تضرب محافظة إدلب والشمال السوري عموماً عاصفة مستمرة من التحليلات والتكهنات حول مصير هذه البقعة الجغرافية الأخيرة الخارجة عن سيطرة الميليشيات الإيرانية، وبقايا قوات الأسد.
وأدت أحداث محافظة درعا والحملة الروسية والإيرانية الأخيرة عليها إلى ازدياد المخاوف حول مصير الشمال، خاصةً و الجنوب السوري كان خاضعاً لاتفاق خفض تصعيد بضمانة دولية كما في إدلب، مع اختلاف الضامنين الذين توافقوا بالنهاية على سيطرة روسيا وإيران.
تهديدات روسية
تداولت وسائل الإعلام في الأيام الماضية تفاصيل حوار بين وفد عسكري روسي، وبعض قيادات الجيش الحر التي عقدت اتفاقية تسوية مع الروس في درعا، وما حمله قائد الوفد من تهديدات حول اقتراب شنهم حملة عسكرية على محافظة إدلب، وذلك في معرض نصحه لسكان محافظة درعا بعدم التوجه إلى تلك المنطقة والبقاء في أماكنهم.
وتوقعت صحيفة ” سفوبودنايا بريسا” المقربة من النظام الروسي في مقال لها أن سيطرة قوات النظام والجيش الروسي على إدلب ستكون قريبة، وذلك بعد دفع القوات التركية إلى إزالة مواقعها هناك، مع ترجيح اندلاع معارك عنيفة بالمنطقة بسبب انسحاب جميع الفصائل من باقي المناطق إليها.
وفي خطوة حملت طابع التهديد من موسكو على لسان “بشار الأسد، توعد الأخير منتصف شهر حزيران الماضي بالسيطرة على محافظة إدلب بالقوة في حال عدم قبولها بالمصالحة.
تطمينات تركية
أرسل الجانب التركي خلال الأيام الماضية تطمينات عديدة إلى سكان الشمال السوري، وأكدوا على عدم انسحاب نقاط المراقبة التي تنتشر في أرياف حلب الشمالي والجنوبي والغربي، وشرق محافظة إدلب، وغرب محافظة حماة وشمال اللاذقية.
وخلال لقاء عقده وجهاء ورؤساء مجالس محلية من شرقي محافظة إدلب مع المسؤولين الأتراك عن قاعدة “الصرمان” العسكرية، فقد أكد الضباط في النقطة أن عملية انسحابهم في حال حصل هجوم من قوات الأسد على المنطقة مستحيلة، وأنهم باقون إلى التوصل إلى تفاهم كامل يضمن حماية السكان.
وأكد “عاطف إزريق” رئيس الهيئة السياسية في محافظة إدلب أنهم حصلوا أيضاً على تطمينات من شخصيات رفيعة في وزارة الخارجية التركية ولها علاقة بإدارة الملف السوري.
وقال “إزريق” في تصريح لـ “نداء سوريا” : جرى لقاء بيننا كممثلين عن محافظة إدلب بالإضافة إلى الهيئات السياسية في حمص وحلب واللاذقية مع مسؤولين من الخارجية التركية بدعوى منهم، وشددوا على بقاء نقاط المراقبة في المنطقة وأنهم عازمون على منع أي هجوم عليها.
وأضاف :” أكد المسؤولون لنا أن الوضع في إدلب مختلف عن درعا، وأن تركيا لن تسمح بموجة تهجير جديدة، مشيرين إلى أن باقي المناطق لم تشهد انتشار نقاط مراقبة تركية كما حصل في الشمال السوري وهذا يشكل عامل أمان إضافي “.
وأفاد “إزريق” بأن اللقاء جاء لنقاش آلية تمكين المؤسسات المدنية في الشمال السوري وبالأخص المجالس المحلية التابعة للحكومة السورية المؤقتة وباقي الهيئات.
السيناريوهات الأكثر واقعية المحتملة
بعيداً عن التهديد والتطمين، فإن الواقع الميداني والسياسي يشيران إلى سيناريوهات محددة لن تخرج محافظة إدلب عن إحداها:
1- ضرب روسيا وإيران بالتفاهمات مع تركيا عرض الحائط والهجوم على الشمال السوري، وهذا الاحتمال قد يكون مكلفاً لروسيا والميليشيات الإيرانية أكثر من غيره بسبب عدم ضمان التعاون والتنسيق التركي، والدخول بمواجهة استنزافية مفتوحة غير مضمونة النتائج رغم ارتفاع نسبة حسمها لصالح روسيا وإيران بوقت متوسط لكن بخسائر كبيرة، كما أن هذا الخيار سيدفع العلاقات بين طهران المهددة بمنع بيعها للنفط وتركيا التي سيكون لها دور مهم في التخفيف من حدة العقوبات إلى مستوى من التوتر، وكذلك سيشكل عامل إضعاف للثقة بين أنقرة وموسكو الساعية للتصدي لتمدد الناتو إلى حدودها الجنوبية الشرقية بعد ضم جورجيا عن طريق إقامة علاقات مع تركيا ونصب صواريخ إس 400 فيها.
