباحثين، التي تحيل إلى وجود قارة ثامنة على كوكب الأرض. وأكد الباحثون أن هذه القارة الغامضة غارقة في أعماق البحر، ويزيد حجمها عن دولة الهند.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الأطفال تعلموا منذ صغرهم أن عدد القارات على كوكب الأرض سبع، ومن الجنون التشكيك في هذا الأمر. ولكن مجموعة من الباحثين أكدوا أن هذا الاعتقاد خاطئ، حيث تضم الأرض ثماني قارات. في حين قد يصعب تصديق هذا الأمر، إلا أنه من الواضح أن هناك جزءا من الكرة الأرضية لم يقع توثيقه.
وأشارت الصحيفة إلى أن رسام الخرائط المشهور، جيمس كوك، على الأرجح، تجاهل هذا الجزء ضمن رحلاته. ويتمثل السبب وراء هذا التجاهل في أن هذه القارة غارقة في أعماق البحر على غرار الجزيرة الغامضة، أطلانطس. في الأثناء، يتوارى أكثر من 94 بالمئة من هذه القارة الجديدة في جنوب المحيط الهادئ، على عمق يزيد على ألف متر.
وأفادت الصحيفة بأن الباحثين أطلقوا على هذه القارة اسم “زيلانديا”. وتتسم هذه القارة بمناظر طبيعية خلابة، وجبال شاهقة، ومنخفضات وأودية وسهول. ويبرز عدد قليل من مرتفعات هذه القارة على سطح المحيط. وفي هذا الصدد، تعدّ أكبر القطع اليابسة في الماء نيوزيلندا وكاليدونيا الجديدة، التابعة لفرنسا. ومن المثير للاهتمام أن هذه القارة الجديدة “القديمة” تحتوي على العديد من الموارد، على غرار الغاز والنفط والحديد الخام، بالإضافة إلى عقيدات المنجنيز.
إعلان
وذكرت الصحيفة أن حوالي 32 عالما من 13 دولة عادوا من رحلات استكشافية للقارة الجديدة “زيلانديا”. في الحقيقة، استغرقت الرحلة، التي كانت على متن سفينة “جوديس ريزوليوشن”، تسعة أسابيع في البحر. واكتشف الباحثون رواسب منذ ملايين السنين على عمق 1238 مترا. ومن المرجح أن دراسة هذه الترسبات ستساعد على اكتشاف خبايا وأسرار هذه القارة المفقودة.
من الواضح أن الباحثين في جامعة رايس في مدينة هيوستن الأمريكية، بولاية تكساس، توصلوا إلى اكتشاف من شأنه أن يغير الكثير من المعطيات. فقد اكتشف الباحثون أدلة تحيل إلى تاريخ زيلانديا. كما تيقنوا من وجود جراثيم وحبوب لقاح لبعض النباتات، بالإضافة إلى قشور صغيرة جدا من كائنات حية كانت تعيش في المياه المالحة.
ومن المثير للدهشة أنه ومنذ 100 مليون سنة كانت كل من القارة القطبية الجنوبية وأستراليا وزيلانديا جزءا من القارة الأم “غندوانا”، التي كانت تقع في الجنوب. وفي ذلك الوقت، كانت زيلانديا تقبع فوق سطح الماء. وقد عاش على ظهرها الديناصورات وبعض الثدييات صغيرة، في حين نمت السراخس والطحالب والصنوبريات بين حناياها. وتشير بعض الأدلة على وجود آثار لحمم بركانية.
إعلان
وأضافت الصحيفة أنه قبل حوالي 85 مليون سنة أثرت قوى تكتونية على قارة غندوانا، ما أدى إلى انفصال كتلة عملاقة عنها، وهي “زيلانديا”. وبعد ذلك، اتجهت هذه الكتلة نحو الشمال الشرقي. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الكتلة أضعف وبدأت في الغرق، لتتحول إلى عالم مائي. في المقابل، تمكنت نيوزيلندا من النجاة والبقاء حتى يومنا هذا.
وأوضحت الصحيفة أنه مؤخرا، طالب باحثون من نيوزيلندا من خلال مجلة “الجمعية الجيولوجية الأمريكية” باعتبار قارة “زيلانديا” القارة الثامنة. وأكد العالم الجيولوجي، نيك مورتيمر أن “زيلانديا” تستوفي مواصفات القارة الكامل، حيث ترتفع الكتلة الأرضية للقارة بشكل واضح فوق القشرة الأرضية المحيطة بها. بالإضافة إلى ذلك، تتألف هذه القارة من صخور قديمة، على غرار الحجر الجيري وسجيل زيتي، فضلا عن الجرانيت. وتعدّ هذه المكونات نموذجية في وصف القارات.
إعلان
ومن المعلومات المهمة بشأن هذه القارة أن سمكها يتراوح بين 10 و30 كيلومترا، أي أقل من سمك باقي القارات، إلا أنه في الوقت ذاته أضخم من القشرة المحيطية. وفي سياق مغاير، قال نيك مورتيمر: “لو قمنا بتفريغ المياه في جنوب المحيط الهادئ، فستظهر سلاسل الجبال بوضوح أمام الجميع، وسوف يظهر الارتفاع الهائل لهذه القارة”. وأردف مورتيمر بأنه لا يمكن تجاهل مثل هذا الجزء من الكرة الأرضية لمجرد أنه تحت الماء.
وأفادت الصحيفة بأن وجود هذه القارة تم مناقشته منذ وقت طويل في الأمم المتحدة، خوفا من أن تطالب بعض الدول الساحلية بضمها إلى منطقتها الاقتصادية البحرية. وبعد دراسات مستفيضة، أثبتت حكومة ويلينغتون أن الجرف القاري لنيوزيلندا متسع للغاية، وطالبت بحقها في ضم القارة. وفي سنة 2008، وافقت الأمم المتحدة على هذا الطلب، وأعلنت أن نيوزيلندا تتمتع بحق استغلال الموارد الطبيعية للقارة.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن قارة “زيلانديا” يجب أن تذكر في الكتب المدرسية. ولكن من غير المرجح أن يتم الاعتراف بها على اعتبارها قارة؛ نظرا لأنه لا يمكن رؤيتها في صور الأقمار الصناعية، ناهيك عن صعوبة رؤيتها بالنسبة للعيان مثل باقي القارات.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=31312