استعاد السوري محمد الجابر، قدرته على الكلام بعد أن قام الأطباء والمهندسون الأتراك، بزرع فك صناعي له، محل فكه الذي فقده في غارة جوية على مدينة حلب السورية، في عملية هي الأولى من نوعها في العالم.
وخضع الجابر (32 عاما)، للعديد من العمليات الجراحية في سوريا بعد إصابته، ومن ثم تم نقله إلى تركيا، حيث تولى حالته أطباء مستشفى “نومونه” البحثي في أنقرة.
وبالتعاون مع مركز “غولهانة” للتصميم والإنتاج الطبي، التابع لجامعة العلوم الصحية التركية، تم تصميم فك اصطناعي ملائم للجابر، وإنتاجه من مادة التيتانيوم، عبر طباعته بطابعة ثلاثية الأبعاد.
وقال الجابر الذي استعاد قدرته على الحديث بعد العملية، إنه كان مستقلا سيارة عندما تعرضت حلب للقصف، وقتل صديقه الذي كان يرافقه في السيارة، في حين أصيب هو وغاب عن الوعي.
إعلان
وأضاف “أحمد الله، أن تركيا فتحت لي أبوابها. الخدمة في المستشفى جيدة جدا، وأخبرني الأطباء أن العملية التي أجريت لي هي الوحيدة من نوعها في العالم، زرعوا لي فك تم تصنيعه خصيصا لي، إن شاء الله سأستعيد صحتي بشكل كامل”.
وشرح الطبيب رمضان إركين أونلو، الذي أجرى العملية، تفاصيلها قائلا، إن الجابر، عندما وصل المستشفى كان فاقدا لفكه السفلي، وشفتيه، ولم يكن قادرا على الكلام، ولا تناول الطعام، كما كانت جراحه مصابة بالعدوى.
وأوضح الطبيب، أن أول ما قام به الأطباء، علاج العدوى، ومن ثم بدأ العمل لتصميم فك صناعي للمريض، الأمر الذي لم يكن سهلا، لأن جزءا من عظام الفك كان موجودا وبالتالي تم تصميم فك يمكن تركيبه بحيث يستكمل الأجزاء المتبقية.
إعلان
وقال أونلو، إنه لدى مراجعتهم الأدبيات الطبية وجدوا أن العملية التي أجروها هي الأولى من نوعها في العالم، حيث أنهم لم يقوموا بتصميم وتركيب فك كامل، وإنما جزء من الفك.
وأضاف أنه تم أيضا نقل عضلات وأنسجة من كتف وصدر المريض، وزرعها في فكه وسقف فمه.
إعلان
وعن حالة الجابر الصحية بعد العملية، قال الطبيب إنه يتماثل للشفاء بشكل أسرع من توقعاتهم، إذ أنه تمكن من تحريك فكه بعد أسبوعين فقط من العملية، وأصبح قادرا على الكلام بدرجة كبيرة، في حين أنه من غير المعتاد أن يتمكن المريض من تحريك فكه بعد وقت قصير من عملية نقل العضلات والأنسجة.
وشرحت مديرة مركز غولهانة، سيمال أييلديز، خطوات تصميم وإنتاج الفك الاصطناعي، قائلة إن مهندسي المركز وضعوا تصميما ثلاثي الأبعاد للفك وفقا لمقاسات المريض، ثم صنعوا نموذجا أوليا للفك من البلاستيك وحصلوا على موافقة الأطباء عليه، ومن ثم صنعوه من مادة التيتانيوم باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد.
وأوضحت أييلديز، أن مادة التيتانيوم لا تسبب أضرارا صحية، كما أنها تعيش مع المريض طول العمر ولا يضطر لاستبدالها.