تركيا بالعربي / عاجل
علمت تركيا بالعربي أن تعزيزات عسكرية تركية ضخمة وصلت قبل قليل إلى نقاط التماس في ريف إدلب الشرقي وجبال الساحل وذلك بعد إنتهاء اجتماع سوتشي.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال اعتبر أن الأمل بالتوصّل إلى حل للأزمة السورية بات “قريب المنال أكثر من أي وقت مضى”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، عقب قمة ثلاثية حول سوريا في “سوتشي” الروسية.
وشكر أردوغان، نظيره الروسي على كرم الضيافة ورعاية القمة، كما قدم تعازيه إلى روحاني وشعبه في ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف، الأربعاء، حافلة لقوات الحرس الثوري جنوب شرقي البلد الأخير.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده التي تحارب الإرهاب منذ 34 عاما، وفقدت عشرات الآلاف من مواطنيها ضحايا إرهاب منظمة “بي كا كا”، تشعر جيدا بآلام أشقائها الإيرانيين.
وأضاف: “لا نرغب برؤية مأساة إنسانية جديدة في سوريا”.
وشدد على أن تركيا “بذلت جهودا استثنائية من أجل المحافظة على الهدوء في إدلب (شمالي سوريا) رغم محاولة بعض الدول زعزعة الوضع فيها”، دون تفاصيل أخرى حول الجزئية الأخيرة.
واعتبر أردوغان، أن “الأمل بالتوصّل إلى حل للأزمة السورية لم يكن قريب المنال مثلما هو عليه اليوم”.
ولفت إلى أن كلا من تركيا وروسيا وإيران قطعت “مسافة مهمة في سبيل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.
وتابع: “سنواصل الالتزام بما يقع على عاتقنا في إطار تفاهم إدلب، ونقلنا لنظرائنا الروس والإيرانيين توقعاتنا بالتزام النظام السوري بوقف إطلاق النار بالمنطقة، والحفاظ على وضع خفض التوتر فيها”.
وفي سياق متصل، قال أردوغان: “أجرينا مشاورات حول الخطوات اللازمة لإنهاء الاشتباكات في سوريا”.
وأردف: “لن نسمح بإنشاء حزام إرهابي على حدودنا الجنوبية”.
وأكد عزم تركيا وإيران وروسيا على “التحرك المشترك حيال التطورات الاستفزازية في المنطقة”.
كما لفت أردوغان، إلى الأهمية المحورية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا، “في حال تطبيقه”.
وتابع “يجب أن لا يتسبب الانسحاب الأمريكي (المرتقب) من سوريا في حدوث فراغ أمني”.
وأشار إلى أنه ينبغي ألا يُفهم بأن المنطقة الآمنة التي ستتشكل ستكون مكانا لانتشار التنظيمات الإرهابية عقب الانسحاب.
وأضاف أردوغان: “ننتظر من شركائنا في مسار أستانة دعما للخطوات التي سنتخذها بخصوص إنشاء المنطقة الآمنة بشمال سوريا، وننظر إلى مستقبلنا في إطار اتفاقية أضنة” (مبرمة بين أنقرة ودمشق وتتيح لتركيا التدخل الأمني شمالي سوريا).
وتعهّد أردوغان، بأن “الهزيمة ستكون مصير الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا وإيران”.
وحول الانسحاب الأمريكي المرتقب من سوريا، شدد أردوغان على ضرورة أن يتم دون إتاحة المجال لتشكل فراغ للسلطة يستغله تنظيمات “ب ي د” و”ي ب ك” و”داعش” الإرهابية.
وبخصوص لجنة صياغة الدستور لسوريا، قال أردوغان، “نأمل تفعيل لجنة متوازنة لصياغة الدستور في سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وبأقرب وقت ممكن”.
وأضاف أن الدول الضامنة الثلاثة (تركيا وروسيا وإيران) ملتزمة بمواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية، استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وكشف أردوغان، أن القمة الثلاثية الخامسة حول سوريا ستعقد في تركيا.
