في تركيا..لا يوجد لاجئون سوريون !! إنها حقيقة

زياد شاهين
أخبار تركيا المحلية
زياد شاهين23 أبريل 2018آخر تحديث : الإثنين 23 أبريل 2018 - 12:39 مساءً
في تركيا..لا يوجد لاجئون سوريون !! إنها حقيقة

“في تركيا لا يوجد لاجئون سوريون”.. ليس هذا تعبير خادع من قبيل الفذلكة الكلامية، وإنما هو عنوان كاشف للحقيقة لا أكثر.

ففي “مركز البيلي للأخوة”، الذي يضم حوالي 13 ألف لاجيء سوري، أغلبهم من النساء والأطفال٬ بمدينة كليس التركية الحدودية، لا شيء يوحي بأن هناك لاجئون يسكنون المكان.

وحين تقع عيناك على أطفال في فصول الدراسة بالمركز يستقبلونك بابتسامة عريضة تكسو وجوههم وبأغاني سورية مبهجة تصدح في الجنبات، في أجواء من المرح والسعادة، قد لا تتصور أن أغلب هؤلاء الأبرياء فقدوا آباءهم ودفعتهم مآسي الحرب وخطايا الظالمين، للفرار مع أمهاتهم بحثاً عن الأمان، ليجدوه في أكناف تركيا.

ولكن، مع إحساس الأمان هذا، تبددت من ذاكراتهم لحظات الحزن والرعب التي عاشوها، وعادت براءة الأطفال مشرقة على محيّاهم، وعلت ضحكاتهم مفعمة بصيحات الفرح في أرجاء المركز.

إعلان

وفي هذه الأجواء، ربما لو لم تقرأ اللافتة التي تدل على المكان، لقلت إنك داخل مدرسة تركية أو حتى سورية، ولكن ليس مركزاً للاجئين في كل الأحوال.

كذلك، حين ترى ما يتلقاه الأطفال من خدمات بشكل حضاري مميز، بدءاً من عبوات الحليب ذاتها التي توزع على أطفال المدارس التركية، مروراً بالطعام الصحي والحلوى المغلّفة، وانتهاءً بالملابس اللائقة التي يرتدونها، لن يطاوعك لسانك بأن تصفهم باللاجئين.

“حوالي مائة طفل جاؤوا مع أمهاتهم يتلقون هنا نفس مستوى التعليم المخصص للأطفال الأتراك”.. يؤكد جمعة تركماز، مدير الأنشطة الاجتماعية بالمركز لوفد محرري الأناضول الذي زار المكان، الجمعة الماضي.

إعلان

أيضاً، حين يبصر الناظر ما يجري داخل مركز الخدمات والتشغيل “رقم ٢” بمركز الإخوة، سيأتيه حتماً الانطباع نفسه.

ويوجد ما يقرب من ألف سورية عاملة موزعات على أربعة مراكز للخدمات والتشغيل في “الإخوة”، يوضح تركماز.

إعلان

“خلية نحل” وليس مخيما للاجئين.. هذا هو الوصف الموضوعي الدقيق لمركز التشغيل رقم٢.

داخل أحد غرف المركز، جلست ثماني نساء سوريات حول منضدة مستطيلة وضعت عليها سجاجيد ناعمة الملمس، زاهية الألوان، في حجم سجادة الصلاة، وبجوارها أثواب للأطفال قيد التطريز.

جميعهن يعملن بجد ونشاط في هذه الخلية، سواء “حليمة” السبعينية، القادمة من ريف حلب، أو “رنا باكير”، العشرينية الوافدة من “جسر الشغور”.

الصمت يغلف المكان.. أول ما يمكن أن تلاحظه حين تلج الغرفة، فلا وقت لتبادل الحديث كما هو شائع بين النساء عندما يجتمعن، بل هو وقت العمل والإنتاج.

قد تبدو مسحة الحزن حاضرة في خلفية النظرات وفي نبرة الحديث كما في الابتسامات الخجولة لأولئك السوريات، لكن علامات الإرادة والزهو بكونهن عاملات منتجات، يسهمن ولو بالقدر اليسير في تمويل نفقات المركز، تتصدر الوجوه لتبدد قسمات الحزن.

