خاص تركيا بالعربي / خالد ماميد
أجرت مراسلة (يني شفق ) عايشمينة علي أوغلو تجربة إجتماعية كمتسولة ليوم واحد، حيث جمعت فيه ما يجمعه طفل سوري في ساعة واحدة فقط بحسب ما قالت، و هذه هي المحصلة الإيرادات حسب المناطق .
المتسولة المبتدئة جمعت 100 ليرة تركية
مراسلة (يني شفق ) عايشمينة تنكرت كمتسولة ليوم واحد وقد خرجت بالملاحظات التالية: الإيرادات منخفضة في منطقة السلطان أحمد و منطقة سيركجي أما في شيرين افلار كانت المحصلة مرتفعة.
جمعت المراسلة علي أوغلو مبلغ مئة ليرة باعتبارها متسولة مبتدئة أما الطفل السوري النشيط حافي القدمين فإنه وبحسب ما قاله في تقريرها أنه يجمع هذا المبلغ خلال ساعة واحدة فقط بينما متوسط إيراداته نهاية النهار حوالي 500 ليرة تركية .
إعلان
وقال المراسلة الصحفية أن مناطق اسطنبول يتم تقاسمها بين بعض السوريون للتسول حيث تعج منطقة الفاتح وباياغلو ومنطقة بهجلي افلار بالمتسولين.
إحدى أكبر مشاكل أسطنبول هم المتسولين. على الرغم من كل الجهود التي تبذلها البلدية والشرطة ، فمن الممكن مقابلة المتسولين في كل زاوية.
إذن من هم هؤلاء المتسولين؟ ، ماذا يتوسلون؟ ، وماهي الأساليب التي يستخدمونها ؟، وكم هي عوائدهم اليومية؟ هذه الأسئلة في أذهان كل من يقرأ خبرا عن المتسولين.
إعلان
ومن أجل العثور على إجابات لهذه الأسئلة ، نزل مراسلو يني شفق إلى الشوارع و ارتدوا ملابس متسولين بإذن من السلطات المختصة في يوم بارد وممطر في اسطنبول. نزلوا إلى جميع أنحاء المناطق المكتظة في المدينة مثل مناطق السلطان أحمد ، امينونو و شيرين افلار بحسب ما ترجمت تركيا بالعربي.
المتسولين يتقاسمون الأحياء السكنية للتسول فيها
إعلان
شهدنا خلال نزولنا للشوارع أن المتسولين يتناوبون على زوايا معينة في مناطق محددة كأنها مساكن دائمة لهم .
حيث رأينا أن المتسولين يتقاسمون المناطق حسب انتمائهم فالسوريون يحتلون منطقة الفاتح ومنطقة باياغلو ومنطقة بهجلي افلار.
بدأنا بالتسول من ميدان السلطان أحمد. أولاً ، حصلنا على إذن من مركز الشرطة بذلك. في بداية الأمر لم ينظر ضباط الشرطة إلينا بحرارة و ثم أعطوا الأذن بذلك.
تقول مراسلة يني شفق “ارتديت زيي كمتسولة وأخذت مكاني في الساحة. فيما بدأ المصور الصحفي بمتابعتي عن بعد”.
يداها و قدامهها سليمة !! لماذا تتسول؟!!
تتابع المراسلة حديثها قائلة : لقد لاحظت أن أغلب المواطنين يتبادلون النظرات معي دون أن يتفوه أحدهم بكلمة . شاهدت نظرات الاستياء من الناس و كأن لسان حالهم يقول هذه أعضاءها تبدو سليمة ما الذي يدفعها للتسول ؟!
تجولت في ساحة السلطان أحمد لمدة ساعة. لكن لم أتمكن من جمع سوى ليرة أو ليرتين. عندما لم أستطع الحصول على ما أردت من ساحة السلطان أحمد ، توجهت إلى إمينونو. مررت بحديقة جولهانه و مرورا بتهته قلعة إلى إمينونو حيث جلست قليلاً في موقف الباصات .
أتى زوجين ومعهم طفل في عربة الأطفال إلى موقف الباص وبينما كنت انظر للطفل و إذا بالأب يوجه العربة الطفل بالاتجاه المعاكس بشدة . لم يجلس أحد بجوار مقعدي. انتظرت لبعض الوقت وتابعت طريقي .
طفل جمع أمامي 100 ليرة خلال ساعة واحدة
بعد ساعات من بقائي في التسول في تلك المنطقة و عدم حصولي على المحصلة التي كنت أريدها توجهت نحو جسر شيرين افلار حيث التدفق البشري المكتظ في تلك المنطقة.
على الجانب الأيمن من جسر شيرين افلار أخذت موقعي أمام محطة مترو أتاكوي.
بينما دخلت أتسول بين حشود الناس بدأت شيئا فشيئاً في جمع المال. صرت شاهدة على حادثة بينما كنت أتسول. حيث رأيت طفل حافي القدمين يرتدي بدلة رياضية يطلب المال من القادمين و المغادرين.
إعلان
الأمطار الغزيرة لم تجبر هذا الطفل السوري الصغير على الاستسلام . في المكان الذي لم أستطع أن أجمع أكثر من خمس عشرة ليرة تمكن هذا الطفل السوري من جمع مئة ليرة خلال ساعة واحدة فقط .
إعلان
إعلان
جاء بعضهم وأخذوا ما جمعه الطفل و ذهبوا
إعلان
على الرغم من أنه كان يومًا باردًا ، إلا أن عائداته كانت جيدة جدًا. الأمر الغريب ، أنه لم يكن لديه حتى جيب ليحتفظ بأمواله فيها و بينما كنت أتساءل ما الذي سيفعله بمكاسبه و إذ بشخص مظهره و ملابسه أفضل منه يأتي نحوه فيقوم الطفل بإعطائه النقود التي جمعها و يعود مرة أخرى إلى مكانه الذي كان يتسول فيه.
في نهاية اليوم ، بدأت بحساب النقود التي حصلت عليها ، وإذا بي قد جمعت مائة ليرة فقط. بالإضافة للبرد والشتائم التي حصلت عليها بينما تمكن المتسولين الآخرون من تحصيل حوالي 500 ليرة أمام عيناي. استنتاجنا أن التسول عمل يتطلب خبرة و تنافسية في العمل .
صاحب المعطف الأزرق
التقيت بهذا الرجل صاحب المعطف الأزرق أمام متحف آيا صوفيا و واجهت ردة فعل من قبله و هو ينظر إلى حذائي وكأنه يقول لي إنها أفضل من الحذاء الذي ارتديه. فأشار بيديه الى الباب بكل هدوء وقام بطردي كأنه يقول لي أغربي عن وجهي .
إعلان
هل أنت جديدة هنا ؟
عند جسر شيرين افلار بدأت في تحصيل حصيلة جيدة و أنا انظر إلى القطع النقدية التي كانت تبدو أنها كثرت في يدي في هذه اللحظة سمعت صوتا من خلفي يقول لي انظر الي !! وإذا بشرطي يصبح فوق راسي مع استدارتي و بدأ يصرخ بقوله لي تعالي إلى هنا لا يبدو عليكي شكل متسولة هل أنت جديدة؟
ذهبت نحوه لأخباره اني مراسلة قبل أن تكبر القصة، حيث رد علي الشرطي قائلاً :” جميع المتسولين يهربون عندما يشاهدوني و لكل مجموعة منهم منطقة معينة و سيعطون نقودهم لآخرين على رأس كل ساعة لا أحد يحمل نقودا بيده “.
المصدر: تركيا بالعربي
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=79338