“كثير من الفلسطينيين طلبوا مني أن أوصل الشكر والسلام إلى أردوغان والشعب التركي”، بهذه الكلمات بدأ الطفل الفلسطيني فوزي الجنيدي حواره مع الأناضول خلاله زيارته إلى أنقرة عقب إفراج السلطات الإسرائيلية عنه مؤخرًا.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، الطفل الجنيدي، في المجمع الرئاسي بأنقرة.
وقال الجنيدي “أنا شكرت أردوغان كثيرًا على وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، ووجهت له رسالة تعبر عن مدى حبهم له. كثير من الفلسطينيين طلبوا مني أن أوصل الشكر والسلام إلى أردوغان والشعب التركي”.
وعن شعوره عندما التقى الرئيس التركي قال الجنيدي “تفاجأت وفرحت كثيرًا عندما رأيت الرئيس أردوغان، كنت أتمنى دائمًا أن ألتقيه وأن أزور تركيا. شعور جميل، الزيارة بالنسبة لي كانت فرصة للتعرف على تركيا وأهلها، ولقاء الرئيس، وعرفت إلى أي درجة يحبوننا”.
مضيفًا، “قال لي أردوغان أنني الآن رمز لصمود الفلسطينيين، فقلت له شكرًا، وقدم لي الشكر والتحية، وأهداني هاتف آيفون بدلًا من الذي كسروه لي”.
وعن ملابسات اعتقاله قال الجنيدي، “اعتقلوني في باب الزاوية (بالضفة الغربية) وهو نفس المكان الذي اعتقلوا فيه ابن عمتي قبل 3 أشهر تقريبًا، وساعتها بقي للمغرب واستدعوا والده وتركوه يذهب. أما أنا فنقلوني وقت المغرب تقريبًا إلى منطقة كريات أربع (مستوطنة) للتحقيق وبقيت هناك حتى الثانية والنصف صباحًا ثم انتقلنا إلى عصيون”.
وأضاف “تم ضربي خلال اعتقالي حيث هجم علي عدد كبير من الجنود الإسرائيليين أكثر ممن يظهرون في الصورة، وظهر ذلك في الفيديو الذي تم تصويره. كان هناك من يأتي ليضربني ويغادر. ضربوني في جميع أنحاء جسمي، أصبت بكسر في منطقة الصدر، وبخلع في الكتف تعافى مع الوقت”.
وتابع، “داخل السجن لم يضربوني لأنه ممنوع، لكنهم كانوا يحاولون خلق حالة من الذعر، فمثلًا يأتون ليلًا ويضربون على الباب بصوت عال، يسلطون الضوء على أعيننا ونحن نيام. قضيت 22 يومًا في السجن، وخرجت بكفالة 10 آلاف شيكل (2860 دولار) مع حكم بوقف التنفيذ”.
وبحسب الجنيدي، “داخل السجن مسموح لنا بمشاهدة قنوات تلفزيونية محدودة وتصلنا الأخبار بصعوبة، شاهدت صورتي في جريدة عبرية تقريبًا بعد أسبوع ونصف من اعتقالي”.
وعن طريقة خروجه من الضفة إلى تركيا، قال الجنيدي “خرجت من الجسر (بين الأردن وفلسطين) عادي. قبل المحاكمة كنت مرفوضًا أمنيًا ومنعتني السلطات الإسرائيلية من الذهاب إلى الأردن حيث كنت مدعوًا من قبل نقابة أطباء الأسنان هناك لأحضر حفلًا، وقبل أن آتي إلى هنا بيوم كان عندي محكمة عسكرية تأجلت إلى 19 فبراير/ شباط”.
وعن عهد التميمي، المعتقلة ايضا، قال الجنيدي “كنت أرى عهد في السجن، ولكن لم أستطع التحدث معها لأنه ممنوع، رأيتها عندما أدخلوها غرفة الانتظار للمحاكمة، كان واضح عليها التعب والإرهاق. نرجو من الله الفرج القريب وأن يكون الله معها في السجن وأن تخرج في أقرب وقت”.
وفجر 19 ديسمبر/كانون الأول 2017، اعتقلت القوات الإسرائيلية عهد التميمي، بعد انتشار مقطع فيديو يظهرها وهي تطرد جنديين إسرائيليين من ساحة بيتها في قرية النبي صالح، شمال رام الله.
وبيّن مقطع الفيديو “عهد”، وهي تركل أحد جنود الاحتلال بقدمها، وترفع يدها لتصفع وجهه من دون أن تصله؛ ما أثار غضب المتابعين للمشهد في إسرائيل، والذين اعتبروا ذلك “إهانة لجيشهم”.
**سأواصل المقاومة
وعن خططه عندما يعود لفلسطين، قال الجنيدي “المقاومة لن تقف مهما حدث، هم يريدون أن يرعبوا الشعب الفلسطيني من خلال الصورة، وهذا لن يحدث، الشعب الفلسطيني لا يخاف، وأنا لم أخف ولن أخاف، أنا معتاد عليهم منذ أن كنت صغيرًا، وسأكمل في المقاومة”.
واعتُقل الطفل الفلسطيني فوزي الجنيدي، في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بمنطقة باب الزاوية، وسط الخليل، بالضفة الغربية، حيث كانت تدور مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية، احتجاجًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبلها بيوم، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وانتشرت على منصات التواصل ووسائل إعلام عربية ودولية صورٌ للحظة اعتقال الجنيدي، وهو معصوب العينين، ويحيط به 23 جنديًا إسرائيليًا، ولاقت الصورة صدىً كبيرًا محليًا ودوليًا.
وأخلت السلطات الإسرائيلية سبيله، في 28 ديسمبر الماضي، إثر دفع كفالة مالية.
والأحد الماضي، أصدرت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية قرارا بتأجيل محاكمة الجنيدي إلى 19 فبراير/شباط المقبل، بناء على طلب محامية الدفاع.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=39916