في كل مكان في تلك المدينة المترفة حسنا.. مدينة المآذن كما يقال؛ ستصادفك قارورة من قوارير المياه البلاستيكية، و قد علقها أحدهم في حديقة أو شارع أو زاوية على شجرة، و ربما على عمود.
و ستجد المارة يضعون فيها أغطية القوارير الفارغة بشكل يومي سلس, و ستبتسم للمشهد.
ما الفائدة من جمع الأغطية
الفكرة هي عبارة عن حملة وطنية، يتم من خلالها توزيع تلك العبوات في أنحاء البلاد، و في أماكن كثيرة, و من ثم جمعها, و عند جمع عدد معين من الأغطية، يتم بيعها و استبدالها بكرسي متحرك يهدى لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، كان قد سجل اسمه في قائمة المسجلين.
من يقف وراء هذه العادة
الذي لفتني في الأمر، هو أن وزارة الأوقاف التركية هي من يقف خلف المشروع، و هي من يدعم تواصله، و العمل على استمراره و تشجيعه، و أن الأتراك مستمرون في الدعم و العمل بجدية, و أن الحكاية لم تكن كفقاعة صابون، كما حدث في عدة بلدان قامت بالمحاولة و لم تستمر.
الأجمل أن الفكرة تولدت عنها أفكار أخرى جميلة؛ للتشجيع على العمل، و المتبعة ففي ولاية “عثمانية” قدمت البلدية توصيلة مجانية للشخص، الذي يقدم مئتين و خمسين غطاء للمرة الأولى.
الفكرة رائعة بالفعل؛ لما تقدمه من فوائد كبيرة للفرد، الذي يقوم بجمع الأغطية، و منحها و للفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي سيشعر بمحبة مجتمعه و تقديرهم له، و سيبادلهم حبا بحب وعطاء بعطاء. و للمجتمع الذي سيجد التآلف و التكاتف ناشرا عطره بين أفراده و للبيئة التي حافظت على أناقتها و نظافتها كذلك.
فكرة العمل التطوعي قائمة في أماكن كثيرة من هذا العالم، و لكن الأهم هو الاستمرار و التشجيع و الدعم، و هذا ما ميز هذه الحملة و حملات أخرى كثيرة، سآتي عليها تباعا لنفيد منها و تستفيد مجتمعاتنا التي تملك مدخرات واسعة من المخزون العاطفي و الديني الذي يقدر قيمة البذل و العطاء، و مردوده الرائع على الصعيد الفردي و المجتمعي.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=14734