كفاية حديدون / خاص تركيا بالعربي
بعد سلسلة من التغريدات والجعجعة المُعتادة والحرب الطاحنة التي دارت رحاها على تويتر أشعل فتيلها ترامب ،جاءت الضربة المُنتظرة التي حُبست قبلها الأنفاس دون أن تُنصفَ أهل الخيام وتُضمد جراحهم وتكفكف آلامهم وأحزانهم الصامتة ، وتجمع شمل الأحبة وتحمي ما تبقى من براءة أطفال سوريا وأحلامهم الضائعة في عُزلة اليأس .
الضربة العسكرية المنشودة جاءت دون المس بالمُنشأت والمطارات العسكرية وقلب النظام ورموزه وحلفاءة لم تكن سوى رفع عتب وتفادياً للحرج وذر للصواريخ في العيون كما قال الإعلامي ماجد عبد الهادي، ما كانت لتستهدف أي هدف ذو قيمة سياسية أو عسكرية ، بل كانت مُتناغمة ومتناسبة طردياً مع مصالح وتفاهمات القوى السياسية في النظام الدولي ، ولم تًخرج عن سياق الأهداف المشتركة وإعادة توزيع الأدوار ، وإضافة ممثلين جدد ، وإعطاء رخصة دولية للقتل حتى نفاذ الشعب ، فسوريا بالنسبة لهؤلاء هي الوسط المُباح والمسرح الذي يعج بالحضور والقبول من كل حدب وصوب والمكان الأمثل لتصفية الحسابات ومحاصصة النفوذ .
العدوان الثلاثي كان فاشلاً الإخراج وضعيف السيناريو والحبكة ويبعث في النفس المرارة على ما آل إليه الحال في سوريا ، وكيف أصبحت مطية في يد ثلة من العصابات الطائفية المأجورة والمرتهنه للخارج ، بقبول وموافقة النظام الفاشي المجرم الذي عًبث في أمن البلاد وهجر العباد.
الضربة التي طال إنتظارها ـ وعَزف فيها أبطالها عن فك رموز الصراع في سوريا لم تكن لتردع النظام وحلفاؤه عن مجازرهم اليومية وتُوقف نزيف الدم ، بل كرست استمرار الحال والإبقاء على الوضع السائد ، وإطالة أمد الصراع وتشريع القتل وسطوة النظام وعربدته على شعبه بكافة الأسلحة الحربية بإستثناء الكيماوي لكونه فاضحاً يعري الوجه الحقيقي للضمير الإنساني الغربي والمجتمع الدولي أمام الملأ.
العدوان الثلاثي ساهم أكثر مما مضى في شرعنة النظام وإعادة تشكليه وتصوير السفاح والجزار ملك الكيماوي وغاز السارين كقائد قومي فذ يتصدى للقوات الإمبريالية الغازية على الديار المحمدية من قصره العاجي، ورفعت من قدره الوضيع ، لكن في واقع الأمر وضمير كل حر وشريف هو كلب ضال ووحش بشري استنجد بالغزاة ليدنسوا الأرض ويهلكوا الحرث والنسل ، ويحرق البلاد فالطُغاة كانوا دائماً سر الغُزاة .
تنويه: (المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي تركيا بالعربي بل عن رأي كتابها)
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=50481