2- التوصل إلى مقاربة بين روسيا و الولايات المتحدة حول سوريا ، تتضمن التفاهم حول إخراج القوات الإيرانية، وتقاسم مناطق النفوذ، مما يمهد الطريق إلى إنهاء أي تأثير إقليمي، وقطع الطريق على تركيا باللعب على التناقضات بين موسكو وواشنطن والاستفادة من هذا التناقض في تمددها بسوريا، ويمكن أن يتطور الأمر إلى قرارات ملزمة في مجلس الأمن بالتوافق بين أمريكا وروسيا تلزم جميع القوات الأخرى على الخروج من سوريا، بالتالي ستبقى مهمة حماية الشمال السوري على عاتق الفصائل العسكرية فقط.
وتكمن العقبات في وجه تحقق هذا الاحتمال في خوف “ترامب” من إعلانه التوصل إلى اتفاق مع “بوتين” في القمة المرتقبة بتاريخ 16 الشهر الحالي، وذلك لخوفه من مسار التحقيق حول التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية وإمكانية تثبيت التهم الموجهة له من وزارة العدل، وقد استبق الرئيس الأمريكي القمة بقوله: “لا أتوقع أن تحقق الكثير”.
وأيضاً يبدو أنه من الصعب أن توافق روسيا على إخراج القوات الإيرانية من سوريا، أو أنه سيكون ذلك صعباً عليها حتى لو وافقت، وقد بدت النبرة الإيرانية اليوم شديدة وواضحة من خلال تصريحات مستشار خامنئي “علي أكبر ولايتي”، حيث أكد أن قوات بلاده ستخرج من سوريا في حال مغادرة القوات الروسية.
3- شن روسيا والميليشيات الإيرانية حملة محدودة بهدف السيطرة على بوابة الساحل السوري وعقدة الربط بين محافظات الشمال والوسط والساحل، والحديث هنا عن “جسر الشغور”، وكذلك محاولة التقدم من القواعد الإيرانية في جنوب حلب، ومنطقة شرق السكة إلى طريق دمشق – حلب الدولي، ويمكن معالجة الآثار السياسية الناتجة عن هذه العملية واستيعاب تركيا من خلال وقوف الحملة عند حد معين أو عدم الاحتكاك مع نقاطها العسكرية.
4- التصعيد الإيراني المنفرد في حال شعورها بأن روسيا تركتها وحيدة في سوريا، واتفقت مع تل أبيب وواشنطن على خروجها، وهنا ممكن أن تستفيد إيران من الكتلة المقاتلة التابعة لها في كل من كفريا والفوعة، وريف حلب الجنوبي والتي يقدر عددها بـ 8 آلاف مقاتل لتشن هجوماً على مواقع في الشمال السوري، لكن يبقى هذا الاحتمال صعباً كونه لا يحظى بالدعم الروسي وبالتالي سيكون هناك مواجهة متكافئة مع الفصائل الثورية قد تكلف إيران كثيراً وتغضب الأطراف الضامنة في أستانا دون مكاسب مضمونة.
5- التوصل إلى تفاهمات بين تركيا وروسيا بشكل أساسي حول الشمال السوري وذلك من خلال تبادل مناطق النفوذ بين تل رفعت وجسر الشغور مثلاً، وقد رشحت الكثير من التسريبات عن مفاوضات سابقة عن تلك المدينتين، أو فتح الطرقات الدولية الممتدة من أعزاز شمال حلب، حتى محافظة حماة بإشراف ورقابة كل من الجيش التركي والروسي، وأيضاً نقاط أخرى تتعلق بإيجاد حل نهائي لـ “هيئة تحرير الشام”، وتسليم السلاح الثقيل أو ضبطه تحت السيطرة التركية، تمهيداً لدمج هذه المنطقة في الحل النهائي المتوافق عليه حول سوريا وكتابة دستور جديد والتمهيد لانتخابات رئاسية وبرلمانية ليس من المؤكد أنه سيستثنى “بشار الأسد” منها، بل الراجح بأن مشاركته ستكون متاحة.
المصدر: نداء سوريا
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=61623
ادلبمنذ 6 سنوات
انا اتوقع تسليم ضفادع ادلب لادلب خصوصا ان ادلب تحوي مئات الفصائل المتناحرة والقيادات الخائنة التي باعت حمص والغوطة ودرعا وحلب يعني ادلب مثلها مثل غيرا يا حيف من ادلب سيعلنون نصرهم وهزيمتنا ???????ذهبت دمائ مليون مسلم هدرا