ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية أبعاد الأزمة بين أنقرة وواشنطن على خلفية قضية القس أندرو برانسون الذي تحاكمه تركيا بتهم الإرهاب، والتي أغضبت ترامب وجعلته يزيد من الرسوم الجمركية على الواردات التركية.
وتصدر التأزم التركي-الأمريكي عناوين الصحف ومقالات الكتاب.
ورأى كتاب أن أنقرة ترد لواشنطن “الصفعة بصفعة مثلها” بينما حذر آخرون من أن العلاقات التركية-الأمريكية قد “وصلت إلى حافة الهاوية”.
“الصفعة بمثلها”
ونبدأ من صحيفة السبيل الأردنية التي أبرزت ما قاله أردوغان في مقاله: “في الوقت الذي تستمر فيه قوى الشر في دس الكراهية حول العالم، فإن التصرفات أحادية الجانب ضد تركيا من قبل الولايات المتحدة -حليفتنا لعقود- لن تؤدي إلا لتقويض المصالح الأمريكية والأمن.
“لذلك وقبل أن يفوت الأوان، يجب على واشنطن التخلي عن الفكرة المضللة التي مفادها أن علاقتنا يمكن أن تكون غير ندية وأن تتصالح مع حقيقة أن تركيا لديها بدائل.”
ويضيف أردوغان “إن عدم عكس هذا الاتجاه الأحادي وعدم الاحترام يدفعنا للبدء في البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد”.
ويقول عبد الحميد صيام في موقع عربي 21 إن تركيا ترد “الصفعة بمثلها بفرض عقوبات على وزيري العدل والداخلية الأمريكيين حتى لا يظن أحد أن تركيا يمكن أن تخضع للغة التهديد والعقوبات – ومن ظن ذلك فهو لا يعرف الأمة التركية كما قال الرئيس أردوغان”.
ويحذر صيام من تأثير هذه العقوبات حتى وإن كانت “شكلية” على السوق المالي.
ويقول: “هناك عمليات سحب استثمارات أجنبية بمبالغ هائلة، كما أن هناك عجزا في الميزان التجاري لصالح الاستيراد وليس التصدير، بسبب حجم استيراد النفط من الخارج، فتركيا تستورد نحو 90 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة، التي شهدت أسعارها ارتفاعا كبيرا في الأشهر الماضية”.
كما تقول صحيفة الحياة اللندنية في أحد عناوينها: “أردوغان يدعو الأتراك إلى شراء الليرة من أجل الكفاح الوطني” وكذلك يشير سعيد عبد الرازق في الشرق الأوسط اللندنية إلى أن “أردوغان يلوح ببدائل للحليف الأمريكي”.
ويصف جابر عمر في العربي الجديد اللندنية العلاقات التركية الأمريكية بأنها تتحول “من الحرب الباردة إلى المواجهة المباشرة”.
ويقول: “هذه الحرب، وإن بدت أنها تحوّلت إلى مباشرة في الوقت الحالي، بسبب قضية القس الأمريكي أندرو برانسون، الذي يعيش قيد الإقامة الجبرية في تركيا، إلا أنها كانت حرباً باردة ممتدة لنحو 15 عاماً، تراكمت خلالها التباينات بين البلدين بسبب العديد من القضايا”.
ويضيف الكاتب: ” أما مآلات الحرب بين البلدين، فتبدو غير محسومة، في ظل تمسك الطرفين بالمضي قدماً في المواجهة، خصوصاً بعدما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيتصدى للتهديدات الأمريكية، مستنداً على ما يبدو إلى عدد من نقاط القوة والضغط، بما في ذلك التلويح بالتخلي عن الشراكة مع الولايات المتحدة، كما ألمح صراحة”.
“لحظة اختيار قاسية وصعبة”
ويرى عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية الإلكترونية أن ما يحدث هو “حِصار أمريكي غير مباشر على تركيا، لا يَقِل مَفعوله عن الحِصار المَفروض على إيران، إن لَم يَكُن أخطَر، فاللَّيرة التركية سجلت تَدهورًا يوم الجُمعة هو الأكبَر في يَومٍ واحد منذ عامَين، زادَت نِسبَته عن 10 بالمائة لتتخطّى قيمتها حاجز الـ 6 ليرات مقابل الدولار، ومن غَير المستَبعد أن يتواصل هذا الانهيار بعد خطوة الرئيس ترامب برفع الرسوم على الصادِرات التركية من الصلب والألمنيوم”.
ويقترح عطوان رداً تركياً يأمل أن يفعله الرئيس التركي، ويقول: “إنها حَرب سياسية بواجهة اقتصادية تعلنها أمريكا وحلفاؤها في حلف الناتو ضد تركيا، والرد عليها يجِب أن يكون بتجميد تركيا لعضويتها في هذا الحِلف، والدخول في تَكتلٍ سياسي وعسكري جديد مع المحور الروسي الصيني الإيراني الهندي، والتوصل إلى حل سياسي سريع للأزمة السورية يضع حداً للحرب”.
أما عبد الأمير رويح في صحيفة النبأ الإلكترونية العراقية فيقول: “ترى الولايات المتحدة بحسب بعض المصادر أن تركيا قد ذهبت بعيداً في معارضتها للسياسات الأمريكية، وأنها تجاوزت نقطة اللا عودة، وماضية في تعميق علاقتها بخصوم الولايات المتحدة وفى مقدمتهم روسيا وإيران والصين، فقد أعلنت تركيا رفضها طلب الولايات المتحدة المشاركة في فرض عقوبات على إيران، وفى التوقيت نفسه كانت تركيا تشارك في الجولة العاشرة من مباحثات سوتشي”.
غير أنه يضيف: “الضغائن التي يحملها أردوغان لا تقل عن ضغائن الإدارة الأمريكية”.
من جانبه، يقول عماد الدين أديب في موقع العرب اليوم اللبناني إن العلاقات التركية – الأمريكية “وصلت إلى حافة الهاوية!”
ويضيف: “هذا الشد والجذب، وهذه العناصر التي تعمل لصالح أردوغان من ناحية والتي تحاصره بقوة من ناحية أخرى، تضع تركيا أمام مفترق طرق حاد وخطير لا يحتاج إلا لمحاولة إمساك الرئيس التركي بالعصا من كل الاتجاهات! إنها لحظة اختيار قاسية وصعبة”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=64480