أدّى مقطع فيديو مترجم لطفل سوري يعمل في مجال تصليح السيارات في مدينة إدلب السورية، إلى ردود أفعال متباينة لدى الشارع التركي، حيث هاجم البعض تواجد السوريين في بلادهم، في الوقت الذي تولّى فيه كثيرون مهمة التبرير لتواجد الملايين من السوريين، رافضين فكرة عمالة الأطفال من أساسها أيا كانت جنسية الطفل.
ويُظهر المقطع طفلا يُدعي (يوسف) يتحدث عن معاناته جرّاء العمل في مجال تصليح السيارات، والمسؤولية الملقاة على عاتقه فيما يخص تأمين مصروف أسرته، وذلك بعد انقطاع أخبار والده الذي اعتقل من قبل النظام منذ ما يزيد عن سبع سنوات.
وعقب ترجمة الفيديو إلى التركية لاقى المقطع رواجا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشر (محمد علي أكسو) المقطع تحت العنوان التالي: “الطفل السوري (يوسف) ذو الـ 7 سنوات لا يحلم كأقرانه بامتلاك دراجة هوائية، أو امتلاك لعبة باهظة الثمن، كل ما يحلم به يوسف هو تأمين قوت يوم عائلته وارتداء ملابس بيضاء، ومساعدة الفقراء”.
وفور نشر المقطع من قبل (أكسو) أبدى مواطنون أتراك كثر تعاطفهم مع السوريين، مدافعين عن تواجدهم في بلادهم، رافضين ما يسمّى بـ “عمالة الأطفال”، في الوقت الذي لم يخلُ فيه وجود بعض التعليقات الرافضة لتواجد السوريين، الذين طالتهم انتقادات واسعة من قبل مواطنين أتراك أيضا، وصفوا كل من يعارض تواجد السوري في تركيا بالعنصري.
إعلان
فيما يلي أبرز التعليقات على مقطع الطفل (يوسف):
(شهراد زاد سيف) مواطنة تركية ردّت في تعليقها على بعض المواطنين الذين عبروا عن رفضهم لوجود السوريين في تركيا، قائلة: “ذات مرة رأيت في مقهى في ألمانيا عبارة معلقة وقد كتب عليها “يمنع دخول الكلاب وكذلك الأتراك” حينها حزنت كثيرا وقلت لنفسي لماذا الناس يفكرون بهذه الطريقة العنصرية؟ الآن نفعل الشيء نفسه بالنسبة إلى السوريين الفارين من الحرب، وهؤلاء العنصريون هم أناس لا أحاسيس لهم”.
إعلان
وردّا على تعليق (شهرزاد) كتب المواطن (إيسين يلماز) هل يمكن أن يكون سبب رفضنا لوجودهم في بلادنا لكونهم ناكري الجميل على الرغم من عيشهم هنا؟”.
(بوغرا يوكسيل) بدوره عبّر عن رفضه للتعليقات الرافضة لوجود السوريين واصفا إياها بالعنصرية، قائلا: “أنتم لستم بشرا، عند ذهابكم إلى بلد آخر وتعرّضكم لموقف عنصري تصفون من يسيء إليكم بالعنصريين وتستنكرونهم، أنصحكم أن تكونوا قبل كل شيء آدميين، ومن ثم مواطنين حقيقيين”.
إعلان
(سيرغين) دعا في تعليقه إلى عدم استعطاف الناس من خلال نشر مثل هذه المقاطع، قائلا: “لا تستعطفوا الناس، عندما كنت صغيرا قمت ببيع الماء في السوق، وكان حلمنا فقط التمسك بالحياة، ولكن لكون الطفل سوريا تعرفون استغلال الخبر بالشكل الصحيح، هناك العديد من الأطفال الأتراك الذين لا تختلف حالتهم عن حالة هذا الطفل”.
(ياسمين) دعت إلى عدم المقارنة بين الأطفال قائلة: “هذا الطفل لجأ إلى تركيا بعد أن شهد حربا هي الأشرس خلال الـ 50 أو الـ 60 سنة الأخيرة، كل طفل غال، وأرى أنه من الخطأ القيام بمثل هذه المقارنات”.
(إيلا ديلسي) استنكرت التعليقات العنصرية على مقطع الفيديو، كاتبة: “كان من المفترض أن تستحوا وأنتم تقولون هذه العبارات العنصرية، ما نريده أن يعيش جميع الأطفال في سلام، إنه طفل ولا يعلم شيئا في هذه الحياة، ولكن العنصريين أمثالكم ليسوا سوى أبطال لوحة المفاتيح التي تعبرون فيها عن حقدكم، وأظن لو أنكم صادفتم في المكان الذي تجلسون فيه طفلا يبيع مناديل لا تترددون ولو لثانية من ضربه”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الإحصائيات الأخيرة أشارت إلى أنّ أعداد السوريين الذين فرّوا من بلادهم ولجؤوا إلى تركيا بلغت ما يزيد عن 3 ملايين ونصف المليون سوري، حيث توزعوا تقريبا في معظم الولايات التركية.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=66084