وصفت صحيفة “حرييت” التركية المرحلة القادمة من الاتفاقية التي أٌعلن عنها في سوتشي من قبل الرئيسين (أردوغان) و(بوتين) بالأصعب، موضحةً أنّ المسؤولية الكبرى في آلية تطبيق الاتفاقية تقع على عاتق أنقرة.
وذهب الكاتب والخبير الاستراتيجي (سيدات أرغين) في مقال نشرته (حرييت) تحت عنوان “آلية تطبيق اتفاقية نزع السلاح الخاصة بإدلب”، إلى أنّ مضمون الاتفاقية ينصّ على جعل مساحة تتراوح ما بين 15 إلى 20 كيلو مترا كـمنطقة منزوعة من السلاح، على أنّ تكون هذه المنطقة في الحدود الفاصلة ما بين قوى المعارضة والنظام، موضحاً أنّ الحدود النهائية للمنطقة سيتم رسمها خلال اللقاءات التي ستٌعقد بين موسكو وأنقرة.
وذكر (أرغين) أنّ خطوتين حاسمتين سيتم اتخاذهما عقب رسم الحدود النهائية للمنطقة، الأولى تتمثّل بإخلاء المنطقة التي سيتم تحديدها من قبل المعارضة والنظام من كافة الأسلحة، والثانية تتمثّل بتطهير المنطقة من كافة العناصر المصنّفة إرهابيا.
ووفقا لـ(أرغين) فإنّ روسيا هي التي ستتولى إقناع وضبط النظام في تطبيق آلية الاتفاق المذكورة، فيما تركيا هي التي ستشرف وتتولّى آلية تطبيق الاتفاقية من قبل المعارضة، مؤكداً على أنّ المهمة الأصعب في هذا الصدد ستكون من نصيب أنقرة، وذلك لكون النظام يأتمر بأمر من موسكو، وبالتالي روسيا ستجبره على التحرّك كما تريد، الأمر الذي سيجعل مهمتها سهلة، في الوقت الذي لا يمكن قول الأمر ذاته بالنسبة إلى تركيا، وذلك لكون المعارضة مشتتة، وتشمل فصائل متداخلة ما بينها.
إعلان
وأضاف في الإطار نفسه: “عند المجيء إلى الحدود الداخلية من المنطقة المٌتفق عليها والتي تٌعنى بها تركيا، الأمر يختلف تماما عن المنطقة التي تقع تحت سيطرة النظام، وذلك لكون هيئة تحرير الشام متواجدة في المنطقة، فضلا عن تواجد عناصر متطرفة من الأيغور والمتشددين في منطقة جسر الشغور، وإقناع هذه العناصر لن يكون سهلاً، لا سيّما إذا نظرنا إلى التصريح الأول لـ(أبو محمد الجولاني) قائد هيئة تحرير الشام عقب إعلان نتائج قمّة سوتشي، والذي عبّر فيه عن رفضه لمضمون الاتفاقية”.
وأردف الخبير، أنّ تركيا خلال الأيام القادمة ستدخل مرحلة صعبة، إذ ستحاول إقناع هيئة تحرير الشام بترك السلاح، ومطالبتها بتصفية نفسها، قائلا: “إن السؤال الأهم خلال الفترة القادمة هو (هل ستٌفك عقدة هيئة تحرير الشام والجماعات المتطرفة؟) فالمعارضة المعتدلة قبلت بنتائج الاتفاقية وتبنّتها، فيما أبدت هيئة تحرير الشام اعتراضها، وهنا لا بدّ من تذكّر أمر مهم للغاية وهو أنّ قوى المعارضة المعتدلة وهيئة تحرير الشام قد تبقى في مواجهة مع بعضها البعض، ولا سيّما أنّ القوى المعارضة والهيئة عملتا على حل النزاعات في ما بينهما من خلال الاشتباكات والمواجهات المباشرة”.
وختم (أرغين): “آلية تطبيق الاتفاقية باتت قاب قوسين أو أدنى، والتاريخ الذي تمّ تحديده من قبل روسيا وتركيا هو 15 تشرين الأول، وعلى أساسه العد التنازلي بدأ”.
إعلان