لا أسرد تاريخا لأحداث مضت، ولكن أهتم بذكر بعض النقاط والمسائل والملفات الهآمة التي تلخص المشهد المصري الآن بعد مرور أربعة أعوام مضت في مصر منذ عام 2013 تحت ظل انقلاب عسكري مطبق.
مقدمة:
ألقى الإنقلاب العسكري في مصر، بظلاله على كل ما هو شرعي في البلاد،وقد فعل الأفاعيل من فتك وانتهاك وتعذيب،غير آبه بعرِضٍ ولا مظلمةٍ ولا دماءٍ تسال.
أتحدث هنا عن أبرز الملفات والقضايا والمشاهد التي عايشها ولامسها الشعب المصري ،وعانى كثيرا من إطباقها عليه طيلة السنوات الماضية ،والتي ظهرت على السطح جلية عقب الإنقلاب العسكري بإطاحة الجيش وبعض الجنيرلات فيه ،بالرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013،ودخلت مصر بعدها في سنوات عجاف،لا يعلم مداها إلا الله.
رابعة وما بعدها
ولأهمية الحدث بدأتُ الحديث به،إذ كانت الفاجعه والمجزرة والمحرقة في ميداني “رابعة” و”النهضة” للمتظاهرين عقب الإنقلاب العسكري الغاشم كانت بمثابة علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، فكانت الكاشفة وتم خلالها فضح زيف الخائنين لوطنهم.
خلال تلك السنوات سالت دماء وانتهكت أعراض واعتقل الآلف وشرد آخرون ،وأصبحت مصر لا حول لها ولاقوة،فالأمر بالطبع،ليس غريباً على الإنقلابات العسكرية على مر التاريخ فهذا دأبهم وهذا صنيعهم، وعلى هذا تكون حياتهم.
الإقتصاد
وعلى المستوى الإقتصادي وصلة العملة المحلية المصرية “الجنيه ” لأدنى مستوى له منذ نشأته ومستمر في التدني،أضف على ذلك مصانع عطلت، وأرزاق قطعت،مما كان له الأثر البالغ في هروب العقول إلى الخارج، بحثا عن وطن بديل وملاذ آمن للعيش فيه بكرامة.
التعليم
أصبح التعليم الآن في أدنى مستوى له، وأصبحت ظاهرت تسريب الإمتحانات ظاهرة شائعة طبيعية، وسط تلك المنظومة الفاسدة،وحذف كل ما هو اسلامي من المناهج التعليمية هو السائد والمستشري في المنظومة التعليمية تحت ذريعة التطوير ،وأصبح مستقبل التعليم ينهار عام بعد عام بل يوما بعد يوما.
كرامة في الحضيض
بعد أن كانت مصر كدولة رائدة ومصدرة لكل شيء،أصبحت الأن في ذيول الدول، تعاني الفقر في كل شيء،فقر في الزراعة وفقر في الصناعة وفقر في التجارة ، وأصبح شعبها المسكين يعيش حد الكفاف إن وجد، وللأسف هذا هو الواقع الذي لا يخفى على أحد، إلا طبقة الأثرياء وطبقة أصحاب النفوذ الأكثر ولاءً للإنقلابيين.
وعلى مستوى الشباب ففقدان الأمل يحتل مرتبة كبيرة في أذهان الكثير منهم ،واصبحت عقيدة الإنتماء لهذا الوطن نادرة الوجود، بعد أن دنسها المستبدون بأفكارهم الإحتلالية مرت عبر مراحل معينة ومستمرة لتدمير الوطن.
نيل جاف
بعد تمرير اتفاقية سد النهضة الأسيوبي والتي وصفها الخبراء بـ “الكارثية”،على الثروة المائية لمصر،دخلت مصر بسببها تحت مظلة الفقر المائي، وأصبحت الثروة المائية والحياة في مصر مهددة بالانقراض.
أرض مباعة وحدود ضائعة
أُكذوبة سعودية الجزيرتين “تيران وصنافير” أصبحت محل نقاش ومهاترات بعد أن بت القضاء بسيادة مصر عليهما،إلا أن “السيسي” رئيس الانقلاب،أصر واستمات في بيعهما للسعودية، وقام بتأمين قراره بمسرحية هزلية في أروقة برلمانه المصطنع ودون أدنى مواربة، وأتبعه بإجراءات تأكيدية من المحكمة الدستورية، أجل أن تنعم اسرائيل بحرية الملاحة في خليج العقبة، والعمل جاري على بيع أخرى،…إلخ.
جيش مرتزقة
جيش مصر بعد أن كان يشاد له بالوطنية،وبعد أن كان بالأمس عدوه الأول “الاحتلال الإسرائيلي” تغيرت عقيدته وأصبح الآن عدوه الأول أبناء شعبه،إما بقتلهم وإما بتهجيرهم من أراضيهم بذريعة الإرهاب.
أما عن حروبه بالوكالة خارج أراضيه،لأجل حفنة من مال أو مباركة فلا أو علان، فحدث ولاحرج، في ليبيا واليمن وفي سوريا ….إلخ ،كشواهد وأدلة على إرتزاقه.
التطبيع مع الكياني الصهيوني.
التطبيع الآن أصبح من أهم وأبرز سمات المرحلة على الصعيد المصري بل والعربي،وأصبح حلم الدولة الصهيونية الذي كان يراودها قريب التحقيق بفضل أعوانهم من حكام العرب.
سنوات عجاف
عاشت مصر منذ الأزل الحروب وذاقت طعم مرارة إحتلال غزاة واستبداد طغاة، وسرعان ما تلاشت كل هذه الترهات ،وانفرجت الغمة بعد الغمة وكان النصر حليف المستضعفين.
وإذا تعرضنا لكتاب الله تعالى،نجد أن ما ورد في سياق القصص القرآني بهذا الخصوص وما حاكاه القرأن في عصر سيدنا موسى وغيره من أنبياء بنو اسرائيل يدل على أن ما حدث وما يحدث من ظلم واستبداد عاشه شعب مصر منذ الأزل، وليس بجديد عهد بها،ويدل على أن مصر أرض الله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، فاليئس ليس من شيمة الرجال.
كانت هذه القضايا أبرز ما وصلت إليه مصر في بعد مرورو أربعة سنوات على الانقلاب العسكري المصري جاء به طاغية مستبد على دبابة يسوقها جهلاء مغرر بهم من شعب مصر.
أخيرا: فماذا بعد قتل لنفس وانتهاك لعرض وتفريط في أرض ؟!!!
فلن تهدأ الشعوب المقهورة أصحاب الكرامة ،حتى تتحرر من قيود المستبدين وإن طال بها الزمن فلها في القيادة عود حميد بإذن الله.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=17961