اعتبرت صحيفة “دايلي صباح” التركية أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” هو مَن سيطيح بالأسد ويزيحه عن السلطة في سوريا من أجل إدخال البلاد في مرحلة جديدة من الاستقرار.
وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان “نهاية لعبة بوتين في سوريا” ترجمته “نداء سوريا“: إن اﻷسد بات عبئاً على بوتين، مما يرجح أن اﻷخير سيطيح به وسط تصاعُد الصراع بين أجنحة روسيا وإيران داخل النظام السوري.
ووَفْقاً لرؤية الصحيفة فإن لدى الثلاثي (روسيا وتركيا وإيران) مقاربات مختلفة حول مَن سيملأ الفراغ في شمال سوريا بعد الانسحاب الأمريكي، والبعض في روسيا يعتبر أن تركيا ليس لديها الحق في إنشاء “منطقة آمنة” داخل سوريا ما لم تطلب موافقة بشار الأسد، لكن بوتين لم ينطق باسم الأسد سواء في “سوتشي” الأسبوع الماضي أو خلال المؤتمر الصحافي في موسكو، وفضَّل استخدام كلمات مثل “الجمهورية السورية” أو “سوريا” بدلاً من “الأسد”.
بالنسبة لإيران -تضيف “دايلي صباح”- بالطبع يجب أن يكون الأسد نفسه أول شخص تكلمه أنقرة إلا أن مَن قتل شعبه لا يزال جزاراً في نظر أنقرة، ولا يمكن الوثوق به، على الرغم من أن تركيا غيرت أولوياتها في سوريا بعد الدعم اﻷمريكي لميليشيات الحماية.
وأشارت الصحيفة إلى جرائم الحرب التي يرتكبها الأسد في سوريا موضحة أن تركيا محقة تماماً في مخاوفها؛ لأن الميليشيات أُصيبت بالذعر بعد قرار انسحاب ترامب، ومن المعروف أنها تحاول إيجاد أرضية مشتركة لاستئناف علاقاتهما الوثيقة مع نظام الأسد.
وتحدث التقرير عن تضارُب في المصالح بين الأطراف المختلفة، فواشنطن لا تريد أن يستعيد النظام السوري السيطرة على الأجزاء الشمالية الشرقية من البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية، وفي حين أن تركيا ظلت تدافع عن حقوق المعارضة منذ بداية الحرب تُعرف روسيا وإيران بأنهما أولياء أمور نظام الأسد، وعلاوة على ذلك يُظهِر السعوديون والإمارات العربية المتحدة ومصر إرادة لاحتضان الأسد مرة أخرى من أجل كبح نفوذ إيران وتركيا.
الأهمّ من ذلك -تقول الصحيفة- أن “التوترات بين ميليشيات الأسد تشير إلى تزايُد الصراعات بين القوات المدعومة من إيران والقوات المدعومة من روسيا على الأرض، كما زعم مصدر أن روسيا سيطرت على الجبهات وأن القوة العسكرية في أيديها وأنها تعطي السلطة لسهيل الحسن”.
وبناء على ذلك فإن العلاقة بين “الحسن” و”ماهر الأسد” توترت بشدة لأن اﻷخير يعتبر “الحسن” متمرداً، وهو لا يأخذ أي أوامر من النظام السوري، ويقيم في قاعدة “حميميم” فقط، وقد تم سحب الدبابات وقوات الفرقة الرابعة بقيادة “ماهر الأسد” وأُرسلت إلى الفرقة الخامسة بقيادة “الحسن”.
وأضافت الصحيفة أن هناك مزاعم بأن “ماهر الأسد” طلب عقد اجتماع مع قاعدة “حميميم” عدة مرات لكن موسكو رفضت مراراً وتكراراً، مما زاد من حدة الخلاف بينهما وزيادة الصراع على الأرض الذي لم ينتهِ بعد.
وتساءلت “دايلي صباح” أين “فاروق الشرع” النائب السابق للأسد من التقارير في وسائل الإعلام الموالية للأسد حول محاولة انقلاب ضد نظام الأسد من قِبل زعيم الحرب المدعوم من روسيا “الحسن”؟.
وأوضحت أنه نُوقش اسم الشرع كرجل يمكن أن يقبله “الطرفان” حتى يتمّ إجراء انتخابات نزيهة وشرعية، وكان خارج جهاز الرادار حتى ذكرت وسائل الإعلام الروسية العام الماضي أنه سيكون حاضراً، ومن المرجَّح أن يرأس مؤتمر الحوار السوري في “سوتشي” ، لكن على ما يبدو لم تتم الموافقة على اسمه من قِبل نظام الأسد، والأهمّ من ذلك أن بعض المصادر على الأرض تزعم أن قاعدة “حميميم” استضافت “الشرع” لفترة.
وأضاف التقرير: “من الواضح أنها نهاية لعبة بوتين على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، لكن الأمر أبعد مما يعتقده الناس، وأعتقد أنه لا يريد حمل الأسد على كاهله، كما أنه يريد أن يثبت أن روسيا قادرة على تحقيق الاستقرار في بلد مزقته الحرب في الشرق الأوسط، لكن القضية الأساسية هي بناء قوة أمنية لمستقبل سوريا، حيث إن نظام البعث قد فقد الكثير من الناس خلال الحرب”.
واعتبرت الصحيفة أن “بوتين يعمل الآن على البحث عن مجموعات ستكون جزءاً من الجيش السوري بمجرد استقرار البلاد، ولذلك فهو يتحدث مباشرة مع أردوغان وبشكل غير مباشر مع ترامب”.
وكان “أردوغان” قد أكد على أهمية اتفاق “أضنة” الذي عقدته بلاده مع النظام السوري في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما يخولها التدخل ضِمن حدود سوريا، إلا أن أنقرة نفت وجود تواصُل مُباشِر لها مع نظام اﻷسد.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=89458