وما يساعد أيضاً على التخفيف من ألم الذكريات على ساكني المركز، وجود مركز للتاهيل النفسي تعقد فيه جلسات للسوريات مع متخصصين نفسيين، كما يشير تركماز.

“راضية بقضاء الله، والله يعافيكي يا تركيا.. يا من أنقذتنا واحتضنتنا”، هكذا تلخص المشهد “حليمة”، حكيمة الغرفة بمركز الخدمات والتشغيل، وكبيرتها.

حليمة التي لقى زوجها ربه في عدوان الظالمين، مثل قريناتها، تربح في كل سجادة تصنعها كل شهرين، ما لا يقل عن 200 ليرة تركية.

أما “زهيرة” الأرملة، من جسر الشغور، فلأنها أكثر شباباً، فمن الطبيعي أن تكون أكثر نشاطاً، فهي تنتج سجادة كل عشرة أيام.

وعادةً ما تباع السجادة في الأسواق التركية في حدود 1200 ليرة، يخصص جزء منها للعاملات، فيما يوجه باقي المبلغ لخدمات المخيم.

بدورها، “ضياء” الحلبية، فقد جاءت رفقة زوجها وأولادها، وتتخصص في تطريز أثواب الأطفال بلمسات فنية جميلة.

“أربح 50 ليرة عن كل ثوب..أكيد الوضع هنا أفضل (من نظيره في سوريا).. يكفي أنه بعيداً عن خراب الحرب وفي رعاية أهل الخير الأتراك”، تقول “ضياء”.

إعلان

من جهتها، وبلهجة يطغى عليها الإرادة والتصميم، تقول رنا باكير، التي تعمل أيضاً في تطريز الثياب، “عندما تنتهي الحرب سأعود إلى دياري بإذن الله.. لكن لن أنسى أبداً ما قدمته لنا تركيا”.

إعلان

إعلان

وما أن يهمّ الزائر بمغادرة المكان والوقوف برهة ليتأمل اسم مركز “الأخوة”، يدرك يقيناً أنه “اسم على مسمى”، وأن ضيوف المكان هم، قولا وفعلا، أشقاء لتركيا وليسوا لاجئين.

إعلان

“لا يوجد لاجئون في كيليس، بل وفي سائر أنحاء تركيا”.. ذلك هو شعار القائمين على المركز، لكن تلك الحقيقة الماثلة قد يتعمد تجاهلها بعض الصحفيين الغربيين ممن يزورون المركز من آن لآخر.

يتذكر نائب والي كليس، عمر يلماز، واقعة تشي بذلك، فيحدّث وفد الأناضول قائلاً: “زارني مؤخراً صحفي من إحدى دول غرب أوروبا، وأمطرني بأسئلة استفزازية”.

واستطرد يلماز سرده “فقلت له (للصحفي): دعني أسالك سؤالاً واحداً، كم عدد اللاجئين الذين تستضيفهم بلدكم؟ فأجابني: قليل جداً ربما 150 أو 200 لاجئ، فقلت له: يمكنني أن استضيف هؤلاء في بيتي”.

وتابع نائب الوالي: “عندما رأيته مندهشاً، أوضحت له أن من تستضيف بلاده أكثر من 3.5 مليون لاجيء على أراضيها، وتعاملهم معاملة الأشقاء تماماً كمواطنيها، ليس مستغرباً أن يفعل شخص لوحده ذلك وليس دولتكم بكاملها!”.

إعلان

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)

  • omarmakilomarmakil

    لم يكن في اي دولة من دول العالم
    عيش للسوريين
    بامان واطمئنان
    اكثر مما هو في تركيا برغم مما يكون
    وكان

    ابسط مثال ومثال صغير جدا

    انك تستطيع العمل
    العيش
    رغم وجود كل السلبيات فيما ذكره
    المقيم سابقا في المخيم

    ولو نظرنا بشمولية عامة
    على السوريين في تركيا .. لوجدنا

    إن السوريين
    بامكانهم العيش الى ما شاء الله

    انما في دول ((مازالت))
    تمنع الحياة للسوريين فيها ب اي شكل

    واقول باختصار

    ((إن تركيا بلد فيه رحمة))

