أطلق معلمون سوريون في تركيا، نداء استغاثة يخاطبون فيه رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، لزيادة رواتبهم، بعد تردي الوضع المعيشي في تركيا وارتفاع الدولار وانخفاض قيمة الليرة التركية، علماً أن الراتب الحالي للمعلم منهم 1603 ليرات تركية، بينما أصبح الحد الأدنى للأجور في البلاد 2020 ليرة تركية (379 دولارا أميركيا).
وأكد المعلم السوري أحمد جميل نبهان، لـ”العربي الجديد”، أن “النداء يلقى استجابة من المعلمين السوريين، إذ حصلنا على تواقيع كثيرة رغم تحفظ وملاحظات كثيرين”، مشيراً إلى ضرورة زيادة رواتب المعلمين السوريين “لأن هذا الراتب الذي نتقاضاه الآن لا يكاد يغطي إيجار المنزل وفواتير الماء والكهرباء والإنترنت ومصاريف النقل”.
ولفت نبهان إلى أن نداء الاستغاثة بيّن أن المعلمين عندما باشروا عملهم وقعوا على عقود أخلاقية تنص على أنهم متطوعون وأن راتبهم عبارة عن مساعدة من منظمة اليونيسف، والكثيرون منهم عملوا في بداية الأمر بالمجان، ثم بمبلغ بسيط قدره 500 ليرة تركية، وبعدها تدرج إلى 900 ثم 1300 واليوم 1603 ليرات تركية.
وبين نبهان تضمين نداء المعلمين “منحهم إذن عمل وتثبيتهم بعد دمجهم بالمدارس التركية وحصول معظمهم على الجنسية التركية، أسوة بالعاملين في المجال الصحي والترجمة والمشافي والمستوصفات التركية”.
وانطلق هذا النداء من تجمع ومنبر نقابة المعلمين السوريين في تركيا والمعترف بها من قبل الحكومة التركية، إلى جانب تجمع منتدى المعلمين السوريين في تركيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولقي تفاعلا كبيراً وإقبالاً من المعلمين السوريين بعد نشر رابط لجمع التواقيع الإلكترونية والاستبيانات ومن ثم رفعها لرئاسة الجمهورية التركية.
وتحفظ بعض المعلمين السوريين على “صيغة” النداء، كما يقول المعلم أحمد طلب الناصر، لـ”العربي الجديد”، مضيفا: “ربما كنتُ من أكثر الأشخاص حاجة لتلك الزيادة وأتمنى حصولها بأسرع ما يمكن لأرتاح على الأقل من عملي المضاعف والمرهق، إنما لو تابعنا قليلاً وضع اليونيسف في كافة دول الجوار نراها قد سحبت يدها، أخيراً، في الأردن ولبنان وأربيل وحتى في الداخل السوري، أما في تركيا فالحكومة لا تزال تلزم المنظمة بدفع منحتها الشهرية”.
ويضيف المعلم “فحوى الخطاب الموجه لأردوغان ليس مناسباً في إحدى عباراته، كما أن الوضع الحالي لتركيا حرج في بعض الجوانب السياسية والاقتصادية، لذلك أرى أن الوقت غير مناسب للطرح حالياً على الأقل”.
ويتابع “أما في حال الإصرار على رفع الخطاب، فرأيي هو أن تتم مخاطبة الجهة المشرفة (التربية واليونيسف)”.
ويأتي نداء المعلمين السوريين بتركيا بعد ارتفاع الأسعار بأكثر من 60 في المائة خلال عام، إثر تراجع سعر صرف الليرة التركية لنحو 5.3 ليرات للدولار الواحد، وتواضع أجورهم، حسبما يقولون، إذ يتقاضى المعلم السوري نحو 1600 ليرة تركية، في حين أن الحد الأدنى للرواتب والأجور منذ مطلع العام الجاري هو 2020 ليرة.
ويعمل بمدارس تركية، بعد إغلاق معظم المدارس السورية، نحو 13 ألف معلم سوري، وسيتم، بحسب مصادر رسمية، إغلاق كل المراكز المؤقتة بحلول العام الدراسي المقبل 2019 – 2020، علماً أنّ عدد التلاميذ السوريين في المدارس الحكومية في تركيا يبلغ 78 ألفاً و357 تلميذاً، في مقابل 8 آلاف و797 تلميذاً في مراكز التعليم المؤقتة.
ولم يصل نداء المعلمين السوريين للمؤسسات التربوية التركية، بحسب ما تؤكد ليلى شيخ أحمد، لـ”العربي الجديد”، مبينة خلال تصريح خاص، أنه من “الأرجح أن يحصل المعلمون السوريون على زيادة توازي الحد الأدنى للأجور بتركيا والذي يزيد عن ألفي ليرة، إذ ثمة أنباء، بعد لقاء بين اليونيسف وممثلي وزارة التعليم، على ضرورة تحسين أجور المعلمين السوريين”، مستدركة “هذا ما وصل إلينا بشكل غير رسمي، وأتوقع أنه سيحدث”.
وسرت خلال الأشهر الماضية أنباء عن فصل المعلمين السوريين من المدارس، بعد خطة تركية بدمج جميع التلاميذ السوريين بالمدارس التركية، لكن طمأنة وصلت للمعلمين، بحسب أحمد جميل نبهان، تؤكد أنه ما من فصل للمدرّسين السوريين حتى نهاية عقد يونيسف في يونيو/حزيران عام 2022.
وكان قرار من مديرية التربية التركية في ولاية أضنة، قد صدر قبل أيام، يقضي بتوقيع المعلمين على عقد تطوعي جديد بما يخص الفرز إلى المدارس التركية ومراكز التعليم المكثف (HEP) والتعليم العام (HEM).
وأوكلت مديرية التربية هذا الأمر للمنسق التركي، لاتخاذ الإجراء اللازم والمناسب بالعدد الفائض لديه من المعلمين السوريين وآلية فرزهم، وسيكون الفرز لمن تخرج من الثانوية العامة كحد أدنى فما فوق، ولمن معه شهادة A2 باللغة التركية كحد أدنى فما فوق، ولن يكون هناك فرز جماعي حتى بداية العام الدراسي القادم (2019 – 2020).
وسيتم فرز بعض المعلمين الفائضين من أجل إحصاء الطلاب المتسربين من المدارس والذين تراوح أعمارهم بين (10 – 18) سنة، ويشمل جميع الجنسيات من اللاجئين من أجل إخضاعهم للتعليم المكثف (HEP) والتعليم العام (HEM)، وستتم آلية فرز المعلمين السوريين في العام المقبل، بحسب القرار الجديد، إلى مساعد إداري في المدارس التركية وفي التعليم العام والخاص المكثف، ومساعد معلم صف في المدارس التركية وفي التعليم العام والخاص المكثف، ومترجم بين المعلمين والطلاب وبين الأهالي والإدارة وفي اجتماعات أولياء أمور الطلاب وبين الأفراد السوريين والأتراك، إضافة إلى مدرب متطوع ضمن فريق التعليم المكثف (HEP) والتعليم العام (HEM)، أو العمل كمدرس للأطفال في التعليم المكثف والعام لمن يتقن اللغة التركية بشكل جيد ولديه خبرة وشهادة A2 في اللغة التركية كحد أدنى.
المصدر: إسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق / العربي الجديد
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=89494