خلقت أخبار عن نية طالبة تونسية مناقشة أطروحة في الدكتوراه تؤكد أن الأرض مسطحة الشكل وتخالف كل النظريات العلمية التي تحدثت عن شكلها الكروي، جدلا واسعا في تونس، لدرجة تدخل وزارة التعليم العالي في الموضوع، قبل أن يؤكد الأستاذ المشرف على البحث أن ما يروج غير صحيح.
ونشرت وسائل إعلام محلية أن جامعة العلوم بصفاقس قبلت مشروع دكتوراه بهذا التوجه، وأن صاحبتها استندت على ما قاله فقهاء في الإسلام منهم الشيخ ابن باز، وكذا تأويل آية قرآنية “وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطّحَتْ”، ممّا أثار سخط عدد من الأساتذة الباحثين كرجاء بن سلامة.
وكتبت بن سلامة: “صاحب الأطروحة يدافع عن نظريات كذبها العلم الحديث منذ قرون. أين مسؤوليّة الأستاذ المشرف، وكيف يسمح بإيداع أطروحة هذيانيّة؟”، متابعة أنها لن تصمت في حال نوقشت هذه الأطروحة وأصبح صاحبها دكتورا.
غير أن الأستاذ المشرف، جمال الطوير، نفى أن يكون البحث يؤكد سطحية الأرض، وكتب توضيحا حول أن مشروع الدكتوراه يخصّ مراجعة نظرية دوران الأرض حول الشمس، وأن صاحبتها تريد إعادة النظر في هذه الفرضية عبر محاولة تأكيد أن الشمس هي التي تدور حول الأرض وليس العكس، متابعا أن باحثين أمريكيين شجعوا الطالبة في المشروع وبعثوا لها بمنشورات تؤيد فرضية موضوع البحث، منها تقارير لناسا.
إعلان
وتابع الطوير أن النتائج الأولية للبحث موضوع الجدل نُشرت في مجلة أمريكية، ولا تتحدث أبدا عن سطحية كوكب الأرض، متابعا أن لجنة الدكتوراه لم تعط رأيها بعد في البحث، ولها كامل الصلاحية لقبول الدراسة أو رفضها، مضيفا أن القانون والأخلاق يمنعان تسريب ونشر عمل علمي مازال تحت الدرس والتقييم ولم يقدم للعموم بعد.
وصرّح إدريس السايح، المكلف بالإعلام لدى وزارة التعليم الإعلامي، لوكالة الأنباء المحلية، أن الوزارة وجهت مراسلة رسمية إلى جامعة العلوم بصفاقس، لأجل طلب توضيحات حول الموضوع، مضيفا أن الوزارة لا يمكن أن تتخذ أيّ إجراء إلّا بعد التأكد أن البحث العلمي مرّ بكل المراحل الإدارية الطبيعية، وأن الوزارة لديها الثقة في وجود لجنة علمية لتقييم هذا البحث.
إعلان