قالت صحيفة خبر تورك التركية، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تمضي في لعبة خطيرة بمنطقة شرق المتوسط للسيطرة على الغاز الطبيعي فيها، تستهدف بها تركيا، حيث تعمل على إنشاء تعاون ثلاثي مع قبرص واليونان لنقل الغاز إلى أوروبا بدلا من تركيا.
وتناولت الصحيفة الموضوع تعليقا على زيارة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إلى قبرص الأسبوع الماضي، ولقائه مع الرئيس نيكوس أناستاسيادس، وتصريحاته من هناك بالقول “وقعنا أخيرًا اتفاقية ثلاثية مع اليونان، نحن ثلاثة بلدان، وتركيزنا الأساسي الآن هو على تطوير خط أنابيب شرق البحر الأبيض المتوسط. يمكن لهذا أن يكون واحدا من أكبر المشاريع تحت الماء في العالم، وستبلغ كلفة خط الأنابيب لتوجيه الغاز الطبيعي الإسرائيلي والقبرصي إلى أوروبا، نحو سبعة مليارات دولار، بطول حوالي ألفي كيلومتر”.
ولفتت الصحيفة التركية إلى أن الخطوة الإسرائيلية تهدف إلى تحويل التوازنات في المنطقة ضد تركيا، حيث كانت تهدف إلى نقل الغاز من خلال أنابيب من البحر المتوسط عبر تركيا، وحاليا تعمل على مشروع نقل الغاز من تحت البحر مرورا بقبرص واليونان وصولا إلى إيطاليا، فقط من أجل الإضرار بتركيا.
وشددت على أن إسرائيل بذلك تستبعد تركيا من مشروع نقل الغاز من الحوض المليء بالغاز الطبيعي، ولم تكتف بذلك بل تحول هذا المشروع إلى درع أمني لها في المنطقة عبر التوافقات مع هذه الدول.
إعلان
ووفقا للصحيفة التركية، فإن مصادر أميركية أكدت أن الرئيس الإسرائيلي في زيارته هذه، كشف عن رغبة بلاده في ضم كل من الأردن ومصر لهذه الاتفاقية، لتحصينها في المنطقة، والذي إن تم فإنه “يعتبر أكبر جبهة أسست ضد تركيا في هذه المنطقة أخيرا”، حسب الصحيفة.
وأكدت الصحيفة أنها لم تستطع الحصول على تأكيدات بأن هذا الموضوع طرح خلال لقاءات رئيس الوزراء اليوناني أليكسس تسيبراس في تركيا أخيرا التي زارها قبل نحو أسبوعين.
وفي الإطار نفسه، نقلت الصحيفة عن المصادر الأميركية ذاتها أن هذه الحملة الإسرائيلية لم تشهد بعد تحركا فعالا في تنفيذ المشروع، وأن هدف إسرائيل الحالي هو إزعاج تركيا، ولذا تعمل على طرح الموضوع بين الفينة والأخرى.
إعلان
ودليل ذلك وفق المصادر نفسها، أنه لا توجد إمكانية فيزيائية لمد الأنانيب من البحر المتوسط، وأن المنطقة بالأساس مهددة زلزاليا بقوة، وإذا لم يشمل المشروع مستقبلا مد أنابيب عبر تركيا، فإن البديل الوحيد هو تصفية الغاز المستخرج في مصر، ومن هناك نقله وبيعه عالميا عبر السفن الناقلة.