وأردف: “لسنا بصدد إيجاد بديل عن محادثات جنيف حول سوريا”.
ولفت أردوغان، إلى أنه “بفضل التحرك المشترك مع روسيا، منعنا عملية النزوح من إدلب”.
ودعا إلى ضرورة “تحقيق النجاح المؤكد لإحلال السلام في سوريا، رغما عن الجهات التي تتغذى على حالة عدم الاستقرار والفوضى”.
وفي ما يتعلق بتشكيل لجنة صياغة الدستور في سوريا، قال إنه اتفق مع نظيره الروسي والإيراني بخصوص إستكمال هذه المرحلة في أقرب وقت ممكن.
ولفت إلى أنهم بحثوا، خلال القمة، مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم.
وأشار إلى أن بلاده تستضيف أكثر من 3.5 ملايين سوري، لتكون بذلك تركيا الدولة التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم.
أردوغان، قال أيضا إن بلاده تنظر بإيجابية، وتدعم العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة.
وأوضح أن 310 آلاف سوري عادوا إلى المناطق المحررة من الإرهاب في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون شمالي بلادهم، وأن تركيا اتخذت خطوات لترميم المشافي والمدراس والبنية التحتية في تلك المناطق.
وأعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بإمكانية تطبيق النموذج نفسه في منبج ومناطق شرق الفرات، عقب تطهيرها من الإرهاب.
وتابع: “نحن مستعدون لعمل كل ما يقع على عاتقنا لتهيئة البنية التحتية الإنسانية، لتسهيل عودة اللاجئين، ونتوقع من المجتمع الدولي المساهمة لتقاسم الأعباء بشكل عادل في هذا الصدد”.
وأعرب أردوغان عن أسفه لوجود ضعف شديد من قبل المجتمع الدولي في مسألة اللاجئين.
واعتبر أن “الذين يبقون مسألة اللاجئين على الأجندة الدولية، يتوارون عن الأنظار عندما تصل الأمور مرحلة تحمل المسؤولية”.
وقال أردوغان: هدفنا تحقيق وحدة الأراضي السورية ويجب تطهير منبج من الإرهابيين وعدم إفساح المجال أمام العناصر الإرهابية في إدلب.
وشدد أن الأراضي السورية هي للشعب السوري.
وحول الانسحاب الأمريكي المرتقب من سوريا، لفت أردوغان، إلى أن هناك “غموض حول ما سيحدث، وسنتابع الخطوات التي ستتخذ بهذا الصدد”.
وأوضح أن الحديث الأمريكي عن الانسحاب من سوريا في أبريل/نيسان المقبل، “غير مؤكد”.
ولفت إلى أن تركيا أنقفت 35 مليار دولار على اللاجئين السوريين، وأن الاتحاد الأوروبي تعهد لتركيا بتقديم 6 مليار يورو لمساعدة اللاجئين، إلا أنه لم يقدم لغاية الآن سوى مليار و750 مليون يورو.
وأشار إلى أن هناك من يتحدث في بلدان الخليج عن وضع اللاجئين، وثمة دول خليجية تنفق مبالغ طائلة على شراء السلاح، ولا نرى أرقاما بمستوى التوقعات لمساعدة اللاجئين.
وأعرب أردوغان، عن أمله أن يتذكر الجميع أوضاع اللاجئين، وأن يتمكنوا من إعادة النهوض بسوريا بعد أن أصبحت خرابا.
استجرار الكهرباء من تركيا الى سوريا
تبحث “حكومة الإنقاذ” العاملة في محافظة إدلب استجرار الكهرباء من تركيا، بالتزامن مع إطلاق مشروع تأهيل وصيانة الأبراج ومد شبكات التوتر العالي.
وتأتي هذه الخطوة بعد توسيع عمل “الحكومة” في المحافظة، والتي تتهم بتبعيتها لـ”هيئة تحرير الشام”.
