لفت (سيدات أرغين) الإعلامي والخبير في الشؤون الاستراتيجية، في مقال نشرته صحيفة (حرييت) التركية، إلى أنّ أكثر ما يثير الاستغراب فيما يخص التطورات التي تشهدها محافظة إدلب هو حدوث الحملات والتعزيزات العسكرية على العلن جهاراً نهاراً، موضحاً أنّه بات من السهل بمكان مشاهدة أي تطور عسكري على الأرض لحظة بـلحظة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتطرّق (أرغين) إلى تعزيزات القوات التركية الأخيرة إلى مورك (جنوب إدلب) والتي تم التقاطها لحظة بلحظة عبر تسجيل مصوّر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما نقلت وسائل إعلام عالمية كبرى الحادثة على الفور كأخبار عاجلة.
وذهب الخبير إلى أنّ تركيا أرادت ببعث رسالة من خلال التعزيزات العسكرية التي أرسلتها إلى مورك، مشيراً إلى أهمية المنطقة التي وصلت إليها التعزيزات، والتي تقع على بعد 98 كيلو مترا فقط من المعبر التركي-السوري في هاطاي، في الوقت الذي تعدّ فيه قريبة أيضا من نقاط المراقبة التي أنشأتها القوات التركية في إدلب، والبالغ عددها 12.
وأكّد أرغين على أنّ التعزيزات العسكرية التركية إلى المنطقة ليست بجديدة، وأنّها تستمر منذ ما يزيد عن أسبوع تقريباً، قائلا في الإطار نفسه: “منذ ما يزيد عن 3 أسابيع تستهدف ميليشيا الأسد الجنوب والجنوب الغربي من إدلب بالمدافع، وتتزامن هذه التعزيزات مع الهجمات الجوية التي نفّذتها القوات الروسية إلى جانب قوّات النظام، ويمكننا القول إنّ عدم توصّل القمة الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا إلى نتيجة فيما يخص وقف إطلاق النار في إدلب، أدى إلى تشكيل نقطة انعطاف بالنسبة إلى أنقرة، والتي دفع بها إلى تكثيف تعزيزاتها العسكرية”.
إعلان
وعن الرسالة التي ترغب تركيا بإيصالها من خلال المعدّات العسكرية التي حشدتها في المنطقة، ذكر (أرغين) أنّ أنقرة بخطوتها هذه تعبّر عن عزمها وجديّتها، فضلا عن كونها تهدف إلى اتخاذ خطوة من شأنها أن تكون رادعا أمام روسيا والنظام.
وأضاف في السياق ذاته: “ليس من الخطأ بمكان وصف حالة الترقب بين النظام وتركيا للتعزيزات العسكرية المتبادلة من قبل الطرفين في المنطقة، والتي تجعلهما في مواجهة مع بعضهما البعض بـ(حرب الأعصاب)، وأنقرة تؤمن بأنّ وجود قوّات عسكرية تابعة لها في المنطقة سيشكّل حاجزاً ورادعاً أمام هجمات عسكرية روسية إيرانية في المنطقة، ولا سيّما إذا تذكّرنا تصريح المتحدث باسم الرئاسة التركية لـ(ديلي صباح) والذي أكّد فيه على أنّ النقاط العسكرية التركية في إدلب ضمان يحول دون تنفيذ عملية عسكرية كبيرة حيال إدلب”.
ونوّه (أرغين) إلى أنّه في حال استهداف نظام الأسد بدعم من روسيا مناطق تواجد نقاط المراقبة التركية، فإنّ أنقرة لن تقف صامتة إزاء ذلك، مردفاً: “إن العلاقات الروسية-التركية في إطارها العام تمرّ بأكثر مراحلها الحاسمة، وفي ظل تدهور العلاقات الأمريكية-التركية من الخطأ أن نتوقع إعطاء الكرملن الضوء الأخضر للقيام بعملية واسعة النطاق في إدلب”.
إعلان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=68426