تركيا بالعربي / رصد
رصدت تركيا بالعربي انتشار مقطع فيديو بين السوريين لمراسل التلفزيون السوري علي حسن والذي كان يتحدث للعديد من سائقي السيارات الخاصة والعامة التي تقف في طابور طويل للغاية أمام إحدى محطات الوقود في العاصمة السورية دمشق.
المضحك المبكي بحسب ما قاله ناشطون سوريون في وسائل التواصل الاجتماعي هي تحريف الأزمة الاقتصادية التي تخنق مدينة دمشق لدرجة أن بعض السائقين قالوا لمراسل التلفزيون السوري أن وقوفهم لفترات طويلة بانتظار تعبئة البنزين لا يشكل لهم أي مشكلة وإنما هم قد خرجوا سيران من أجل التنزه وبطريقنا بنعبي بنزين.
العبارات الغير عفوية على الاطلاق بحسب ما قال سوريون إنما تعبر عن الخوف الشديد الذي ما زال يعشعش في قلوب كثير من السوريين في قول الحقيقة المرة وهو الأمر الذي على ما يبدو مناسباً تماماً للتلفزيون السوري، والذي يعمل على إظهار أزمة الوقود وكأنها مزحة.
وبدأ تقرير القناة بأغنية لميادة بسيليس كررت كلماتها معدة التقرير: “ما في شي مستاهل ما في شي حرزان.. بكرا كل شي رايح.. نيالو الرضيان”، في حين طالب الإعلام الرسمي المواطنين بالرضا والصبر وتحدي العقوبات الكونية، بلعب الورق أو تناول الطعام داخل السيارة، وكانت عبارة “شفنا أيام أصعب” رائجة للتقليل من أهمية الأزمة الحالية، فالدولة السورية صمدت في وجه “الإرهاب” ولن تكسرها “أزمة بنزين”.
هذا الاتجاه التهريجي وتمييع الموضوعات الجدية بإطلاق النكات وسرد “المواقف الطريفة” التي تفقد الحدث معناه، هو أسلوب كلاسيكي تتبعه دعاية النظام منذ عقود لتنفيس الغضب الشعبي، تجاه أي قرار أو حدث مستفز، خصوصاً مع عدم قدرة النظام على تقديم حلول عملية يمكن الحديث عنها في إعلامه، بموازاة عدم قدرته على التحدث بصراحة عن أزماته لأن ذلك يصوره على حقيقته كنظام لا يمتلك السيادة ولا الشرعية ولا القدرة على تأمين المستلزمات الأساسية لمواطنيه.
يمكن تلمس ذلك في مقطع آخر، حيث بث الإعلام الرسمي مقاطع لـ”عراضة شامية” ومقاطع للرقص والدبكة في طوابير الانتظار، وتم تقديمها على أنها طريقة الشعب السوري “العفوية” في تحدي الأزمات ورفض العقوبات الدولية، قبل حرف الحديث نحو “الحروب الاقتصادية” كأسلوب جديد من “الغرب” للضغط على الشعوب.
ونقلت القنوات الرسمية أيضاً، لقطات لتوزيع الورود على المواطنين، من قبل متطوعين، للتعبير عن حالة الحب الشعبي، بوصفها رسالة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن السوريين متحدون ولا يهتمون بالعقوبات. فيما عُرضت تقارير أخرى عن متطوعين آخرين، أكثر “نخبوية” على ما يبدو، يقدمون الكتب كي يستغل المنتظرون في الطابور وقتهم في شيء مفيد.
وكانت وزارة النفط السورية قد خفضت، مطلع الأسبوع، مجدداً كمية البنزين المخصصة للسيارات الخاصة، لتصبح 20 ليتراً كل خمسة أيام، في إجراء تقشفي جديد. وتخطى الزحام على محطات الوقود في سوريا، المألوف، إذ تشهد دمشق زحمة سيارات تنتظر الوقود. وتعاني المدينة، منذ أشهر، نقصاً حاداً في المشتقات النفطية، تفاقم مؤخراً بشحّ البنزين الذي شل حركة السوريين.
المصدر: تركيا بالعربي + المدن
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=96480