إذا كنت تعتقد أن الأمر بسيط، فسنخبرك بأن محرك طائرة 727 تعطّل ذات مرة بسبب دخول قطعة من فضلات المراحيض المجمدة فيه، ومن هذا الموقف جاءت جملة: “عندما دمّرت الفضلات المحرك النفاث”.
لهذا السبب، اضطرت رحلةٌ جوية تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز باتجاه هاواي إلى التوقف في كاليفورنيا بعد أن امتلأت خزانات دورات المياه عن آخرها، وفقاً لصحيفة Daily Mailالبريطانية.
كان يُفترض بالرحلة رقم 1219 أن تطير صباح الأحد 14 يناير/كانون الثاني 2018، من مدينة دنفر بولاية كولورادو، مباشرةً إلى جزيرة كاواي، غير أنَّه وبعد نحو 5 ساعاتٍ من بداية الرحلة أعلن الطيار أنَّ الطائرة ستغير مسارها إلى سان فرانسيسكو. وبدا أن المشكلة كانت تتعلق بعدم تفريغ خزانات دورات المياه في دنفر قبل الإقلاع.
يقول باتريك سميث، طيار ومؤلِّف كتاب “قمرة القيادة السرية” وهو كتاب عن السفر جواً، إنه لا توجد وسيلة للتخلص من النفايات في أثناء الرحلة.
إعلان
وأضاف بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية: “في نهاية الرحلة، يتم سكب السائل الأزرق على الفضلات، ثم يتم سحب كل ذلك إلى شاحنة بخزان، قد تكون وظيفة سائق هذه الشاحنة أدنى من مساعد الطيار، إلا أن راتبه أفضل”.
وما إن حطَّت الطائرة في سان فرانسيسكو، حتى نُقِلَ المسافرون إلى طائرةٍ أخرى. وتحولت الرحلة التي يُفترض أنَّها تستغرق 8 ساعاتٍ إلى رحلةٍ مدتها 16 ساعة.
واعتذرت خطوط يونايتد إيرلاينز الجوية عن الحادث، عبر تقديمها رحلاتٍ لمسافة 10 آلاف ميل أو قسائم سفر بقيمة 200 دولار لكل مسافر.
إعلان
وقالت الشركة: “نحن آسفون؛ لأنَّ مراحيضنا امتلأت عن آخرها بينما كانت الرحلة 1219 في طريقها إلى ليهو. واتُّخذ قرارٌ بالعودة إلى سان فرانسيسكو، حيث أُعدَّت الإجراءات اللازمة لتبديل الطائرات. ونقدر كون تلك التجربة محبطةً وغير مريحة”.
غير أنَّ بعض المسافرين لم يكونوا سعداء باعتذار الشركة، وقالوا إنَّها أفسدت إجازات الكثيرين. وأضاف: “لقد منحونا بدايةً سيئة للغاية لإجازتنا. كان هناك العديد من المسنِّين، وبعض الناس كان لديهم أطفال”.
إعلان
ولم توضح الشركة السبب الذي حال دون تفريغ الخزانات قبل الإقلاع.
ولم يظهر اختراع جيمس كيمبر لمراحيض الضغط الحديثة حتى سبعينيات القرن الماضي؛ إذ كانت شركة بوينغ أول من ثبَّت هذه المراحيض عام 1982.
فيما كانت المراحيض قبل ذلك التاريخ ما هي إلا صناديق غير عملية، وتستخدم كميات كبيرة من السائل الأزرق الذي كان يسمى سكاي كيم، كما كانت هذه المراحيض عرضة للتسريب؛ لذا عندما تقف في طابور دخول المرحاض المرة القادمة على ارتفاع 30 ألف قدم، اعتبر نفسك من المحظوظين.
إذ يستخدم جهاز كيمبر كميات قليلة من السائل، ولكنه يعتمد على وجود طلاء لا تلتصق به الأشياء وسحب الفضلات بالضغط.
تُنظَّف حمامات الطائرات بانتظام؛ إذ قالت شركات يونايتد، ودلتا، وأميركان إيرلاينز، إنها تُعقِّم الحمامات كل ليلة وما بين الرحلات الطويلة.
لكن موقع Fortune نشر تقريراً مفصلاً يوضح أنه بدخول نحو 50 شخصاً الحمام، تظل احتمالية التقاط عدوى بسهولة، قائمة؛ إذ وُجدت البكتيريا القولونية البرازية “إي كولاي” على بعض الأحواض، ومقابض المراحيض، والمقاعد التي فحصها.
كما وجد موقع TravelMath مقابض مراحيض تحتوي على 265 وحدة بكتيرية لكل بوصة مربعة (لكن من دون بكتيريا قولونية برازية).
ومن حيث الجراثيم، يرى عالِم الأحياء الدقيقة بجامعة أريزونا الأميركية الدكتور تشارلز غيربا، أنه “من الصعب التغلب عليها في الحمام؛ لأن المياه تُغلَق فلا ينتهي الناس من غسل أيديهم”. ويضيف أن الأحواض صغيرة جداً؛ ومن ثم يصعب على ذوي الأيادي الكبيرة إدخال أيديهم كاملة تحت الصنبور.
ويُنصح باستخدام منشفة ورقية على مقبض الباب عند الخروج، ويقول إن تلك هي الحيطة الأولى التي يُقْدِم عليها دائماً.