وتندرج ضمن مجموعة إجراءات ومشاريع بدأت العمل عليها “الإنقاذ” في كافة مناطق إدلب، بهدف تثبيت إدارتها المدنية التي تسعى تغييرها إلى حلة جديدة بموجب مجلس الشورى الذي أعلن عنه “المؤتمر السوري العام” مؤخرًا في معبر باب الهوى.
وقالت “المؤسسة العامة للكهرباء” التابعة لـ”الإنقاذ” عبر معرفاتها الرسمية، إنها بدأت منذ أسبوعين بتنفيذ خطة صيانة موسعة لشبكات التوتر العالي، التي تضررت بسبب أعمال السرقة أو القصف المتعمد لبعض المناطق والمنشآت الخدمية.
وأضافت المؤسسة أن الخطة تهدف إلى إعادة التيار الكهربائي لجميع مناطق الشمال السوري بشكل تدريجي، حيث يقدر الجدول الزمني لإتمام هذه الخطة بثلاثة أشهر، وموازنة مالية تزيد عن مليون دولار أمريكي.
أحمد الشامي مدير المكتب الإعلامي لـ”المؤسسة” قال لعنب بلدي اليوم، الجمعة 15 من شباط، إن الأخيرة تبحث حاليًا توقيع عقود استجرار الكهرباء من تركيا إلى محافظة إدلب، على أن يتم الإعلان عن ذلك عقب الانتهاء من عملية الصيانة.
وأضاف الشامي أن مشروع الصيانة وصل حاليًا إلى خط الزربة- أورم (66 ك ف) وخط المعرة- سراقب (66 ك ف) وخط الزربة- إدلب (66 ك ف)، مشيرًا إلى أن “حجم العمل كبير لأن معظم الخطوط سرقت، رغم أنها كانت سابقًا بالخدمة”.
وبحسب الشامي، “لايوجد أي داعم للمشروع سواء منظمة أو دولة أو جهة خارجية، وإنما العمل داخلي بواسطة المؤسسة العامة للكهرباء”.
وتعتبر خطوة استجرار الكهرباء من تركيا المشروع الأول من نوعه بين “حكومة الإنقاذ” وتركيا، ويعطي مؤشرًا إلى نية الأخيرة تنظيم محافظة إدلب كما هو الحال في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، التي تخضع لسيطرة فصائل “الجيش الوطني”.
وقال مصدر مطلع على مشروع الاستجرار إن الأمر بدأت “الإنقاذ” العمل عليه منذ حوالي ثلاثة أشهر، مضيفًا أنه من المفترض أن العقود تم توقيعها، لكن لم يعلن عنها رسميًا حتى اليوم.
وأوضح المصدر أن التواصل مع تركيا من جانب “الإنقاذ” لا يقتصر على مشروع استجرار الكهرباء، بل على عدة مشاريع بينها إنشاء مراكز لمؤسسة البريد التركية “ptt”.
وعانى سكان مدينة إدلب وريفها في السنوات الماضية من انقطاع الكهرباء، نتيجة خروج أغلب المحطات عن الخدمة، بسبب قصفها من قبل النظام السوري، ما دفعهم إلى اللجوء نحو اعتماد مولدات كبيرة (مركزية) للتزود بالكهرباء، مقابل دفع رسم اشتراك لمستثمر المولدة.
ومع بداية آذار 2017، توصلت أطراف محسوبة على “هيئة تحرير الشام”، بحسب مصادر لعنب بلدي، إلى اتفاق مع النظام السوري حول إصلاح خط الكهرباء القادم من مدينة حماة، والذي يمر بريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي ليصل إلى محطة الزربة، التي تعتبر المحطة الأساسية المغذية لكافة مناطق الشمال السوري، مقابل إيصال الكهرباء إلى مناطق النظام في مدينة حلب.
وبعد وصول التيار إلى محطة الزربة تم إيصال خط من خطوط المحطة باتجاه إدلب بشكل كامل، يغذي المشافي والمخابز والمرافق العامة فقط بشكل مجاني تحت اسم “خط إنساني”.
المصدر: عنب بلدي + تركيا بالعربي
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=88660