بعد أن أجرى تعديلا عليها بما يناسب برودة طقس شتاء المدينة التي انتقل إليها قبل سنوات عدة يمضي أنس يوميا عبر دراجته الآلية وخلفه طرود الأكياس البلاستيكية ليعرضها على المحال التجارية السورية التي غدت منتشرة بصورة واسعة في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا.
يقول أنس إنه عاد لما كان يقوم به في سوريا وهو تسويق المواد على اختلافها كونه خريج تسويق من معهد إدارة الإعمال بمدينة درعا جنوب سوريا حيث ولد.
وأحد زبائن أنس مطعم يقدم الأكلات السورية ويعمل لديه طباخون سوريون.
سألنا ياسر وهو يقف خلف “سيخ” الشاورما: كم تمضي هنا، وكيف تجد العمل؟ فأجاب بحسرة وبمقارنة سريعة بين ظروف العمل في البلدين “العيشة صعبة بتركيا والشغل 12 ساعة”.
إعلان
ظروف عمل مختلفة
يشترك أنس وياسر في إحدى أبرز مساوئ تجربتهم بالعمل في تركيا بالنظر إلى ساعات العمل الطويلة مقابل المردود الضعيف.
لكن آخرين قاموا بمبادرات فردية لعلها تحسن ظروف عملهم ودخلهم اليومي، بينهم أبو علي الذي يجتمع يوميا مع زملاء له في مهنة الخياطة بعد أن أنشؤوا مجموعة على برنامج “واتساب” للخياطين السوريين يتبادلون من خلالها فرص العمل المتاحة أو ما تطلبه بعض المعامل والورش السورية من أعمال.
إعلان
ويقول أبو علي إن عائق اللغة يشكل العقبة الأبرز لعملهم في غازي عنتاب، إضافة إلى صعوبة ولوجهم خدمات التأمينات الاجتماعية التركية بسبب التكاليف الباهظة.
جهود تركية
أكثر من سبعمئة مشروع صغير في عموم تركيا تم تقديم معونات لأصحابها لترخيص أعمالهم عبر دفع كافة التكاليف الخاصة بها.
إعلان
ويقول المدير التنفيذي للمركز الاقتصادي السوري تمام البارودي إنهم بدؤوا هذا المشروع لدعم رواد الأعمال السوريين، حيث يعتبر الكثيرون أن المبالغ التي تجعل عملهم مرخصا بصورة قانونية باهظة، وهم غير قادرين على دفعها.
ويضيف أن هدف المشروع هو تشجيع أصحاب المشاريع الصغيرة على جعل أعمالهم قانونية لضمان حقوقهم.
وفي ورش مراكز تدريب على الحاسوب ودروس لغة تركية يعمل المدرسون والمتدربون على السواء كخلية في معهد التدريب المهني الذي أقامته غرفة صناعة غازي عنتاب.
وأنشئ المعهد قبل ثماني سنوات مع مجيء السوريين إلى تركيا بعد بدء الصراع في البلاد.
ويقول المدير العام لغرفة صناعة غازي عنتاب كرشات جونجو إن المعهد فتح أبوابه للسوريين الراغبين في تعلم إحدى المهن وتأهيلهم للالتحاق بسوق العمل التركية.
ويضيف كرشات أن المعهد يدرب السوريين على اللغة ويطلعهم على حقوقهم القانونية والصحية وظروف العمل في البلاد، ثم يربطهم بالشركات حسب حاجة السوق بمدينة غازي عنتاب.
المصدر: معن الخضر-غازي عنتاب / الجزيرة