ينصح الأطباء بإجراء فحص دوري للكشف عن سرطان البروستاتا، ويتم الفحص غالبا يدويا من قبل أخصائي المسالك البولية، فيما هنالك طرق أخرى للكشف عن المرض عبر فحص الدم، والتي يختلف الأطباء حول فعاليتها.
البروستاتا عبارة عن غدة على شكل حبّة الجوز، تقع أسفل المثانة مباشرة. وهي تُحيط بمجرى البول مثل الخاتم. والورم يتطور دون أن يلاحظ ذلك أحد. فهو ينمو غالباً من الجهة الخارجية، ولا يسبب أي إزعاج أثناء التبوّل، ويتم الكشف عن وجود مرض البروستاتا عبر طبيب أخصائي. وتخضع غالبا الأعضاء التناسلية الخارجية للفحص، وهي الخصيتان؛ وكذلك الغدد اللمفاوية في منطقة الحوض. ثم يتبع ذلك فحص يدوي للبروستات، وهو تحسّس البروستاتا بالإصبع عبر الشرج.
وما يزيد من مخاطر المرض هو اكتشافه في مراحل مـتأخرة غالبا. وذكر أخصائي المسالك البولية الألماني يوخن شنايدر في حديث خاص مع DW، أن الرجال يخشون معرفة إصابتهم بسرطان البروستاتا، ولذا نادراً ما يخضعون للفحوص الوقائية. وأضاف الطبيب:” بكل تأكيد، تأتينا حالات كثيرة بعد فوات الأوان، فالمرضى لم يذهبوا قط لطبيب مسالك بولية”.
لكن الأورام الصغيرة لا يمكن كشفها بالفحص اليدوي، نقلا عن الأطباء. وبالإمكان إجراء فحص دم إضافي لهذا الغرض. فهناك بروتين يتكوّن في البروستاتا، اسمه المُستضد النوعي، واختصاره PSA والقليل منه يظهر في الدم. ويتعين ألا تزيد نسبته عن 4 نانوغرام لكل ملليمتر.
من جانبه، ذكر الدكتور يوخن شنايدر أن نسبة المُستضد النوعي تختلف حسب الحالة. وأشار إلى أنه “يُؤخذ في الاعتبار عمر الشخص وحجم البروستات. ومن الأهمية بمكان تلافي العوامل المؤثرة على هذه النسبة، وأهمها عدم ممارسة الجنس وركوب الدراجات لمدة يومين قبل الفحص”.
وهو ما يجعل عملية الفحص غير مجدية في بعض الأحيان. لأن رصد نسبة مرتفعة، سيجلب المزيد من الفحوصات. ولا يتم دائما العثور على ورم.
بعض الخبراء ينتقدون الفحوصات الإضافية، ويرون أنه حتى عند اكتشاف وجود خلايا سرطانية في البروستاتا، لا يكون هذا دائما في صالح المريض. لأن بعض الرجال يعيشون بحالة سرطان حميدة وليست خطيرة بالضرورة. وقال العالم البيولوجي الألماني كلاوس كوخ، وهو من المنتقدين لعملية الفحص الإضافية، “هنا تحديداً تكمن الصعوبة. وهي أن بين التشخيصات بوجود المُستضد النوعي، توجد حالات، لم تكن لِتُكتَشَف في حياة الرجل. ولا توجد فائدة من معرفة وجود سرطان، لأن الشخص لا يعاني من شيء”.
وأضاف كوخ في حواره مع DW:” بعد التشخيص تتغير حياة الرجل وعائلته. وهناك عدد كبير يُفكر بالطبع في العلاج. ولكن علاج مرض لم يكن ليظهر، لا يأتي بفائدة، وإنما بضرر”.
بالإضافة إلى ذلك، تعد العملية والتعرّض للعلاج بالإشعاع عملية مجهدة جسدياً ونفسياً. وقد تؤدي إلى الإصابة بسلس البول والعجز الجنسي. الأطباء ينصحون لذلك من هم فوق السبعين بعدم إجراء الفحص، لكنهم يرون أنه ضروري جدا بدءاً من سن الخامسة والأربعين بالبدء بالفحص.
من جانبه، ذكر أخصائي المسالك البولية شنايدر أنه “كلما كان خضع للفحص في سن صغيرة، استطاع المرء اكتشاف الإصابة مبكرا، وحاول أيضاً علاجها”. وهو ما يؤكده المريض بوركارد إندريس، الذي يواظب على زيارة الأطباء. وعن سبب ذلك، قال إندريس لـDW، “معرفتك بإصابتك بهذا أو ذاك، ربما تعطيك إمكانية تغيير نمط حياتك وكذلك زيادة فرصك في العيش لفترة أطول”.
أما مُنتقدو الفحص فلا ينكرون أن الفحص قد ينقذ الحياة، على الرغم من انخفاض النسبة إلى واحد في الألف. لكن ثلاثين رجلاً من هؤلاء سيعاني من وطأة العلاج دون سبب، لأنه ربما لم يتسبب الورم الصغير الحميد في أية مشاكل، ولم يتطور إلى سرطان خبيث.
ز.أ.ب/ (DW)
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=54106