بعد عامين على التحضير والإعداد للمشروع، افتتحت جمعية عطاء للإغاثة والتنيمية “مجمع الرحمة” أمام مئات الأطفال الأيتام في شمال سوريا، ليكون منزلاً لهم ويقدم خدماته للأطفال الأيتام، تحت إشراف مختصين وخبراء في مجالات عدة.
وبتاريخ 24 شباط الماضي تم الإعلان عن افتتاح المجمع في بلدة قاح بريف إدلب الحدودية مع تركيا، وهو عبارة عن مركز إقامة دائم لاستقبال الأيتام السوريين.
حيث سيقيمون فيه وسيتلقون الرعاية والخدمات المختلفة مجاناً، وذلك بدعم من “جمعية الرحمة العالمية” و”جمعية الإصلاح الاجتماعي” في دولة الكويت، وتحت إشراف جمعية “عطاء للإغاثة الإنسانية”.
وسيبدأ المجمع خلال الأيام القليلة المقبلة بتقديم خدماته لنحو 400 طفل يتيم ممن لم تتجاوز أعمارهم سن السادسة، ومن المقرر أن يقدم المجمع خدمات عدة للأطفال.
ولعل أهم ما يركز عليه هذا المجمع هو دعم الأطفال الأيتام نفسياً وفق برامج متخصصة ومدروسة، وخاصة أولئك الذين عايشوا الحرب وفقدوا أحد والديهم، ثم هجرهم نظام الأسد من مناطقهم، ومن ثم تأهيل الأطفال الأيتام تربوياً وتعليمياً، كتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن والحساب واللغة الإنكليزية.
بالإضافة إلى ذلك سيعنى هذا المجمع أيضاً بالأمهات الأرامل من خلال كفالتهن وتقديم مشاريع تمكين لهن، مثل الخياطة وتدريبات الإسعافات الأولية وتعليم القرآن وبعض الفنون وغيرها من التدريبات، والتي ستساعدهن على خوض غمار هذه الحياة وتطوير إمكانياتهن للعمل وإعالة أطفالهن.
حيث أن المجمع مزود بكل التجهيزات الخدمية بما فيها الكهرباء والماء والطاقة البديلة، إذ أقيم على أرض تبلغ مساحتها خمسة آلاف متر مربع بشكل هندسي مميز، حيث أنه الأول من نوعه في الشمال السوري من حيث المساحة.
ويتألف المجمع من ستة أقسام كل قسم مختص بمهمة معينة من قاعات دروس وقاعات أنشطة ومطبخ ومطعم تصل مساحته إلى 100 متر مربع تقدم في داخله الوجبات للأطفال الأيتام.
الجدير بالذكر أن فكرة المشروع كانت منذ بداية عام 2017، وذلك بعد عملية تهجير أهالي محافظة حلب، والتي لوحظ فيها وجود أعداد كبيرة من الأيتام المهجرين، ولكنها لم تدخل حيز التنفيذ إلا في شهر تشرين الأول 2017.
وذلك بعد اكتمال مرحلة الدراسة والتخطيط الإنشائي وتأمين الأرض والاتفاق مع الشركة المنفذة، ليتم افتتاح المجمع رسمياً في شهر شباط 2019.
ويشار إلى أن آخر إحصائية لفريق منسقي الاستجابة قدرت وجود قرابة مليون ونصف طفل يتيم في سوريا، ولكن الرقم الحقيقي يتجاوز ذلك بكثير في ظل عدم وجود إحصائية رسمية دقيقة لهذا الأمر.
المصدر: مدونة هادي العبداللهمدونة هادي العبدالله
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=91272