يواصل طبيب العيون التركي عنايات أندي زياراته المتكررة إلى البلدان الإفريقية منذ 11 عاما، ليجري آلاف العمليات الجراحية والفحوصات للمرضى.
كما يقدم “أندي” الدورات التعليمية لأطباء العيون، حيث بات أملا ونبراسا لمئات الآلاف من فاقدي البصر في تلك البلدان.
فيما يشارك خلال زياراته إلى إفريقيا في العديد من الفعاليات الصحية والعلمية التي تنظمها الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.
وتمكن “أندي” الذي يعمل طبيبا للعيون منذ 17 عاما، من إجراء أكثر من ألفي عملية جراحية وآلاف الفحوصات الطبية في بلدان إفريقية.
ومن أبرز تلك البلدان السودان، وكينيا، وتشاد، وموريتانيا، والسنغال، والنيجر، إلى جانب زياراته لمخيمات اللجوء الفلسطينية في لبنان.
يقول “أندي” للأناضول، إنه زار القارة السمراء أول مرة عام 2007 عبر منظمة الإغاثة الإنسانية (İHH)، وشارك حينها في ندوة طبية لمدة 15 يوما، نظمتها كلية الطب بجامعة السودان في الخرطوم.
وأضاف الطبيب الذي يواصل عمله حاليا مختص عيون في مستشفى خاص بإسطنبول، أنه وخلال الندوة نفسها قام بتعليم طبيبين سودانيين طريقة جراحة “الساد” باستخدام جهاز الفاكو.
وجراحة الساد باستخدام الفاكو هي عملية إزالة العدسة الطبيعية للعين المصابة بالتعتيم، وزراعة عدسة صناعية، وتحقق نسبة نجاح عالية للغاية في إعادة البصر.
وتابع قائلا: “خلال زيارتي مرة أخرى إلى الخرطوم بعد عامين، وجدت أن أحد هذين الطبيبين أجرى حوالي 5 ـ 6 عمليات جراحة الساد خلال الفترة المذكورة، وعلّمها لحوالي 7 ـ 8 أطباء آخرين من أبناء بلده. الأمر الذي تحول إلى مصدر إلهام لي، وزاد من تحفيزي”.
وتطرق الطبيب التركي إلى قلة أطباء العيون في عموم القارة السمراء، وتركّز الأطباء في المدن الكبرى فقط، مستدلا بجمهورية تشاد التي لا يوجد فيها سوى 8 أطباء عيون فقط، 5 منهم في العاصمة وحدها.
كما استشهد الدكتور “أندي” بالنيجر التي تبلغ مساحتها ضعفي مساحة تركيا، ويقطن فيها 20 مليون نسمة، إلا أنه لا يوجد فيها سوى 16 طبيب عيون، ولا أحد منهم يجيد جراحة الساد باستخدام جهاز الفاكو.
وذكر أنه علّم رئيس قسم أمراض العيون بإحدى جامعات النيجر، وطبيبا مختصا آخر ذلك النوع من العمليات الجراحة، بحيث يستطيعون حاليا إجراء هذه العملية بأنفسهم في بلادهم.
وحول مجموع الأطباء الآخرين الذين علّمهم طريقة جراحة الساد بالفاكو، قال الطبيب التركي إن عددهم 9 أطباء، أحدهم في كينيا، و3 في العاصمة الموريتانية نواكشوط، و3 في دكّار عاصمة السنغال، وطبيبان في النيجر.
وأشار أن هؤلاء الأطباء الذين تعلموا جراحة الساد، ساهموا في إعادة البصر لآلاف المكفوفين، إضافة إلى تعليمهم الطريقة الجراحية نفسها لزملائهم الآخرين من الأطباء.
وأوضح أن زياراته إلى قارة إفريقيا تتم ضمن مشاريع تتبناها منظمة الإغاثة الإنسانية، ومنظمة أطباء حول الأرض، ووزارة الصحة التركية، ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، والخطوط الجوية التركية، وبعض منظمات المجتمع المدني الإفريقية.
وحول آلية معاينة وإجراء العمليات الجراحية لمرضى العيون في القارة، قال الطبيب التركي إنهم يعلنون اعتزامهم إجراء الفحوصات قبل فترة من توجههم إلى البلد الإفريقي المراد زيارته، ليجتمع آلاف الناس هناك في الوقت والمكان المحددين.
وأعرب الطبيب التركي عن إعجابه بقوة ذكاء المواطنين الأفارقة، مستدلا على ذلك بسرعة تعلم الأطباء والممرضين هناك للطرق الجراحية والطبية التي يعلمهم إياها الأطباء الأتراك عند زيارتهم لبلدانهم.
واختتم بالإشارة إلى أن طريقة تعامله مع القضية الصحية في القارة السمراء تتلخص في المثل القائل: “لا تعطني سمكة، بل علمني كيف أصطادها”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=69268