عزا عدد من المحللين الاقتصاديين والسياسيين ذهاب الحكومة التركية إلى انتخابات رئاسية مبكرة إلى تدهور الاقتصاد، والأزمة التي طرأت على الليرة التركية، فضلا عن غيرها من الأسباب السياسية الأخرى، حيث أرجع الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) نفسه قرار الانتخابات المبكرة إلى الأحداث والمواقف في كل من سوريا والعراق، بالإضافة إلى الحاجة الماسة لاتخاذ قرارات اقتصادية، إذ اعتبر أردوغان أنّ الانتخابات المبكرة ستسمح لبلاده بتجاوز المشاكل والتحديات التي تواجهها على خلفية الأحداث في سوريا وغيرها، وكذلك تجاوز صعوبات التضخم الاقتصادي.
وعقب الإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة، تجاوزت العملة التركية عتبة 4.8 ليرة مقابل الدولار، لتشهد تموجّات ما بين انخفاض وصل إلى 4.45 تارة، وارتفاع تجاوز 4.60 تارة أخرى، ففي ظل حالة عدم الاستقرار، هل يتعرض الاقتصاد التركي لمؤامرة ومحاولة خلق رأي عام كما يدّعي البعض؟ أم أنّ عدم الاستقرار حالة طبيعية لبلد -بأهمية تركيا- مقبل على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
الكاتب والإعلامي (سيردار تورغوت) المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية نقل في مقال نشرته صحيفة (خبر ترك) مشاهداته من أمريكا، تاركا فيما سرد التقدير للقارئ فيما إذا كان اقتصاد بلاده مستهدفا من قبل القوى الخارجية أم لا؟.
ذهب تورغوت إلى أنّ واشنطن التي عجزت عن السيطرة على تركيا سياسيا، حاولت السيطرة عليها باستخدام وسائل أخرى، وعلى رأسها الوسيلة الاقتصادية، ناقلا أحداث حلقة من برنامج (مورنينغ جو) الذي حاز شهرة كبيرة بعد معرفة الناس بمشاهدة الرئيس الأمريكي (دونالد ترمب) له، ليغدو البرنامج الأكثر متابعة من قبل المواطنين النخبة في أمريكا، ولا سيّما أنّه وصف بالبرنامج الأكثر تأثيرا في أصحاب القرار.
إعلان
ويقول الكاتب: “مصدر متابع عن كثب اتصل بي ذات يوم وطلب مني مشاهدة البرنامج في تلك الليلة منذ بدايته وحتى نهايته، قائلا لي (احرص على مشاهدة الحلقة اليوم، قد يقولون فيها أمورا مثيرة حول تركيا)، وعلى أساسه جلست أمام التلفاز أترقب بدء البرنامج، الذي سيستضيف السناتور الجمهوري (جيمس لانكفورد)، إلى جانب السناتور الديمقراطي (جين شاهين) الذي يعدّ واحدا من قادات الرأي في الحزب الديمقراطي، والذي يعود الفضل في معرفته بالشأن التركي عن كثب إلى (ناز دوراك باشي) التركية، والتي تعمل موظفة لديه.
ولفت الكاتب أنّ الضيفين وعلى مدار الحلقة زعما بأنّ تركيا تشهد حالة من عدم الاستقرار، وقمع للحريات، واعتقالات عشوائية بحق الصحفيين، موضحين أنّ تركيا لم تعد بالمكان الآمن للصحفيين، مذكّرين باعتقال الراهب الأمريكي (برونسون)، الذي كانت السلطات التركية اعتقلته على خلفية تورطه في محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا في تموز 2016.
وذكر الكاتب أنّ الضربة الرئيسة التي استهدفت الاقتصاد التركي علانية، جاءت مع وصول الحلقة إلى نهايتها تقريبا، حيث دعا لانكفورد رجال الأعمال الأمريكيين علانية إلى عدم التوجّه إلى تركيا في ظل الوضع الذي تمرّ به البلاد، قائلا (إياكم والسفر إلى تركيا الآن).
إعلان
وأضاف تورغوت في السياق نفسه: “هل لكم أن تتخيلوا؟ تركيا تحاول جاهدة أن تمنح الثقة للمستثمر الأجنبي، وتبذل في هذا الصدد جهودا كبيرة، ليأتي واحد من أبرز قادات الرأي ليقول علانية في برنامج يحظى بمشاهدة عالمية كبيرة (إياكم والذهاب إلى تركيا)، ليٌذهب بذلك كل الجهود التي تبذلها تركيا سدى، ولكن في مثل هذه الحالات كم كنت أتمنى أن يكون السفير التركي متواجدا في واشنطن حاليا، ليتصدى وليجيب عن هذه التطورات، حيث استدعي السفير التركي إلى أنقرة عقب إعلان واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس، فوجود السفير في واشنطن سيعود بالنفع لتركيا، وذلك من أجل درء هذه الاتهامات التي تتعرض لها.
أورينت نت
إعلان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=56453