فندق لم يأخذ تعاقب السنين من بهائه وجمال معماره سوى ذلك التراكم البديهي للأرقام، فظل محافظا على هيئته التاريخية الأصلية، فاتحا أبوابه أمام زواره على مدى 111 عاما.
هو فندق “سبلنديد بالاس” التاريخي في جزيرة الأميرات بمدينة إسطنبول التركية.. تحفة معمارية تطل على بحر مرمرة من جهة، وعلى مدينة إسطنبول، من جهة أخرى، كما يُصنّف ضمن الآثار التاريخية من الدرجة الأولى في تركيا.
ويعود تاريخ بناء الفندق إلى عام 1905، بأمر من صاقيزلي مشير كاظم باشا، أحد العسكريين البارزين بالجيش العثماني.
ونظرا للخلفية العسكرية لصاحبه، تم تخصيص الفندق في بعض الفترات لخدمة الجيش، فيما احتضن في بعض الأحيان، أمسيات واحتفالات أتباع الدولة العثمانية من غير المسلمين.
وقبل 1914، كان الفندق يصنّف بأنه من أروع وأجمل أماكن إسطنبول.
وعقب سيطرة البريطانيين على الفندق التاريخي في أعقاب الحرب العالمية الأولى (1914- 1918)، لحقت به أضرار كبيرة.
إعلان
ومن ميزات الفندق أنه استضاف أيضاً مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية.
وبعد وفاة كاظم باشا العام 1936، انتقلت ملكية الفندق إلى ابنته ناظرة توقغوز، فيما تشرف عليه حالياً، سرّة حمامجي أوغلو طشقند، وهي من الجيل الخامس للأسرة.
ويواصل الفندق على مر السنوات الـ 111 من عمره، استقبال زواره، ويمنح لهم فرصة الاستمتاع بهدوء وجمال جزيرة الأميرات، في أحضان الطبيعة الساحرة.
** طراز معماري فريد
إعلان
وفي حديث للأناضول، قالت سرّة حمامجي أوغلو طشقند، المشرفة الحالية على الفندق من الجيل الخامس للأسرة، إن كاظم باشا أنشأ الفندق خلال مرحلة تقاعده.
وذكّرت بأن كاظم باشا كان الباشا العثماني المشرف على بناء خط حديد الحجاز.
إعلان
وأضافت أن الباشا العثماني كان كثير التجول بين البلدان، وكان معجباً بالفنادق التي رآها في فرنسا، ولذلك أمر ببناء هذا الفندق بطراز معماري يشبه الذي رآه في الفنادق الفرنسية.
وأوضحت أن الطابق الأول من الفندق تم إنشاؤه من الأحجار، فيما تم إنشاء الطوابق الأخرى من الخشب.
وبخصوص وصول ملكية الفندق إليها، قالت إنها ورثت الفندق من ممثلي العائلة قبلها، والذين أنفقوا أموالهم للحفاظ عليه وتأمين وصوله إلى يومنا هذا على هيئته الأصلية.
وبما أن لديها ولدان، لفتت إلى أنها ترغب بدورها بتسليم إدارة الفندق لهما عندما يكبران، في حال أرادا ذلك.
وشددت على أنها تعتني بالفندق أشد العناية، مشيرة إلى أهمية امتلاك إرث تاريخي مثل “سبلنديد بالاس”.
** الحداثة والتاريخ
حمامجي أوغلو طشقند قالت أيضا إنها تعمل على مواكبة حداثة العصر مع الحفاظ على الهيئة التاريخية للفندق، مشيرة إلى صعوبة تحقيق هذين الأمرين معاً.
وقبل أعوام، أجرى القائمون على الفندق عملية تجديد له، ليتحول إلى مبنى جديد ومعاصر مع عدم المساس بهويته وجوانبه التاريخية.
ومن أبرز الأمور الملفتة للانتباه في الفندق، وجود زائر يرتاده باستمرار منذ 50 عاماً.
وحول ذلك، قالت “حمامجي أوغلو طشقند” إن الزائر يأتي إلى الفندق في اليوم نفسه من كل عام، وينزل في الغرفة نفسها التي قضى فيها “شهر العسل” مع زوجته.
كما أن هناك نزلاء في الفندق اتخذوا من إحدى غرفه منزلاً دائماً لهم، حيث يوجد من يقيم بإحدى غرف الفندق منذ 15 عاماً، على حد قول “حمامجي أوغلو طشقند”.
وفي ختام حديثها، دعت سلطات بلادها إلى وضع جزيرة الأميرات تحت الحماية التاريخية، كما فعلت مع ميدان السلطان أحمد الشهير وسط إسطنبول.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=90258