كلما اراد احد المهرجين ان يتقرب من الأنظمة الحاكمة وكلابها ويتزلف لها يبدأ بكيل الشتائم للمعلقين والكتاب في مواقع التواصل ويعتبرهم بلا قيمة ولا أهمية ولا يقدمون ولا يؤخرون.
على العكس فقد صارت مواقع التواصل تشكل صداعاً خطيراً لكل الحكومات العربية وتقض مضاجعها وتزعجها. ودعني اقول لهذا الذي يسخر من ثوار الفيسبوك ان اجهرة الامن العربية تسهر ليل نهار لمراقبة الفيسبوك ورواده، وترتعب من تعليق او تغريدة، لأن كما تعلمون اللص يخاف من صوت الهواء.
لا تنس ان الفيسبوك صار برلماناً شعبياً حقيقيا. حتى الذين يكتبون بأسماء مستعاره خذهم على محمل الجد في البلدان التي لا تسمح لك بأن تفتح فمك إلا عند طبيب الأسنان.
فهؤلاء يشكلون رأياً عاماً صامتاً تخشاه الحكومات ايضاً.
ولا تنسى ان الذين يكتبون على مواقع التواصل هم أناس حقيقيون في معظمهم، وهم متمردون وثوار بطريقتهم. ولا تنس ان الطغاة في بلادنا يخشون من القلم اكثر من البندقية، ولاحظ انهم يأمنون جانب المجرمين اكثر من المثقفين.
إعلان
وفي البلدان الخارجة من كوارث تصبح الكلمة اقوى من الرصاصة بكثير، ومن يريد ان ينهض بعد الدمار والخراب يحتاج ان يجمع حوله الكثير من الاصوات الفيسبوكية المؤيدة او على الاقل الصامتة، خاصة وان تلك الأنظمة الرعديدة تحسب كل صيحة عليها.
لهذا لا تستهن يا هذا بثوار الفيسبوك، لأنهم قادرون ان يحولوا حياتك الى جحيم بكبسة زر.
واسأل اصحابك في المخابرات العربية كيف يرتعدون خوفاً عندما يستلمهم احد على مواقع التواصل.
إعلان