تقدم منطقة “كبادوكيا” وسط تركيا، الغنية بجمالها الطبيعي والثقافي، للسياح القادمين إليها من كل حدب وصوب، فرصة القيام بجولات على دراجات ذات أربع عجلات، يطوفون بها بين “مداخن الجنيات” التي تشكلت بفعل عوامل النحت والتعرية الطبيعية، وغيرها من الأماكن الخلابة في المنطقة.
وإلى جانب مداخن الجنيات، تشتهر منطقة كبادوكيا بأديرتها التاريخية المنحوتة على الصخور، وفنادق داخل المغارات، ومناظرها الطبيعية الخلابية التي تكونت منذ ملايين الأعوام، وكلها أماكن يستطيع السياح معاينتها والتمتع بها عن قرب وهم يقودون دراجاتهم ذات العجلات الأربع.
تنظم جولات الدراجات طوال ساعات النهار، وفي وقت المساء يحبذ السياح أيضا الخروج بدراجاتهم لمشاهدة منظر غروب الشمس الساحر من فوق الجبال المرتفعة في المنطقة.
يمر السياح خلال جولتهم التي تبدأ من بلدة “غورامة” قبل ساعتين من وقت الغروب، بين الوديان في المنطقة، حتى يصلوا سفح وادي “غولو درة”، وهناك يجلسون للاستراحة، والاستمتاع بمنظر غروب الشمس.
وفي حديث للأناضول، قال “أرطغرل دميرهان” الذي يعمل مرشدا سياحيا في إحدى الشركات التي تنظم تلك الجولات في المنطقة، إن السياح يهتمون كثيرا بالتنزه بالدراجات بين الوديان، ثم مشاهدة غروب الشمس.
وأشار أنهم ينطلقون بجولة الدراجات مع السياح قبل ساعتين من موعد الغروب، ويمرون بواديي “جاوشين”، و”العشق”، ويستمتعون بالمناظر الخلابة بين أرجائهما، ليتوجهوا فيما بعد لمشاهدة الغروب.
من جهته أشار السائح “حسن جيلان” القادم من ولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا، أنه فضل المشاركة بجولات الدراجات لمشاهدة غروب الشمس في المنطقة.
وبيّن أنهم ركبوا المنطاد الذي يطوف بهم في السماء، واستمتعوا بمشاهدة شروق الشمس أيضا، مؤكدا القول إن “كبادوكيا مكان في غاية الجمال”.
وأضاف: “لقد التقيت عددا كبيرا من السياح الأجانب في كبادوكيا، وعلى كل مواطن تركي أن يزور المنطقة للاستمتاع ومشاهدة جمالها”، مبينا أن الصينيين هم أكثر من يزور المنطقة من الأجانب.
من جانب آخر، قال السائح “سلجوق غوك” إنه جاء إلى كبادوكيا برفقة زوجته لقضاء شهر العسل.
وأضاف أنهما استمتعا كثيرا بزيارة كبادوكيا، مبينا أن التجول بالدراجات كان ممتعا للغاية.
وأردف: “هذه المرة الأولى التي أزور فيها كبادوكيا، ولا شك أن التجوال بين مداخن الجنيات أمر رائع، استمتعت كثيرا، لو سنحت لي الفرصة سآتي إلى هنا مرة أخرى”.
وتعد منطقة “كبادوكيا” التاريخية في ولاية “نوشهير” وسط هضبة الأناضول التركية عنوانا يختصر عراقة المنطقة، وقدمها في التاريخ الإنساني، وتعكس مدنها تحت الأرض عظمة شعوب استوطنت فيها.
وعلى الرغم من سماح وزارة السياحة التركية بفتح 10 في المئة فقط من المدن الغامضة تحت الأرض أمام السياح وأشهرها “دارن كويو” و”قايماقلي” و”تاتلارين”، إلا أن “كبادوكيا” تعد من أبرز المقاصد السياحية في البلاد، حيث استقبلت نحو مليون ونصف المليون سائح العام الماضي.
يني شفق
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=30634