طالب حسن أكغون، رئيس بلدية بيوكتشكميجيه في مدينة إسطنبول، اللاجئين السوريين بـ”احترام أصحاب البيت ومتابعة حياتهم في تركيا على هذا الأساس، والابتعاد عن التصرفات الخارجة عن القوانين والأعراف المتبعة في المجتمع”.
وكالة دوغان للانباء ذكرت نقلاً عن أكغون قوله: “احتضنا الإخوة السوريين والعراقيين بعد معاناتهم من الحرب الأهلية في بلادهم، وأعطيناهم فرصة في متابعة حياتهم هنا، وعلى الرغم من المشاكل والأزمة الاقتصادية في تركيا ومن دون انتظار مساعدة من أحد قدمنا المساعدة لهم، لكن مع الأسف ظهرت بعض التصرفات غير المقدرة لتركيا وشعبها من قبل بعض اللاجئين السوريين. ونحن نرفض هذه التصرفات”.
وأكد رئيس البلدية المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، من الشخصيات التي تثير الجدل في إسطنبول، أن “على الأخوة اللاجئين السوريين احترام ثقافة المجتمع التركي”.
وتأتي تصريحات أكغون بعد تسجيل مخالفات من قبل البلدية بحق سوريين قالت إنهم “لم يحترموا الأعراف المتبعة في استخدام الشواطئ بمنطقة بيوكتشكميجيه من رمي القمامة وتخريب المناظر العامة في المناطق المحيطة بساحل المنطقة”.
يذكر ان وسائل إعلام تركية نشرت فيديو تجمُّع مجموعة من الشباب التركي الغاضب حول شابَين سوريَّين، قيل إنهما كانا يلتقطان صوراً للفتيات الموجودات على الشاطئ، والاعتداء عليهما،
وبدأت أزمة شواطئ السباحة في تركيا والسوريين تأخذ مساحة كبيرة في الصحافة التركية، حيث ركزت وسائل الإعلام على المشاكل والمشاجرات بين الأتراك والسوريين، لتجعلها حديث الجميع، بعد ربطها دائماً بأزمة اللاجئين.
ولم تقتصر ردود الفعل الغاضبة على المتواجدين في الشاطئ، إذ ظهر تريند #SuriyelilerEvineDönsün على تويتر لينادي بإعادة السوريين إلى وطنهم.
وتصدر هاشتاغ #SuriyelilerEvineDönsünأ قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على تويتر في تركيا.
وسجل الهاشتاغ أكثر من 140 ألف تغريدة تنوعت خلالها آراء المغردين بين مؤيد لطرد اللاجئين السوريين من تركيا، وآخر متعاطف معهم ومدافع عنهم.
وقال مطلقو الهاشتاغ إن منح السوريين الجنسية التركية قد يحدث تغيرا في المشهد السياسي التركي.
كما أردفوا بالقول بأن المساعدات التي تقدمها الحكومة التركية للسوريين تـأتي على حساب الفئة البسيطة من المواطنين الأتراك.
وقد ربط هؤلاء المغردون تبريراتهم بتصريحات اردوغان، التي أعلن فيها أنه يحق لكل مواطن سوري التقدم بطلب الحصول على الجنسية التركية.
كما شهد الهاشتاغ مشاركة واسعة من سياسيين وصحفيين ومشاهير أتراك أعربوا عن رفضهم لمضمون الهاشتاغ قائلين إن السوريين هم ضيوف تركيا ويجب دعمهم في ظل الحرب التي تشهدها بلادهم منذ 7 سنوات.
وكانت المغنية وعارضة الأزياء، ديميت اكالين من بين الذين أيدوا الهاشتاغ، إذ كتبت تقول “أيها السوريون اذهبوا إلى بلادكم. لقد طفح الكيل من أخبار السرقة و الطعن.”
وتعتبر هذه المغنية من أكثر الفنانين الأتراك تأثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي اكثر امرأة في تركيا تحظى بمتابعات على موقع انستغرام.
في المقابل، غرد الكاتب التركي بجريدة شفق الجديد التركية، يوسف كبلن متسائلا “ماذا يعني هذا #يا سوريين اذهبوا إلي بلدكم ؟ إذن دعونا نطرد الجورجين والبوسنيين والألبان والمقدونيين أيضا. إلى أي نوع من العقلية الفاشية يروج هذا الهاشتاغ.”
وأعلنت الأمم المتحدة في مارس/آذار 2017 أن عدد اللاجئين الذين فروا من النزاع في سوريا إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر تجاوز خمسة ملايين شخص.
ولا تزال تركيا البلد الذي يستقبل أكبر عدد من اللاجئين السوريين، إذ بلغ عددهم حوالى ثلاثة ملايين لاجئ.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=19175