نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمراسلتها حنا لوسيندا سميث، عن “المنشق الذي أحرج الولايات المتحدة”.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن طلال سيلو، الذي اختارته الولايات المتحدة متحدثا باسم قوات سوريا الديمقراطية، انشق إلى تركيا.
وتقول سميث إنه بالنسبة للحكومة التركية، فإنه يعد “شاهدا”، ويزعم الأكراد أنه تعرض للإكراه، أما بالنسبة للأمريكيين فهو مصدر إحراج، حيث كان طلال سيلو، الذي ينتمي للأقلية التركمانية في سوريا، متحدثا باسم المظلة التي أنشأتها الولايات المتحدة لتبرير تعاونها مع قوات حماية الشعب الكردية، التي تشكل الغالبية لهذه القوات، وقامت بقيادة الحملات ضد مقاتلي تنظيم الدولة في سوريا.
وتبين الصحيفة أنه عندما سقطت الرقة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، كان سيلو هو الذي أعلن عن سقوطها، وكان ذلك يثبت أن الغرب يستطيع دعم جماعة محلية مسلحة يمكن الوثوق فيها ضد تنظيم الدولة، ويبرر الملايين التي أنففتها الولايات المتحدة على تسليح هذه الجماعة المحلية.
ويستدرك التقرير بأن سيلو انشق عن المجموعة الشهر الماضي إلى تركيا، وكشف عن صفقة تمت بين الأكراد وتنظيم الدولة أدت إلى خروج حوالي ألف من مقاتليه كانوا في الرقة، وأخبر سيلو أنه استخدم “واجهة للمليشيات وإظهار أنها حركة متعددة القوميات والعرقيات.. رفعوا تركمانيا من أجل إرسال رسالة للعالم”.
وتورد الكاتبة نقلا عن قوات سوريا الديمقراطية، التي فوجئت بانشقاق سيلو، قولها إنه تعرض للابتزاز من تركيا، وقدمت له ورقة ليقرأها أمام الكاميرات.
لكن “التايمز” علمت أن “سيلو كان يعمل مع الأتراك في عام 2014، أي قبل عام من انضمامه لقوات سوريا الديمقراطية، وبصفته واحدا من أبناء التركمان السوريين، الذين يرتبطون بروابط أخوية مع تركيا، فإن أنقرة قدمت له المال لينشئ تحالفا من المقاتلين في شمال سوريا، وعندما لم تنجح المهمة طلب منه الانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية، وتدرج سيلو في المناصب الرفيعة في قوات سوريا الديمقراطية، التي سيطر عليها الأكراد المعادون لتركيا، ما يطرح أسئلة حول طريقة التعامل مع العناصر التي انضمت وكيفية التدقيق في ملفاتها قبل قبولها”.
ويفيد التقرير بأن فكرة هذه القوات جاءت من الولايات المتحدة، التي كانت تبحث عن جماعة محلية موثوقة تعتمد عليها، وكان الأكراد مناسبين لهذا الوصف لولا صلتهم مع حزب العمال الكردستاني، الحركة الانفصالية في جنوب تركيا، التي تصنف جماعة إرهابية في تركيا والاتحاد الأوروبي وأمريكا.
وتنقل سميث عن قائد قوات العمليات الأمريكية الخاصة الجنرال ريموند توماس، قوله إن تمت إعادة تقديم قوات حماية الشعب بطريقة مقبولة وكجزء من جماعة متعددة العرقيات؛ لأن واشنطن أرادت هذا، ولهذا تم الإعلان عنها في تشرين الأول/ أكتوبر 2015.
وتلفت الصحيفة إلى أنه مع تقدم الحرب أصبح سيلو الصوت الوكيل لانتصارات أمريكا، التي تحاول دحض ما قاله سيلو حول المبعوث الأمريكي الخاص لدول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بيرت ماكغيرك ودوره في إعادة إخراج قوات حماية الشعب الكردية بصورة جديدة، وشحن السلاح الأمريكي لها، مشيرة إلى أن فريق ماكغيرك رفض الحديث علنا حول اتهامات سيلو، لكنه أكد أنها ليست صحيحة.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى قول المحلل في شؤون الشرق الأوسط أنتوني فرانكس: “مشكلة الغرب هي في محاولته تحديد من هو صديقه أو عدوه، حيث تتغير الأحلاف والولاءات سريعا، وكذلك احتمالات الحقيقة والواقع”.
عربي21
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=35478