  • من سكان المخيم سابقينمن سكان المخيم سابقين

    نحن نشكر تركيا حكومة وشعب لأنهم افضل من جيران والعرب ..
    توضيح على تقريركم هذا على المخيم المذكور اللبيلي او مايعرف بمخيم كليس 2 هذا مخيم الذي استضافني لمدة سنوات ولكن ولله الحمد خرجت الى بلدي سورية عدت اليها رغم خرابها وحزنها ودمارها والفوضى وعدم وجود قانون رجعت انا وعائلتي لوطني بعدما وجدت الضيافة الكريمة في تركيا…
    انا لو عندي المال لهاجرت مع من هاجرو الى اوربا لأن السفر الى اوربا وبلاد مكلف لأن لاجئ السوري يتكلف المبالغ الضخمة لعبوره حدود بين سورية وتركيا من قبل المهربين لان معابركم مغلقة من عام 4/2/2015 ياايها الكاتب انا اكلمك المعاناة لي ولأخواني وابناء بلدي لاتقارنو نفسكم باوربا ف لاجئ الذي يصل اوربا وغيرها يتأمن له الراتب ومستقبل وضعه من بعد وصوله ويوضع هو وعائلته واطفاله في مدارس لتعلم لغة البلد التي وصلوها ويصرف لهم راتب شهري كامل بدون نقصان وتؤمن له الحماية لكل فرد ولاجئ. ويؤمن من الناحية الصحية وتعليم والمال وحقوق كاملة والاقامة لفترة بسيطة ومن بعدها يعطى له مبلغ ليأخذ بيت ويعيش فيه وهو وعائلته وبدون عناء البحث عن عمل او بحث عن المال وتوفر جميع متطلبات الحياة ويتفرغ بسنواته الأولى لتعلم واندماج وراحة المالية والحياة لأنه هناك ان وجد عمل واتفق مع صاحب سيعطيه اجرة تساوي مايعادل 4 اضعاف مايأخذه بتركيا وبساعات اقل بدون الحاجة الى النصب والاحتيال من قبل رب العمل على العامل كما يحصل بأغلب الاماكن وبشكل كبير .رب العمل لايعطي راتب شهر او شهران للعامل حصلت مع الكثير ولاتزال تحصل الى الان في تركيا وان تقدم بشكوى يقولون له ليس لديه سيكورتا او اذن عمل ومع ان سيكورتا واذن العمل الوصول اليهم كالوصل للنجوم ان وصلت لاتقارنو بالعدد الذي بتركيا والذي في اوربا لو كانت اوربا قريبة لأمتلئت من لاجئين السوريين ولكن الوصول السوريين لااوربا مكلف جدا كما هو دخول تركيا مكلف ايضا الوصول لشخص الى يونان بمبلغ 500دولار عبر البحر واقل من ذلك والعبور الى تركيا فوق 1000دولار لشخص ….

