تداول ناشطون، اليوم الخميس، مقطعاً مصوراً يظهر عودة عدة عائلات من تركيا إلى مناطق حلب المحررة عبر بوابة باب السلامة الحدودي، كما يبدو.
وبعد اتفاق “خفض التصعيد” الذي تم التوصل إليه في الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا، ودخل حيز التنفيذ في السادس من أيار/مايو الجاري، سرت توقعات بعودة قسم من لاجئي دول الجوار إلى سوريا أو إلى تلك المناطق تحديداً إن تم تثبيت الاتفاق على الأرض فعلياً.
عودة العائلات إلى ريف حلب المحرر ليست الأولى من نوعها، فبعد عمليات “درع الفرات” التي أفضت إلى تحرير نحو ألفي كم2 في ريف حلب الشمالي، سُجل عودة عشرات الآلاف من أبناء تلك المناطق إلى بلداتهم وقراهم المحررة، خاصة مع عودة سريعة للخدمات الأساسية إلى تلك المناطق، وتوقف القصف الجوي نهائياً، وشبه انتهاء العمليات العسكرية.
إعلان
ويبدو اللاجئون في المحافظات الجنوبية من تركيا هم الأكثر رغبة بالعودة، ويقدر عددهم بمئات الآلاف، أو يتجاوز المليون لاجئ فعلياً. وهو ما ذهب إليه السياسي والصحفي السوري “منهل باريش” في حديث سابق لبلدي نيوز، إذ قال: “أتوقع بدء عودة بعض النازحين خصوصا الموجودين على الشريط الحدودي مع تركيا، هؤلاء من المتوقع أن يبدأوا عجلة العودة إلى ديارهم إذا توقف الطيران الروسي عن قصف المناطق المدنية المكتظة بالسكان”.
وهو موقف عبر عنه كثير من اللاجئين الذين يترقبون بشوق استتباب الأمن وتوقف القصف للعودة إلى منازلهم وقراهم، ومنهم المدرس “وائل” الذي يعمل في أحد مراكز التعليم المؤقت في تركيا، حيث قال لبلدي نيوز إنه سيعود إلى مدينته جسر الشغور فور إعلانها منطقة آمنة بشكل فعلي، معبراً عن مخاوفه بما يتعلق بإيجاد فرصة عمل تكفل له ولأسرته حداً أدنى من الأمان.
أما “إسراء” زميلته في المدرسة، فقالت لبلدي نيوز إنها تتمنى العودة بأسرع وقت، إلا أن مصيرها مرتبط بقرار عائلتها، مؤكدة أن عائلتها لن تتردد بالعودة حال استقرار الوضع ووقف القصف والقتل.
إعلان
لكن “مصطفى” رجل الأعمال السوري الشاب، كان له رأي آخر، فقد أكد أنه بنى في تركيا شركة وأسس أعمالاً من الصعب عليه التخلي عنها، كما أنه لا يضمن نقلها إلى سوريا في هذه الظروف، معرباً عن استعداده لافتتاح أعمال تجارية في الداخل السوري، إلا أن الاستقرار هناك يبدو بعيداً الآن.
أحاديث العودة لا يخلو منها مجلس سوري في عموم تركيا، ويتم الحديث عن خدمات متقدمة ستوفرها الدولة التركية أو شركات القطاع الخاص التركية للمناطق المعنية بخفض التصعيد، وعلى رأسها محافظة إدلب، التي ستصلها الكهرباء من تركيا، ويتم إعادة بنيتها الأساسية، وفق ما يتداوله اللاجئون السوريون، وتعد تجربة مناطق “درع الفرات” بريف حلب الشمالي وإعادة تأهيل مرافق الحياة فيها داعماً لكلامهم وتوقعاتهم.
إعلان
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=14001