أثارت الصور التي نشرها أحد السوريين المتواجدين في ولاية مرسين التركية عبر حسابه في فيسبوك ضجة كبيرة، بعد أن أظهرت مجموعة من الشبان السوريين وقد افترشوا أحد الأرصفة في ولاية مرسين التركية بهدف الحصول على (كمليك) وأخذ موعد قريب لاستلامه.
كمليك مقابل ليلة على الرصيف
يقول “محمد قصّاب” وهو أحد السوريين الذين أمضوا ليلة في الشارع على رصيف مديرية الهجرة في مرسين قبل أسبوع في حديث لـ “أورينت نت”، لأول مرة يختلف علينا ما عهدناه والكل يعلم أن البصم على الكمليك في حالة الازدحام يحتاج لسماسرة يتقاضون النقود، إلا أن هذه المرة كان البدل غريباً وأشد قسوة ربما، كانت التكلفة هي المبيت على الرصيف أمام مديرية هجرة مرسين وإمضاء ما يعادل 6 ساعات قبل بدء الدوام الرسمي بهدف الدخول مبكراً والحصول على موعد.
ويروي محمد في حديثه ما جرى معه عندما توجه إلى مديرية الهجرة قائلاً: “قبل أسابيع ذهبت لاستخراج كمليك ولكن لسوء الحظ كنت قد نسيت أحد الأوراق في المنزل، وعند الدخول أخبروني في قسم التسجيل أن الورقة مطلوبة ولا يمكن إجراء البصم بدونها وكانت عبارة عن “سند إقامة” من المختار، ورغم أني أحضرت لهم صورة فوتوكوبي عنها إلا أنهم طلبوا الأصلية وهنا اضطررت للعودة حاملاً معي عدداً لا متناهٍ من الخيبات.
إعلان
عراقيل إدارية وسماسرة يستغلون الوضع
وبحسب “محمد” فإن الموظفين ساهموا لدرجة ما في عرقلة بعض الأمور كعدم قبولهم بسند إقامة مضى على استخراجه شهر، إضافة لطلبهم آخر فاتورة كهرباء أو ماء وهي أمور ليست مستحيلة أو صعبة ولكن هناك الكثيرين لا يدرون ما هو مطلوب فوقعوا في فخ الرفض وعادوا أدراجهم، مشيراً إلى أن الدخول إلى المديرية حلم لدى الكثيرين أما الانكسار الكبير فهو عندما يخبرك الموظف بوجود خطب أو مشكلة ما وأن عليك العودة من جديد بعد تصحيح الأمر.
أما عن السماسرة فبحسب “محمد” فقد لعبوا دوراً كبيراً في تأزيم الأمور، حيث وجد السماسرة في الازدحام فرصة لتقاضي مبالغ طائلة، فقد طلب أحد السماسرة مبلغ 500 دولار عن عائلة مكونة من 4 أشخاص وعندما طلب الرجل منه تخفيض السعر أجابه بالرفض قائلاً: “ما بتوفي يا عمي.. الي جوا بدن ياكلو” قاصداً أنهم يقدمون رشوى للموظفين.
إعلان
المبيت في الشارع مستمر
ورغم انتشار الحادثة وأخذها أبعاداً كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المبيت في الشارع ما يزال مستمراً حتى اللحظة، حيث رصد العديد من الناشطين عشرات السوريين أمام مديرية الهجرة ابتداءً من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل رغم برودة الطقس وهطول الأمطار، ومما زاد الطين بلة هو وجود نساء وأطفال حتى ولم يقتصر الأمر فقط على الشبان أو الرجال.
إعلان
وقالت “أم عمار” وهي سيدة سورية أمضت ليلة الأربعاء الماضي أمام مبنى مديرية الهجرة في حديث لـ “أورينت نت”، إن “ما يجري واقع مفروض على جميع السوريين، وسيء الحظ هو من ليس لديه شبان في المنزل، فأنا مثلاً زوجي في ألمانيا ونحن هنا منذ قرابة الستة أشهر وحتى اللحظة ليس لدينا كمليك ومضطرة لأن آتي إلى هنا في مثل هذا الوقت من أجل منحي موعد قريب للدخول في اليوم التالي.
وتضيف: “أمام هذا الازدحام هناك ثلاثة خيارات أمام الشخص إن أراد الحصول على كمليك، أولها أن يأتي ليلاً وينتظر لليوم التالي قبل 6 ساعات من بدء الدوام الرمسي او دفع مبالغ طائلة قد تصل إلى 3 آلاف ليرة تركية، أو الانتظار أيام أو ربما أسابيع أو أشهر”.
دعوات لتوفير مواعيد الكترونية
ودعت “أم عمار” في حديثها مديرية الهجرة العامة لتوفير حجز إلكتروني في المحافظات التي يتاح بها التقديم على كمليك جديد على غرار “تحديث البيانات”، مشيرة إلى أن مثل هذه الخطوة ستوفر الجهد والتعب على الموظفين والسوريين في آن واحد وسيكون هناك انتظام في عملية المنح.
المصدر: حسان كنجو / أورينت نت