    نعود لهذا المخيم الذي تجملونه بكلام ليس دقيق او صحيح لوكان الحياة مريحة بعض الشيء في تركيا لما هاجر الناس لبلاد اوربا والغرب يبع الناس ويقترضون المال من زويهم ومعارفهم لكي يسافرو لأوربا …
    المخيم جيد من ناحية التصميم الجيد
    1مخيم كهرباء مجانية على مدار 24 ساعة
    2 الماء ساعة صباحا وساعة مساء فقط لاغير وماء ليست صالحة للشرب بعض الاحيان لأنها مياه آبار وخزانات بدون تعقيم او فلترة
    3المدارس جيدة من ناحية الديكور والتصميم فقط التعليم فاشل بسبب الكادر التعليمي التركي والعربي وتجهيل ابناءنا والمعلمين المحسوبين بالواسطات والتنفيع
    4 لكل فرد مصروف شهري 100ليرة تركية ولاتصرف الا عبر كرت ازرق افاد ويصرف بماركت داخل المخيم حصرا واسعار الماركت اغلى من اسعار المدينة وبدون وجود اصناف متاحة او جيدة واسعار غالية بنسبة 70 %%مثال البندورة بسوق مدينة كليس ب 2 ليرة بماركت المخيم ب 3ونصف
    5الدواء والعلاج مجانن ولكن المعاينة دون احترام الخصوصية يعني معاينة بالجملة كل عشرة اشخاص بعشرة اشخاص واخطاء طبية عديدة ودوام اطباء قصير لاتفتح عيادات الا صباحا ساعتان ونصف وبعد ظهر ساعتنا فقط وقسم اسعاف 24 ساعة ولكن غير مجدي وغيرمفيد
    6 الصيانة الكرافانات البيوت المصبقة الصنع على حساب لاجئ السوري …لأن اغلب كرافانات مستعملة وقديمة .اعطال كثيرة ونوعية الكرافانة تجارية واصلاحها على عاتق لاجئ داخل مخيم ليس كل من سكان مخيم اغنياء او معهم مال او لديهم عمل .
    7معاملة الادارة المخيم . غير جيدة من قبل الحراسة لشركة الامنية الخاصة التي تحرس المخيم…ولاحتى جماعة الصيانة
    8المخيم الان يخرج من كل يوم مايقار 20 عائلة والان فيه مايقارب 9000شخص بعدما كان فوق 20 الف شخص من التضييق على الناس
    كان المخيم ملئء بسوريين الآن تحت النصف يخرج لاجئ من يرجع لسورية ومن يسكن في.الولايات الاخرى ومن خرج الى اليونان …السبب هو معاملة الغير جيدة المليئة بل احتقار واهانة للناس بداخل
    9عدم سماح بالخروج من مخيم الا بشكل يومي من صباح للمساء فقط ولديك اجازة كل 6اشهر 15 يوم فقط لاغير ولاتعطى الا للوقوف ساعتين او اكثر انتظار ……
    بعدما كان بسابق ادارة المخيم تسمح لسكان المخيم وبل اخص لرب العائلة تسمح له بالخروج للعمل لمدة 16يوم ويجب عليه حضور ساعتان وذهابه بسب عدم وجود فرصة عمل مدينة كليس صغيرة وعملهاخفيف واجرة طريق. من المخيم لكليس 5ليرات ان ذهبت للعلاج بالمشفى الحكومي التابع لدولة تدفع اجرة طريقك ذهاب واياب 10ليرات تركية .
    الاجازات بدون رصيد وراتب ممنوعة ومتوقفة من اول انشاء مخيم .
    10 عدم سماح لك باستضافة احد اقربائك حتى لوكان والدك او والدتك زيارة داخل االمخيم ..
    11وبنسبة لفقراء داخل المخيم العجزة والايتام والارامل لايوجد لهم اي معيل تعمل بزراعة خارج مخيم بأجرة يومية من 20 ليرة الى 25ليرة تركية ..
    وبنسبة للمشاغل التطريز تسرع النساء وبصمت الى مشغل لكي تاخذ عمل تطريز او رش خرز لكي تصرف على ابناءها في اغلب حالات نساء فقيرات ارامل وامهات ايتام والخ ……مع ان القطعة التي يعملون بأجرة قليلة جداااا القطعة رش يصرف حقها مثال 5 ليرات الحقيقة اجرتها تعطى الى لاجئة با اقل من ليرة او ليرة
    13ومن اجل صحافين وقنوات اعلام الذي يأتون للمخيم يمنعو من الدخول الا باذن وتعجيز وطرد الصحافة والمصورون وان ادخلوهم بشروطهم يرسلون من هم محسبون على ادارة المخيم لكي يخرجو ويقولون الكلام الذي يحفظونه من قبل ادارة المخيم او اسئلو او الاجوبة المسموحة والذي يتكلم خارج الطريق يقذف به هو وعائلته خارج المخيم
    وبنسبة هناك من هم مفصلون من المخيم ممنوع ان يدخلو الى ابنائهم او بعند اهلهمبشطل نهائي بسبب تأخرهم عن موعد الرجوع للمخيم
    يقدم كل يوم حوال 20 عائلة للخروج من مخيم وتركه بسبب المضايقة
    14 الغسالات لايسمح غير يوم واحد بل اسبوع بغسل ثياب عائلته ولمدة ساعة فقط

    وبنهاية لو اردتم الحقيقة تقربو للناس وكلموهم سرن بالحقيقة

    عاشت الدولة التركية ونشكر حكومة وشعبا
    نوع من العتاب والايضاح والحقيقة من داخل البيلي مخيم كليس 2 لسوريين