بدأت تظهر في مناطق سيطرة الأسد بوادر معـ.ركة جديدة طرفاها روسيا وإيران، اللتان دعمتا نظام “بشار الأسد” طوال السنوات الماضية، ولاسيما مع رفـ.ض موسكو لتمدد نفوذ ميـ،ليشيات طهران في سوريا.
وخصوصاً أن إيران دائماً ما تتعمد إحراج روسيا، حيث قامت مؤخراً باستدعاء “الأسد” إلى طهران قبيل يومين من زيارة ريس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إلى موسكو لإجراء محادثات حول الملف الإيراني السوري.
حيث أن ما يحمله معه “نتنياهو” إلى موسكو في ملف الوجود الإيراني في سوريا، لا يحتاج إلى مزيد من الدلائل على عمق الحضور الإيراني في جميع قرارات ومؤسسات نظام الأسد.
إلا أن الإعلام الروسي الرسمي كان قد غطى زيارة “الأسد” إلى طهران بكل برودة، متعمداً عدم التعليق عليها كثيراً حتى اللحظة من قبل أي مسؤول رسمي روسي.
فوكالة “نوفوستي” الروسية لم تمنحها سوى أسطر قليلة والحديث عن “خامنئي” ومؤامرة إدلب، بينما ربطت صحيفة “الكرملين” الروسية بين زيارة “الأسد” إلى طهران وبين استقالة وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف”.
وتعمدت صحيفة “الكرملين” الروسية، التي تحرص بشكل دائم على الحوار مع الغرب، أن تنقل بهذه المناسبة رأي وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” بكلٍ من “روحاني” و”ظريف”، بقوله: “هما يمثلان واجهة لمافيا دينية فاسدة”، وتأكيد “بومبيو” بأن جميع القرارات النهائية يتخذها “خامنئي”، وأن الولايات المتحدة لن تبدل سياستها تجاه إيران.
ورأت الصحيفة الروسية، أن إستقالة “ظريف” هي نذير اضطرابات في الشرق الأوسط ككل، وهي علامة مقلقة جداً، مشيرةً إلى أن السياسة الإيرانية لن يقودها الإصلاحيون بعد الآن، بل على العكس سيقودها الراديكاليين المسعورين المعادين لأي حوار مع الغرب.
حيث أن موسكو كانت قد فوجئت بزيارة “بشار الأسد” إلى طهران، حتى بدأت في الفترة الأخيرة تعلو فيها الأصوات، التي تتحدث عن خضوع “الأسد” المتزايد للنفوذ الإيراني، وضرورة تغيير سياسة موسكو حياله.
فـ “لأسد” كان وسيبقى بالنسبة لإيران الشخصية التي لا بديل لها، وأن العملية السياسية في سوريا ليست في مفهوم إيران، سوى سلسلة من الإنتصارات لصالح “الأسد”.
وروسيا لا تزال تلتزم شكلياً فقط بمعادلة “الأسد رئيس سوريا الشرعي”، حيث أن بحثها عن تسوية سياسية وتحقيق تحول سياسي أصبحت لا تعلقه بمصير “الأسد”، أما بالنسبة لإيران فتعتبر أن مصير “الأسد” لا مجال لأية مساومة، بل وتصر دائماً على الحلول العسكرية لإنهاء كافة المسائل العالقة، كما تسعى حالياً بخصوص محافظة إدلب.
وكان قد كتب مؤخراً أحد مواقع القوميين الروس على الإنترنت معلومات حول التباعد بين موسكو و”الأسد”، إذ يتساءل في عنوان مقاله “لماذا قرر الكرملين التخلص من الأسد”.
وقال أيضاً بأن موسكو أصبحت تراهن على مرشح آخر، وهي على استعداد للنضال من أجله، مرجحاً أن روسيا أصبحت تفضل العميد “سهيل الحسن” ليكون الرجل الأول لها أو على الأقل قائد للجيش السوري الجديد بما يحقق مصالحها المستقبلية.
كما أشار الموقع إلى أنه بينما كانت روسيا منهمكة في إقامة حوار مع كل من تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية حول الأوضاع في سوريا، كانت إيران تنشط في التدخل بالحياة السياسية الداخلية لنظام الأسد، وخاصةً بعد إطعامها وإلباسها لنصف السكان في مناطق الأسد، وبما فيهم “بشار الأسد”، بحسب المقال المنشور.
َِصفمن سيسيطر على نظام الأسد في “سوريا الجديدة”، وخاصةً بعد انكشاف الخلافات بين روسيا وإيران خلال الفترة الماضية، فروسيا التي لا تزال تحتفظ بوجودها العسكري في سوريا لضمان اليد العليا على نظام الأسد، وخاصةً في حفاظها على منفذها الموجود على البحر الأبيض المتوسط في طرطوس.
بينما إيران التي وبموجب الاتفاقيات الأمنية الموقعة بينها وبين دمشق، ستقوم بإعادة بناء الصناعات العسكرية والدفاعية لنظام الأسد، كما ستلتزم بإعادة إعمار سوريا، بالإضافة إلى كونها تسعى للدخول إلى قطاع الإتصالات السورية والسيطرة عليه أيضاً.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=90392