انقلب سحر تبييض الفوارغ ومكافحة الفساد في حماة، على المحافظ الساحر، الذي حاول، وهو القادم الجديد إلى المحافظة، إحداث ما كان يعتقد أنه تغيير إيجابي يزيد من رصيده عند “القيادة”.
فخلال اليومين الماضيين، انتشرت مقاطع مصورة لمحمد حزوري، الطبيب الحلبي الذي عين قبل بضعة أشهر محافظاً لحماة مسبوقاً بـ “سمعته النظيفة” في الأوساط الموالية، وهو يقوم بجولات على المراكز الامتحانية، خلال امتحانات الشهادة الإعدادية.
وبدت المقاطع المصورة التي يظهر فيها حزوري وعناصره وهم يضبطون “الغشاشين” داخل قاعات الامتحان، وكأنها مشاهد من برنامج “الشرطة في خدمة الشعب”.
الفيديو الأول
إعلان
وأظهرت صور نشرتها الشبكات والصفحات الموالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضبط كميات كبيرة من المصغرات (راشيتات)، والأجهزة الخلوية، وغيرها من أساليب الغش الامتحاني.
ورغم إعجابهم بـ “مكافحة الفساد”، عبر مكافحة الغش في قاعات الامتحان، إلا أن موالين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن امتعاضهم من طريقة التعامل مع الطلاب، وإرهابهم داخل القاعات.
إعلان
وبعد أن تراجع تداول الحادثة وبدأت بالتلاشي التدريجي كغيرها من الأحداث، ظهر مقطع مصور آخر كان كالقشة التي قصمت ظهر المحافظ، وحولته من مكافح للفساد إلى “شبيح”، على حد تعبير “وسام الطير” العنصر المفروز ليكون مديراً لشبكة “دمشق الآن” المخابراتية الأكبر في فيسبوك.
الفيديو الثاني
إعلان
ويظهر المقطع المصور عناصر من ميليشيات النظام المرافقة للمحافظ وهم يقتادون طلاباً متهمين بالغش من داخل القاعات الامتحانية، ويعتدون عليهم بالضرب، على مرأى من المحافظ.
وبدا أن أحد “المشحوطين” هو عنصر أيضاً، حيث كان يرتدي بزة عسكرية.
وبرر بعض الموالين هذه المشاهد بأن البعض ممن تم ضبطهم أدخلوا “مسدسات” معهم إلى القاعات، وهددوا المدرسين، أما البعض الآخر فهم من “المتخلفين عن الجيش”.
ولا يعتبر الغش الامتحاني “الفاضح” أمراً طارئاً على سوريا، أو محدثاً تسببت به “الأزمة” كما يحلو للموالين تسميتها، فقد اشتهرت قرى وبلدات ومناطق نفوذ كبار الضباط والمتنفذين وعلية القوم من العائلات التشبيحية الحاكمة، بحوادث الغش الامتحانية العلنية التي لطالما “قلعت عين التاجر”، وليست الجامعات حيث الغش وشراء المواد من “الدكاترة”، عن ذلك ببعيدة.
عكس السير